رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


تركيا وقطر والإخوان وإسرائيل فى المقدمة 8 قــوى تحارب مصر

5-8-2017 | 14:11


 

تقرير: أشرف التعلبى ـ محمود أيوب

بالورقة والقلم وتحرى التاريخ جيدا يمكن حصر المخاطر التى تهدد الدولة المصرية أو تسعى لإسقاطها منذ أربعينيات القرن الماضى فى ثمانى قوى رئيسية، بعضها ثابت لم يتغير منذ ثورة يوليو١٩٥٢ وبعضها ظهر دوره التخريبى فى السنوات الأخيرة.

كل هذه القوى وإن اختلفت أساليبها فى الاستهداف أو الحرب على مصر من الجاسوسية والعملاء والطابور الخامس إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا والنشطاء الممولين لكن هدفهم واحد هو إسقاط الدولة المصرية.

ورغم اختلاف الخبراء حول أغلب القوى المستهدفة لمصر وأساليبهم، إلا أنهم اتفقوا على أمر أساسى وهو أن جماعة الإخوان الإرهابية منذ أن ظهرت قبل نحو ٩٠ عاماً كانت ومازالت لاعباً أساسيا وعنصرا مهماً فى الطابور الخامس الذى يستخدم لهدم مصر، بل وصفوها بأنها كانت دائما رأس الأفعى التى تضرب الدولة المصرية ومؤسساتها.

واستقواء التنظيم الإرهابى جماعة الإخوان الإرهابية بالخارج أمام ثورة الثلاثين من يونيه، ودعوات قياداتهم من منبرهم فى اعتصام رابعة لأمريكا للتدخل فى المشهد لم تكن البداية لهدم الدولة فحسب، بل تكرار لما فعلته فى فترة الأربعينيات والخمسينيات.

بداية مخطط هدم الدولة المصرية بدأ فى اربعينيات القرن الماضى من خلال استخدام الجاسوسية خلال فترة الصراع مع إسرائيل لكن جهاز المخابرات العامة المصرية وقف بكل قوة ضد المخطط، وكشف عن عدد كبير منهم خلال هذه الفترة، وكان أشهرهم «هبة سليم» التى تعتبر أخطر جاسوسة تم تجنيدها من قبل الموساد أثناء دراستها بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث نجحت فى تجنيد خطيبها، واستطاعت المخابرات العامة القبض عليها بعدما كشفت أنه مد العدو الصهيونى عن طريق هبة بمعلومات عن مواقع الصواريخ الجديدة، التى كانت تجهزها مصر لضرب العدو فى حرب ٧٣، والتى استطاع الطيران الإسرائيلى ضربها بسبب معلوماته، وصدر بحقها حكم بالإعدام شنقا بعد محاكمة اعترفت خلالها بجريمة الخيانة، ومثل هبة سليم توالت قصص العملاء الجواسيس الخونة والذين تساقطوا واحدا تلو الآخر تحت أقدام رجال جهاز المخابرات المصرية.

وبعد فشل استخدام الجاسوسية فى تنفيذ مخطط هدم الدولة المصرية بدأت أساليب الهدم تتطور خاصةً بعد نجاح ثورة الـ٣٠ من يونيه عن طريق استهداف الاقتصاد المصرى ومحاولات تخريبه من خلال تهريب النقد الأجنبى وسحب الدولار من الأسواق لاستنزاف احتياطى النقد الأجنبي، بدعم من شركات الصرافة، ومافيا تجارة العملة فى مصر، المنتمية إلى جماعة الإخوان الإرهابية، التى كانت تسيطر على عدد كبير من شركات الصرافة فى مصر، ولعب الإخوان دورا خفيا فى إشعال أزمة الدولار، من خلال المراهنة على العملة المصرية وإضعاف قيمتها إلى مستويات غير مسبوقة، إلى جانب السيطرة على تحويلات المصريين فى الخارج لمنع تدفقها إلى مصر.

