حث وزيرا الاقتصاد والمالية الفرنسي "برونو لومير" والنقل "كليمان بون" على وقف إضراب أعضاء النقابات العمالية، الذي أضر بشدة بإمدادات الوقود لمحطات الخدمة على مستوى البلاد.
ودعا وزير الاقتصاد الفرنسي -في حوار خاص لقناة "بي إف إم" الإخبارية الفرنسية اليوم- إلى تحسين الوضع في محطات خدمات الوقود، واصفا الإضراب الراهن للكونفدرالية العامة للعمل في عدة مصاف ومستودعات تابعة لشركة "توتال انرجي" الفرنسية والتي أضرت بإمدادات الوقود في فرنسا، بـ"غير المقبول وغير المنطقي".
وشدد الوزير الفرنسي على ضرورة وجود تحسن واضح على جبهة الوقود هذا الأسبوع لأن "في الديمقراطية، ليست الأقلية هي التي تملي قانونها"، مشيرا إلى أن نهاية الإضراب في "إيسو-إكسون موبيل" سيؤدي إلى إمداد أفضل بمحطات الخدمة هذا الأسبوع.
من جانبه، قال وزير النقل الفرنسي "كليمان بون" - لإذاعة "فرانس إنتر" الإخبارية الفرنسية - إنه من المحتمل ألا يعود الوضع في محطات الوقود الفرنسية إلى طبيعته قبل الأسبوع المقبل، مضيفا بالقول: "ما زلنا نعاني"، مؤكدا أن الحكومة الفرنسية دعت مرة أخرى إلى إنهاء هذا الصراع الاجتماعي وأن المخرج الوحيد الملموس من هذه الأزمة هو إنهاء الإضراب.
بدوره، أكد "إيريك سيليني" من الاتحاد العمالي العام في فرنسا، تجدد الإضراب في 5 مصاف ومستودعات تابعة لشركة "توتال إنرجي" الفرنسية؛ للمطالبة برفع الأجور بشكل يعكس الزيادة في التضخم، موضحا أن الإضراب تجدد في منطقة "نورماندي" و"دونج" و"لاميد" و"فيزين" و"فلاندر" وأن الإدارة لا تبدو مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات.
وتفيد بيانات حكومية بأن واحدة من كل ثلاث محطات وقود على مستوى البلاد لم تتلق الإمدادات المقررة في الأيام القليلة الماضية. وزادت نسبة محطات الوقود التي لم تتلق الإمدادات المقررة في بعض مناطق شمال البلاد وأنحاء باريس.
وكانت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن، قد قالت، أمس /الأحد/، إن إمدادات البنزين في محطات الوقود واصلت الانخفاض مطلع الأسبوع الجاري بسبب إضراب مستمر منذ أسابيع في شركة "توتال إنرجي"، وأضافت أن "نحو 30% من المحطات لدينا تعاني من مشكلة في الإمدادات على الأقل لنوع واحد من أنواع الوقود".
وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الفرنسية، يوم السبت الماضي، أن 27.3% من محطات الوقود تواجه مشاكل في الإمدادات، انخفاضا من 28.5% في اليوم السابق و30.85% الأربعاء الماضي.
يذكر أن الحكومة الفرنسية قد أصدرت أمرا لبعض عمال مصافي النفط الأربعاء الماضي، بضرورة العودة إلى مواقع عملهم، في محاولة لكسر إضراب أدى إلى نقص في البنزين والديزل، ولكن عمال مصافي النفط المضربين صوتوا لصالح مواصلة تحركهم الاحتجاجي.
يشار إلى أن فرنسا تشهد منذ أسابيع عدة إضرابات في مصافي التكرير ومستودعات الوقود، بدعوة من النقابات العمالية التي تطالب بزيادة في الأجور، إذ تواجه أكثر من 20% من محطات الوقود الفرنسية مشكلات في الإمدادات منذ مطلع الأسبوع الماضي، بعدما تسببت الإضرابات في تعطيل العمليات في أربع من مصافي التكرير الرئيسية في البلاد