رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى ميلاد أحمد شوقي.. محطات في حياة أمير الشعراء

16-10-2022 | 13:08


الشاعر أحمد شوقي

بيمن خليل

تحل اليوم ذكرى ميلاد أعظم شعراء اللغة العربية في العصور الحديثة، وأعرق الشعراء العرب على مدار التاريخ، وهو الشاعر الكبير أحمد شوقي المُلقّب  بـ «أمير الشعراء».

ميلاده

ولد أحمد شوقي بحي الحنفي في القاهرة في 16 أكتوبر من عام 1868م، لعائلة من أصول غير مصرية، اختلفت فيها المصادر، فبعضها يشير إلى أن والده شركسي ووالدته يونانية تركية، وبعضها يشير إلى أن والده كردي ووالدته من أصول تركية وشركسية، وبعض المصادر تشير إلى أن جدته لأبيه شركسية وجدته لأمه يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل.

نشأته

نشأ شوقي في القصر مع جدته التي تكفلت به وبتربيته على جانب من الغنى والثراء، حتى التحق بكُتّاب الشيخ صالح حين بلغ الرابعة من عمره، فحفظ قدرًا من القرآن وتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة المبتديان الابتدائية، وأظهر فيها نبوغًا واضحًا، وقرأ دواوين كبار الشعراء حينها، فبدأ الشعر يجري على لسانه، التحق بمدرسة الحقوق، وذلك سنة 1885م، وانتسب إلى قسم الترجمة الذي كان قد أنشئ بها حديثًا، وفي هذه الفترة بدأت موهبته الشعرية تلفت نظر أستاذه الشيخ محمد البسيوني، ورأى فيه مشروع شاعر كبير.

بعثته التعليمية وصداقته بـ مصطفى كامل

وفي رحلة تعليمية خارج مصر هي الأولى له، سافر شوقي إلى فرنسا على نفقة الخديوي توفيق، وقد حسمت تلك الرحلة منطلقات شوقي الفكرية والإبداعية، وخلالها اشترك مع زملاء البعثة في تكوين "جمعية التقدم المصري" التي كانت أحد أشكال العمل الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي، وربطته حينئذ صداقة حميمة بالزعيم مصطفى كامل الزعيم السياسي المصري ومؤسس الحزب الوطني وجريدة اللواء.

النفي إلى أسبانيا

كان يميل أحمد شوقي في شعره نحو المديح إلى الخديوي عباس والذي كانت سلطته مهددة من قِبل الإنجليز، وفور عودة شوقي من بعثته في فرنسا تم نفيه إلى إسبانيا، وهناك اطّلع شوقي على الأدب العربي والحضارة الأندلسية، كما استطاع أن يتكتسب استخدام عدة لغات بالإضافة إلى الاطلاع على كافة الآداب الأوروبية، وكان على عِلم بالأوضاع والأحداث التي تجري في مصر، وعلى هذا الأساس وجد توجه آخر في شعر أحمد شوقي بعيدا عن المدح الذي التزم به قبل النفي، إلى أن عاد شوقي إلى مصر سنة 1920.

شوقي أميرا للشعراء

في عام 1927، بايع كافة شعراء العرب شوقي أميرا للشعر، وبعد تلك الفترة تفرغ شوقي للمسرح الشعري ويعد الرائد الأول في هذا المجال عربيا؛ ومن مسرحياته الشعرية مصرع كليوباترا وقمبيز ومجنون ليلى وعلي بك الكبير، وأميرة الأندلس، وعنترة وهي تحكي قصة الشاعر الجاهلي عنترة بن شداد وابنة عمه عبلة، والست هدى، والبخيلة، وغيرها.

كتابته الشعرية من الوجدان  

اشتهر أحمد شوقي كشاعرٍ يكتب الشعر من الوجدان في كثير من المواضيع المختلفة؛ فقد نظم شعر في مديح النبي محمد، كما نظم في السياسة ما كان سبباً لنفيه إلى الأندلس بإسبانيا وحب مصر، كما نظم في مشاكل عصره مثل مشاكل الطلاب، والجامعات، كما نظم شوقيات للأطفال وقصصا شعرية، ونظم في المديح وفي التاريخ، بمعنى أنه كان ينظم مما يجول في خاطره، تارة الرثاء وتارة الغزل وابتكر الشعر التمثيلي أو المسرحي في الأدب العربي، وتأثر شوقي بكتاب الأدب الفرنسي ولا سيما موليير وراسين.

«الشوقيات» أضخم دواوينه الشعرية

خلّف شوقي ديوانًا ضخمًا عرف بديوان «الشوقيات» وهو يقع في أربعة أجزاء الأول ضم قصائد الشاعر في القرن التاسع عشر والمقدمة وسيرة لحياته، وقد تمت إعادة طبعه عام 1925م، واقتصر على السياسة والتاريخ والاجتماع، أما الجزء الثاني فقد طبعه عام 1930م، أي بعد خمس سنوات واشتملت قصائده على الوصف ومتفرقات في التاريخ والسياسة والاجتماع، والجزء الثالث طبع بعد وفاة الشاعر في عام 1936 م، وضم الرثاء، وظهر الجزء الرابع عام 1943 م، ضم عدة أغراض وأبرزها التعليم.

أعماله الروائية

كما أن لشوقي بعض الروايات ومنها، رواية «عذراء الهند» عام 1897م، و«لادياس ودل وتيمان» في عام 1899م، و«شيطان بنتاؤور» عام 1901م و«ورقة الآس» عام 1904م، كما للشاعر العديد من المقالات الاجتماعية التي جمعت عام 1932 م، تحت عنوان أسواق الذهب من مواضيعها الوطن، الأهرامات، الحرية، الجندي المجهول، قناة السويس.

وفاته

ولقد ظل شوقي محل تقدير العالم، وتوفي في 14 أكتوبر من 1932م، بعد أن أصيب بمرض أخر أنهك قواه وجعله ملازمًا للفراش لمدة أربعة أشهر، حتى فارق الحياة عن عمر ناهز الـ 64 عامًا.