عضو «خارجية النواب»: التعاون الثقافي بين مصر وإيطاليا علامة مضيئة في تاريخ العلاقات بين البلدين
أكدت الدكتورة جيهان زكي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن التعاون الثقافي بين مصر وإيطاليا، يعد علامة مضيئة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتاريخ طويل من التعاون المثمر بين الدولتين.
جاء ذلك خلال احتفال "أكاديمية العلوم" بمدينة تورينو شمال إيطاليا، بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، على يد العالم الفرنسي چان فرنسوا شامبليون، والإعلان عن النجاح قراءة سجلات الكتابات الهيروغليفية، وهو الحدث الذي غير وجه الحضارة الإنسانية.
وقامت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، بإلقاء المحاضرة الافتتاحية في الجلسة الرسمية لهذا المحفل الدولي، بالقاعة الكبرى لأكاديمية العلوم المتاخمة لمبنى المتحف المصري في تورينو، والتي جاءت بعنوان "التطورات السياسية والثقافية على ضفاف النيل - في بدايات القرن التاسع عشر"، حيث قامت بعرض مجموعة من الصور والمخطوطات النادرة، التي أظهرت تداعيات هذا الاكتشاف التاريخي، الذي أزاح الستار عن صفحات هامة ومتصلة من تاريخ مصر، وكذلك عن تضافر الموروث الشعبي بالحضارة المصرية القديمة.
وتناولت الدكتورة جيهان زكي الدور المحوري الذي لعبته النخبة الثقافية والفكرية والتي كانت قد تكونت من أوائل العائدين من البعثات العلمية إلى أوروبا، والذين صاروا مع مرور الأيام بمثابة مصابيح تنويرية من شمال مصر لجنوبها، بجانب ما أشاعوه من أجواء حماسية تجاه الولع بمجد الأجداد وشغف المعارف التاريخية في الأوساط الشعبية، مما بشر بغد أفضل وانطلاقة نحو مستقبل مضيء.
وأضافت أن من أهم هذه الشخصيات المؤثرة، الكاتب و المؤرخ "رفاعة الطهطاوي" ورفيق دربه السياسي "علي مبارك"، مشيرة إلى دورهما في ترسيخ اهتمام العامة والبسطاء بالتاريخ والآثار، بل وإعادة ترميم شعور الانتماء لحضارة عظيمة وماضي زاخر بالإنجازات الحضارية، لافتة إلى أن رفاعة الطهطاوي كان صاحب فكرة إقامة أول مدرسة وطنية لتعليم هذا العلم "الجديد"، والذي عُرِف بـ "علم المصريات" للباحثين والشباب المصريين.
وأشارت زكي إلى المحاولات المصرية لقراءة جداريات المعابد والمقابر في القرنين التاسع والعاشر على يد علماء ومؤرخين مصريين مثل "ابن وحشية" و"ذو النون المصري" الذي ولد في مدينة إخميم في القرن التاسع، وقام بكثير من الاجتهادات لترجمة حروف من اللغة المصرية القديمة، استنادا على الأبجدية القبطية.
كما تناولت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، الملابسات الموثقة لخروج المسلات المصرية إلى فرنسا وإنجلترا وأمريكا، أثناء ولاية محمد علي، حينما كانت مصر تابعة للباب والعالي، واصفة المسلة بـ"الحجر الحائر" بين موطنه الأصلي و"مكان إقامته" الحالية، كما تناولت الأسئلة الجدلية حول هذه الممارسات، والتي سرعان ما تم القضاء عليها بالتشريعات والقوانين المنظمة لذلك في مصر، وكذلك المواثيق الدولية التي حكمت هذه الأمور ووضعت لها ضوابط وأطر قانونية ومرجعية دولية.
وكانت الاحتفالية قد ضمت كبار علماء الآثار والمتخصصين في الدراسات اللغوية والتاريخية، حيث أدار الاحتفالية عالم الآثار الإيطالي أليساندرو روكاتي وشارك بالمداخلات كريستيان جريكو مدير المتحف المصري بتورينو، والعالم البريطاني چون بينز والفرنسي برنارد ماتيو والألماني چان اسمان، وسط حضور رفيع المستوى من كبار الأساتذة والعلماء وأعضاء المجمع العلمي والمتخصصين في العلوم الإنسانية.
وأكد الحاضرون على أهمية الحضارة المصرية القديمة، كونها الحضارة المؤسسة لتاريخ وعقائد العوالم الحديثة والمعاصرة، إضافة إلى أنها تعد حلقة مفصلية من حلقات تطور البشرية.