ومع مرور الأيام بدأت التسريبات الخاصة بـنشطاء ٢٥ يناير، والتى كشفت عن حقيقة نوايا «نشطاء السبوبة»، وعلى رأسهم الدكتور محمد البرادعى، وتسريبات بعض من الشباب المحسوبين على ثورة ٢٥ يناير مثل «مصطفى النجار» و«عبدالرحمن يوسف» و«عمرو حمزاوى»، و«ممدوح حمزة» و«وائل غنيم» و«وائل عباس»، وغيرهم العديد من نشطاء الفيس بوك.

بحسب الخبراء والمحللين السياسيين فهناك ثمانى قوى رئيسية عملت خلال الـ٧٠ عاماً الماضية على هدم الدولة المصرية وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، والمخابرات الأمريكية ، ودولة خارجية) تركيا وقطر وإيران وإسرائيل) والرأسمالية المتمثلة فى بعض رجال الأعمال من أصحاب المصالح _ المنظمات المركيسية _ الأحزاب المضادة _ الحركات الثورية _ السوشيال ميديا)

الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية بجامعة عين شمس قال:»بشكل عام لا يمكن أن ننكر أن مصر دولة محورية فى منطقة الشرق الأوسط وفاعلة فى الإقليم وفى العالم كله، وهذا ليس من قبيل الدعاية الكاذبة أو من الشو الإعلامى، وإنما هى حقيقة تستند على الجغرافية وعمق التجربة التاريخية، بالإضافة إلى الدور الحضارى والثقافى لشعب مصر، ولذلك ليس من المستغرب أن توصف مصر بعدة صفات مثل مركز العالم وسلة غذاء العالم فى عصر الإمبراطورية الرومانية، وهى «رأس الأفعي» وقت الحروب الصليبية، ومصر كما وصفها « نابليون بونابرت « أهم دولة فى العالم، ومن قبل نابليون وصفت مصر فى عصر الخلافة الإسلامية بأنها «الولاية العصية»، وعندما جاء الاستعمار البريطانى أطلق على مصر «درة التاج» البريطاني، هذه حقائق تاريخية، ولو نظرنا إلى الوثائق الأمريكية من الخمسينيات وإلى وقتنا تجد أن الإدارة الأمريكية تنظر إلى تهديد الأمن القومى المصرى وكأنه تهديد للأمن القومى الأمريكى».

شقرة قال إن أى تحول فى التاريخ المصرى على الفور تجد ردود أفعال، بعضها إيجابى وبعضها سلبى، فعندما قامت ثورة ٢٣ يوليو وجدنا القوى التى كانت تخطط لهدم الدولة المصرية لإفشال الثورة، وفى مقدمة هذه القوى «جماعة الإخوان الإرهابية»، والتى كانت تخطط لإفشال ثورة ٢٣ يوليو والجمهورية المصرية وإقامة دولة «الخلافة» لتكون مصر مجرد ولاية فيها.

شقرة رصد قوى الشر التى استهدفت هدم الدولة المصرية منذ ٢٣ يوليو وحتى الآن، مؤكداً أن جماعة الإخوان الإرهابية تظل هى أكثر القوى المعادية للدولة المصرية وللثورة خاصة وهى كعاداتها تتحالف مع الخارج ضد الدولة المصرية سواء المخابرات البريطانية والأمريكية، وعلى المستوى الداخلى فهناك عزوف من كبار رجال المال والأعمال أو الرأسمالية المتمصرة والأجنبية عن مشاركتهم فى خطط التنمية التى وضعتها ثورة يوليو وظل عبدالناصر يعانى من عدم وجود نقد أجنبى يمول به مشروعاته إلى أن وقعت حرب ٥٦ وانتصرت مصر الثورة، وهنا وجدنا رجال الرأسمالية تتقدم لعبدالناصر فى محاولة منها لترث الرأسمالية الأجنبية بمنطق النفعية؛ لكن عبدالناصر رفض وأصر على ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية والاهتمام بالطبقات الفقيرة، إلا أن رجال رأس المال ابتعدوا عن الساحة وعن مشروع عبدالناصر وبعضهم سافر إلى أوربا، وتصور الرأسماليون أن بمقدورهم إفشال الدولة المصرية بتعطيل مشروعاتها القومية ، وكان هذا أسلوبا من الضغط على الدولة المصرية متبعا من الرأسماليين بهدف حرمان الدولة من تنفيذ مشروعاتها، بل والأكثر من ذلك أنهم هربوا أموالهم إلى الخارج إلى أن قام عبدالناصر بتمصير الإقتصادى المصرى وهو ما أكد عليه عبدالناصر فى كثير من خطاباته».

