خدوا بالكم .. يا وزراء محلب !
العبدلله، ليس من أنصار إجراء تعديل وزارى كل شوية وبناء على طلب كبار النخبة وفتوات الفضائيات وأصحاب الصحف الخاصة ورؤساء تحريرها الملاكى!.
تلك هى قناعتى التى تستند إلى قاعدة علمية ثابتة تقول بأن الحساب لا يكون بالقطعة ! .
وسوف يبادر أحدكم ويسأل : ولماذا هذا الكلام الآن؟! .. ماهو هدفك من هذا المقال ؟ .. هل هذا وقته؟!
وأبادر فأقول إنه للأسف هناك بعض الوزراء بل وبعض المحافظين أثبتت تجاربهم وسياساتهم وتصريحاتهم أن قرار طردهم من جنة الحكومة لايصح أن يتأخر أطول من هذا .،. ولايصح كذلك أن نؤجل محاسبتهم وقتا أطول من هذا .
ولعل أكثرنا الآن بات على يقين تام بأن بعض وزراء حكومة ٧ الصبح فقدوا حماسهم وخارت قواهم سيما مع رئيس نشط وذكى «وواعى وصاحى» كعبدالفتاح السيسى !
أكثرنا الآن أصبح يعرف وبالاسم من هو الوزير الشغال ومن هو المحافظ الفاشل . لا أحد من النخبة واصحاب المصالح يستطيع أن يضحك علينا ويقول على هذا الوزير أن يستقيل .. وعلى ذاك المحافظ أن يبتعد .
الحساب بالقطعة خطأ جسيم ولكن الأكثر جسامة وخطورة أن يصارح الوزير الناس برأى صادم مهما كانت درجة اقتناعه بوجاهة هذا الرأى وصحته .
الوزير ياناس منصب سياسى رفيع . وكذلك المحافظ ، وأى وزير ،وكل محافظ عليه أن يحتفظ برأيه الخاص فى أى قضية عامة أو جماهيرية . لأنه إذا خرج عن هذا الخط انتقل إلى دائرة الخطر .
وهذا - كما تعرفون - ما اضطر المستشار الجليل محفوظ صابر وزير العدل السابق إلى تقدمه باستقالة أو قبول استقالته أو إعفائه أو إقالته من منصبه أياما كانت المسميات !.
والدرس المستفاد من واقعة وزير العدل السابق الذى أصبحت سيرته على كل لسان أنه على كل محافظ أو وزير أن «ياخد باله من لغاليغه».. وألا يندفع لإبداء رأى يخرجه عن صوابه .. ويخرجه بالتالى من منصبه .
أعلم جيدا أن كثرة إجراء تعديل وزارى أو إقالة الحكومة كلها مسألة تحسب (على) النظام السياسى وليس (له) .. ولكن بالله عليكم ماذا يفعل الرئيس - أى رئيس - عندما يشعر ويتأكد مائة فى المائة أن هذا المسئول أو ذاك لم يعد على نفس المستوى المرجو من الأداء السياسى لوزارته أو محافظته.. هل يتركه فى منصبه .. هكذا .. مخيباً رجاء وآمال الجماهير ؟!.
إنك إن دققت النظر فى تصريحات وآراء وزراء المهندس إبراهيم محلب ستجد أن بعضهم كان - ومازال - يستحق أن يلحق بزميله وزير العدل السابق .. مثلا هل يعقل أن يقول الدكتور السيد عبدالخالق وزير التعليم العالى «من أشاع وجود خلافات بين رؤساء الجامعات كداب ونتن وقليل الأدب» !! بالذمة ده كلام يقوله المسئول عن التعليم العالى فى بر مصر ؟..
هناك زلة لسان يمكن بلعها .. تعدى يعني.. ولكن أن يدخل معالى وزير التعليم العالى - الذى كنت أقدره لشجاعته وجسارته - فى هذه الوصلة من التشبيه الذى لا أقول إنه (واطى) .. فإن هذا زلة لسان كبيرة .. لايمكن أن تعدى .. ولكنها - للأسف - عدت وعدى عليها أيام وأيام .
الوزير الذى يقول للناس مايحبون أن يقوله هو وزير غشاش يستطيع أن يخدع الناس بعض الوقت، ولكنه لن يستطيع أن يخدعهم طول الوقت!
الوزير الذى يشخط وينطر فى كبار مساعديه أمام الصحفيين والفضائيات عليه أن يعرف أن صبر مساعديه ونوابه له حدود.. وأن «يلم نفسه» قبل أن يأتى يوم أغبر لن يلوم فيه إلا نفسه .. سامع يادكتور مدبولى !؟ .
كتب : سليمان عبد العظيم