الأطفال الأكثر ضررًا .. مخاطر إعادة التدوير غير المناسب للنفايات الإلكترونية
تعد النفايات الإلكترونية الفئة الأسرع نموا في النفايات على مستوى العالم، خاصة في الدول النامية والمناطق غير المراقبة في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل، والتي تشكل العديد من التهديدات على صحة الإنسان والبيئة؛ ما يحتم التعامل بحذر معها وإعادة تدويرها تحت مظلة الدول.
وثمة خطر تلوث جسيم يرتبط بإعادة التدوير غير الرسمي للنفايات الإلكترونية، إذ من الممكن تصاعد أبخرة يمكن أن تستنشق إذا لم تتوفر الوقاية منها، ويمكن أن تتسبب في مشاكل صحية لدى الأشخاص المعرضين لها.
وينتهي التدوير غير المناسب عادة في ﻧﻬاية المطاف إلى تلويث البيئة والماء والتربة والهواء؛ ما يتسبب في العديد من المنتجات الفرعية الناتجة عن إعادة التدوير، والتي تنتهي في التجمعات المائية أو تتراكم أحيائيا لدى الحيوانات والبشر كما هو حال الزئبق.
تأثير النفايات الإلكترونية على صحة الإنسان
وأشارت منظمة العمل الدولية إلى أن الأطفال هم الفئة الأكثر استخداماً في إعادة تدوير المخلفات، إذ تمكنهم أيديهم الصغيرة من تفكيك الأجهزة الإلكترونية بشكل أسهل، وهذه الفئة من السكان هى الأكثر ضعفا، نظراً للمخاطر الصحية الناجمة عن التعرض للمواد الخطرة مثل المعادن الثقيلة، ومثبطات اللهب المعالجة بالبروم، والفينيل المتعدد الكلور، والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات، وغير ذلك من الأدخنة الضارة.
ونظراً لضآلة وزن الأطفال وحجمهم النسبي، فإن أثر التعرض على أجسادهم أكبر بكثير مما هو لدى البالغين، كما أن إعادة تدوير المخلفات بطريقة غير رسمية في الغالب لا يوفر أي ضمانات لسلامة وأمن العاملين الذين يعيشون في ظروف الفقر أو للبيئة في عمليات استخراج المواد الثمينة سواء المعادن الحديدية وغير الحديدية والمعادن الثمينة، وغيرها باستخدام تقنيات بدائية.
ومن بين التقنيات الأكثر شيوعاً: «حرق الكبلات في الهواء الطلق، وحرق هذه الألواح لفصل المكونات، طحن وتذويب البلاستيك، وحرق الكبلات لاستخلاص النحاس، وترشيح ألواح باستخدام السيانيد والأملاح، أو الترشيح بملغم حمض النيتريك والزئبق، استخلاص الذهب من ألواح وحرق البلاستيك في الهواء الطلق».
ويواجه العمال الذين ينقبون عن مواد نفيسة مثل النحاس والذهب خطر التعرض لأكثر من 1000 مادة ضارة، منها الرصاص والزئبق والنيكل ومثبطات اللهب المبرومة والهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات.
أما بالنسبة للمرأة الحامل، فقد يؤثر التعرض للنفايات الإلكترونية السامة على صحة جنينها ونموه منذ ولادته ولبقية حياته، وتشمل الآثار الصحية الضارة المحتملة للولادة،
- الإملاص والولادة المبتسرة.
- انخفاض الوزن والطول عند الولادة.
وقد ارتبط التعرض للرصاص الناجم عن أنشطة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بحدوث انخفاض كبير في معدلات التقييم السلوكي العصبي لدى حديثي الولادة، وزيادة معدلات اضطراب نقص الانتباه/ فرط النشاط، والمشاكل السلوكية، والتقلبات في مزاج الطفل، وصعوبات التكامل الحسي، وانخفاض المعدلات الإدراكية واللغوية.
وتشمل الآثار الضارة الأخرى التي تلحق بصحة الطفل جراء النفايات الإلكترونية التغييرات في وظائف الرئة، والتأثيرات على الوظائف والتنفسية، وتلف الحمض النووي، والخلل في وظيفة الغدة الدرقية، وزيادة احتمال الإصابة ببعض الأمراض المزمنة في وقت لاحق من الحياة، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.