هدم الدولة كما يوضحه رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، اتخذ عدة أشكال داخلية او خارجية عن طريق مؤامرات كثيرة كشف عن بعضها، والبعض لم يكشف عنه ما بين من عام ١٩٥٤ حتى ١٩٦٧، فقد كان هناك قرار أمريكى بإفشال ثورة ٢٣ يوليو واغتيال جمال عبدالناصر، ولكن محاولات الاغتيال فشلت لذلك لجأت الولايات المتحدة الأمريكية إلى مؤامرة بمشاركة إسرائيل والتى تمثلت فى ضربة يونيه عام ١٩٦٧، ومحاولات إفشال الدولة المصرية ظلت مستمرة لكن الشعب المصرى الواعى وقف لهذه المحاولات بالمرصاد ولكن تدنى الحالة الاقتصادية أدى إلى قيام ثورة ٢٥ يناير ومن بعدها ثورة ٣٠ يونيه، والحقيقة أن هذه الثورات حملت معها أيضاً هؤلاء الذين أطلق عليهم الرئيس السيسى «قوى الشر» التى مازالت تحاول بكل قوة إسقاط الدولة المصرية وفى مقدمتها أيضاً جماعة الإخوان الإهاربية والمخابرات الأمريكية، والمنظمات وما تطلق على نفسها الحركات الثورية، وهذه القوى مستمرة إلى وقتنا هذا، وللأسف مازالت بعض هذه القوى تستخدم نفس الأساليب القديمة فى إسقاط الدولة المصرية كجماعة الإخوان الإرهابية والتى تلجأ كعادتها إلى القتل والترهيب.

اللواء محسن النعماني، الخبير الأمني، ووزير التنمية المحلية سابقا قال: إن مخطط إفشال الدولة اصطدم بإرادة الشعب المصرى وبوحدته مع قواته المسلحة، والجميع يعلم أن مصر عصب المنطقة، والتاريخ كله يقول إن المنطقة كلما تتعرض لخطر يهدد مصيرها وتتصدى له مصر، مثلما حدث مع التتار والصليبيين والغزوات الأجنبية التى حاولت تفكيك الأمة، فالأمة مطمع كبير جدا؛ لما بها من ثروات فى مجالات مختلفة.

موضحا أنه فى الفترة الأخيرة قبل ٣٠ يونيه تعرضنا لهجمة كادت أن تضع أركانا كبيرة لإنجاحها وكانت قمتها جماعة الإخوان التى لا تؤمن بفكرة الوطن، أملا فى أن تؤدى إلى التقسيم وبدأت بفكرة إمارة إسلامية فى سيناء، ونزع مناطق فى الجنوب والغرب، فقد كان هناك مخطط شامل لتفتيت للدولة، لكن تقدم الشعب المصرى رافضا هذه المخططات فى ٣٠ يونيه وقواته المسلحة دعمته، وكانت مواجهة فى نطاق متعدد، لأنه على إثر هذا المخطط حدث انتباه فى الأمة العربية كلها، وظهرت قوات وطنية فى ليبيا تدافع عن أرضها، وتحرك فى الجزيرة العربية لتكوين محور عربى قادر على المواجهة، وبدأت القوى تعلم أن مصر تزعمت وعادت مرة أخرى لدورها التاريخى فى مواجهة هذه الأخطار.

