رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في ذكرى ميلاد الملك فاروق.. نكشف سر حصول يوسف وهبي على الـ"بكاوية"

11-2-2017 | 17:26


 تمر اليوم، السبت، الذكرى الـ97، لميلاد فاروق الأول، ملك مصر والسودان، الذي ثار حول فترة حكمه الكثير من الجدل.

ورغم الخلاف على طريقة حكم فاروق الأول لمصر، فإنه يبقى واحدا من الحكام الذين أحبوا الفن، ووضعوا الفنانين في مكانة راقية، وخير دليل على ذلك، منحه الألقاب السامية، لعدد كبير من المبدعين المصريين، وكما منح "صاحبة العصمة"، إلى أم كلثوم، أنعم على يوسف وهبي برتبة البكاوية، لكن كان لذلك قصة طريفة.

علم الملك فاروق، الذي كان مغرما بالفنون، أن الفنان يوسف وهبي، يريد تجسيد النبي محمد، صلى الله عليه وسلم في أحد أفلامه، وهي الفكرة التي طرأت على ذهن يوسف وهبي بالفعل، وأشيع وقتها أنه يستعد بالفعل لتنفيذها.

وإزاء هذه الأنباء، شن الأزهر الشريف هجوما عنيفا، على يوسف وهبي، وتضامن مع المؤسسة الأزهرية في هذا الوقت عدد من الصحف، التي وجهت سهام النقد الشديد لـ"وهبي"، إلى أن وصل الخبر إلى الملك، الذي قرر التدخل، وأمر بإصدار تعليمات واضحة ليوسف وهبي بألا ينفذ مشروعه الفني، وبأن يعتذر، وإلا فسيتم سحب الجنسية المصرية منه.

واعتذر يوسف وهبي، وأكد أنه لن ينفذ تلك الفكرة، وأكد في خطابات عدة، وجهها إلى الأزهر الشريف، أنه كان ينوي تجسيد الشخصية، في فيلم يُظهر للغرب الإسلام في أحسن صورة.

وبقي يوسف وهبي متحسبا للغضب الملكي، باحثا عن وسيلة يستدر بها رضا السرايا من جديد؛ لكي فاروق فكرته عنه.

ووجد يوسف وهبي ضالته في قصة فيلم "غرام وانتقام"، وبالفعل بدأ تصوير، وإخراجه، بمشاركة البطولة المطربة أسمهان، وتعـمد "وهبي"، بذكاء، أن يضع نشيدا في الفيلم، يمجد الملك فاروق وأسرته، وهو نشيد "الأسرة العلوية"، والذي أطلق عليه ثلاثة أسماء أخرى، هي: "مواكب العـز"، و"أنشودة المجد"، و"أنا بنت النيل"، وكان من كلمات الشاعر أحمد رامي، والألحان للموسيقار السنباطي.

وحاول يوسف وهبي تلافي الأزمة التي كادت أن تمنع تصوير النشيد، وهي وفاة أسمهان، إلا أنه احتال على الأمر، باستخدام دوبليرة تشبه أسمهان، مع تركيب الصوت الحقيقي للمطربة السورية، على صورة هذه الدوبليرة.

وفور انتهاء تصوير الفيلم، دعا يوسف وهبي الملك فاروق، وكل الأسرة الملكية لمشاهدة الفيلم، في عرض خاص، أعد لهم خصيصا في عام 1944، وزيادة في الحفاوة، تم تصوير فاروق وأسرته في رحلتهم من قصر عابدين، حتى دار سينما ريفولي، بشريط سينمائي، وعُرض هذا الشريط ذو الدقائق العشر.

ولقي الفيلم إعجاب الملك فاروق، وأمر بإنشاء صندوق لأهل الفن، وإكراما لروح أسمهان تبرع

فاروق بـ500 جنيه لهذا الصندوق، ومنح يوسف وهبي رتبة البكاوية تقديرا لجهوده في الفيلم.

يذكر أن النشيد الأسرة العلوية، تم حذفه من الفيلم، عقب ثورة 23 يوليو.