وأضاف «النعماني» أن مصر واجهت مخططات متعددة، أولها مخطط الإرهاب الذى يحاول أن ينال من إحساس المواطن بأمنه واستقراره بدولته، ومخطط تخريب اقتصادى ومن خلال عملية التلاعب فى أسعار العملات الأجنبية، حتى أخذنا قرار التعويم، وأيضا عملياتهم ضد السياحة فبين فترة وأخرى نواجه مخططا لمنع السياحة؛ لأن عملية السياحة عملية حساسة جدا بالنسبة للسائحين، وبالتالى لا يمكنهم تقبل عمليات إرهابية تشكل خطرا عليهم، فالإرهابيون يعلمون أنهم لن يستطيعوا القيام بعمليات كبيرة فى ظل الوحدة بين الشعب والقوات المسلحة، وبالتالى رأينا عمليات صغيرة مثل شخص بسكينة قتل عدة أفراد بشكل فردي، وهنا وهناك عمليات من هذا النوع، المهم أن تؤثر فى حركة السياحة.

النعمانى يكشف أن الولايات المتحدة الأمريكية فى فترة سابقة كانت تتزعم فكرا مغلوطا عن الدولة، ورأينا كلاما مجنونا حول الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الكبير، ومحاولات كثيرة لهز الاستقرار المصري، من خلال دعم جمعيات غير شرعية، واستقطاب مجموعة من الشباب ودفعهم نحو التحرك ضد بلدهم، كل هذا من خلال مخطط لإعادة ترسيم المنطقة بما يناسبهم فى هذا الموضوع، لكن الوضع فى أمريكا الآن يتطلب أن نتابع ما يحدث بعدما تولى الرئيس «ترامب»، الذى يرى أن المصالح الأمريكية ليست فى زعزعة استقرار المنطقة، إنما المصالح الأمريكية فى التلاحم فى المنطقة، وأرجو أن ينجح فى ذلك، ولهذه السياسة كان هناك أذناب فى المنطقة منها الدور التركى الذى كان بارزاً جداً وكذلك الدور القطرى ، والدور الإيرانى بفكره تصدير الثورة دور بارز جدا فى المنطقة، واستقطبت تنظيمات إرهابية العاملة فى المنطقة لتكون أدواتها فى العمل.

النعمانى أشار إلى أن الذين يخططون لإفشال الدولة يحاولون دائما التركيز على ضرب العملية التنموية ، وهذا يؤكد لنا أهمية أن إنجاح العملية التنموية ، بل يأتى هذا الهدف فى المرتبة الأولى قبل مواجهة الإرهاب، والاثنان لا يتجزآن بعضهما عن بعض، فعندما تواجه الإرهاب عليك أن تحمى العملية التنموية، التى تهدف إلى تحقيق آمال وطموحات الشعب المصري.

يقول النعمانى كان لدينا شعار يطبق فى وقت من الأوقات وهو «يد تبنى ويد تحمل السلاح»، ونحن الآن نقوم بمعلية تنموية تسير بأعلى معدلات، والمواطن المصرى متفهم هذا تماما، لذلك متحمل عبء هذه العملية فى ظل الظروف الاقتصادية، لكنه يراهن على إنجاح العملية التنموية، وفى نفس الوقت مازالت مواجهتنا كبيرة جدا، ومصر طالبت من قبل أن مواجهة الإرهاب تتطلب مواجهة منابع الإرهاب فى الدول الداعمة له، ورأينا هذا الموقف فى دول الخليج العربى إلى جانب مصر فى مواجهة قطر الداعمة للإرهاب، لتفيق إلى رشدها وتعود إلى معسكرها، فهناك شعب شقيق، لكن، هناك نظام جعل نفسه فى عداء مع الأمة.

د. طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية كشف عن المحاور الرئيسية لمخطط هدم الدولة قائلاً إنه يقوم على ثلاث دعامات رئيسية أولها، إحداث اختراق فى نسيج المجتمع من الداخل عن طريق بث معلومات مزيفة وتحمل الكثير من الأخطاء والتشكيك فى قدرة الدولة المصرية على الإنجاز أو عدم قدرتها على قيادة الدولة وهذا عن طريق وسائل إعلام مضادة ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعى وأيضاً من خلال بعض الشخصيات التى لها وجود إعلامى داخل مصر أو خارجها، والثانية تأكيد فشل الدولة فى كل خياراتها وحلولها عن طريق التشكيك فى الأرقام والمؤشرات وفى خطة الإصلاح الاقتصادى، والثالثة وهذا هو الأخطر وهو التعامل مع القاعدة الجماهيرية العريضة غير المثقفة وغير المتعلمة وفى هذا تحديداً تجد نسبة أمية كبيرة لذلك تجش قبولا للشائعات التى يتم بثها من خلال وسائل الإعلام والشاشات الملونة التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، وأيضاً من خلال بث بعض الإشاعات فى بعض المناطق الشعبية.

د. طارق أوضح أن هناك أربعة محاور خطيرة على الدولة المصرية، محور إقليمى ممثل فى تركيا وسيستمر بصورة أو بأخرى وهذا الملف لابد من التعامل معه بحذر، أيضاً علينا أن نستعد لفتح ملف قطر إقليمياً ودولياً حينما تقتضى الضرورة ولابد لمصر أن تستثمر حركتها فى مجلس الأمن فى التنديد بالأطماع التركية فى الإقليم بأكمله وفى العراق وفى أمن الخليج وهذا الجهد يحتاج إلى دعم من الدول العربية الكبيرة وهذا مهم جداً فى هذا التوقيت.

الخطر الثانى حسب فهمى هو الخطر الإيرانى أو «المد الشيعي» والذى يحاول أن يصدر لك أن هناك خلافاً مذهبياً فى مصر بين السنة والشيعة ومصر ليست بين هذا التصنيف فلدينا أزهر كبير بإمكانياته ومؤسساته، وبالتالى علينا أن نتنبه أن هناك مخططا شيعيا لضرب استقرار الدولة المصرية فى مراحل معينة لتسوية فكرة الخيار الفارسى لإدارة المنطقة بكل ما فيها.

والخطر الثالث يتمثل فى المشروع الإسرائيلي، وبرغم العلاقات الجيدة مع مصر لكن تبقى إسرائيل اكبر مهدد لأمن واستقرار مصر وهذا واضح فى حرب المعلومات والجواسيس، وليس معنى استمرار السلام أن تتخلى إسرائيل عن تهديدها لأمن واستقرار الدولة المصرية، فهناك تهديدات قادمة من إسرائيل فى سيناء ومن قطاع غزة ومن غيرها، وبناء عليه يجب الانتباه إلى أن كل هذه محاولات هدم ثوابت الدولة الوطنية المصرية؛ لأن مصر هى الدولة الوحيدة التى وقفت خلال ٦ سنوات وأكثر فى مواجهة المشروعات المطروحة منها المشروع التركى لإدارة الشرق الأوسط والمشروع الإيرانى لتطبيق الفارسية الجديدة فى الإقليم بأكمله والمشروع الإسرائيلى لرسم شرق أوسط إسرائيلى وفق أهداف محددة.

فهمى يفسر إطلاق الرئيس السيسى فكرة تثبيت أركان الدولة المصرية بأن هدفه أن يعود الوطن يملك المناعة الوطنية الكاملة بمعنى أن يكون غير متعرض لمحاولات تغلل خارجية، وبناءً عليه فتثبيت أركان الدولة وفقاً لرؤية الرئيس السيسى تقوم على ٤ دعامات الأولى منها أن تحدث مناعة وطنية لمواجهة التحديات الخارجية، والثانية أن يلعب الإعلام دورا فى مواجهة هذه المحاولات التى تهدد أركان هدم الدولة ويكون قائدا ورائدا أساسيا فى هذه المواجهة، والثالثة أن يكون هناك رأى عام موجه يملك المعلومة فى تعامل مع محاولات تهديد الدولة عن طريق مخاطبة الرأى العام بما يجرى من محاولات لهدم أركان الدولة، والرابعة وهى أخطر نقطة وهو مخاطبة المواطن من وقت لآخر بحقيقة ما يتعرض له الوطن من مخاطر.