ابهار .. تفوق .. تميز .. ندى فقيه : أحب ما أعمل ... حتى أعمل ما أحب
ابهار .. تفوق .. تميز .. ندى فقيه : أحب ما أعمل ... حتى أعمل ما أحب
كتب : أحمد السعيد
"إذا أردت أن تفهم إنسانا فانظر فعله في لحظة اختيار حر .. وحينئذ سوف تفاجأ تماما .. فقد تري القديس يزني وقد تري العاهرة تصلي.. وقد ترى الطبيب يشرب السم.. وقد تفاجأ بصديقك يطعنك وبعدوك ينقذك .. وقد ترى الخادم سيداً في أفعاله.. والسيد أحقر من أحقر خادم في أعماله.. وقد ترى ملوكاً يرتشون وصعاليك يتصدقون..!" ربما تكون هذه الكلمات التي سطرها الدكتور مصطفى محمود منذ عشرات السنين هي التجسيد الواقعي لدور البطولة الذي تستعد "نجمة بكره" ندى فقيه للعبه في الفيلم الروائي القصير الذي لم تستقر مخرجته فرح جودت على اسم له بعد، وتدعوه ندى تندرا "اللي ما يتسماش"، كتب السيناريو والحوار له محمد الحاج، وتدور فكرته حول الإنسان عندما يكون في لحظة اختيار حر تضعه فيه إحدى الألعاب التي توجه أوامر للاعبيها كل بدوره وعليه أن يستجيب لها بخروجه من شخصيته الأصلية، وتنفيذ أوامر هذه اللعبة الذي يمكنه في أي وقت أن يتركها ببساطة مختارا إنهاء اللعب؛ ولكنه يصر على استكمالها لموافقتها هوى في نفسه، وتعبيرها عما لا يستطيع تبنيه أو التصريح به في دنيا الحقيقة، درست ندى التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وتميزت فيه بشهادة كبار أساتذتها بعد تألقها في شخصية "كرامات" بمسرحية "المهاجر" للكاتب جورج شحاذة وتمصير الدكتور مصطفى سليم وإشراف على المشروع وإخراج الدكتورة سميرة محسن، وقد منحها الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية شهادة تقدير خاصة بها في إطار تكريم دفعة 2016 من خريجي المعهد، وأعربت ندى عن سعادتها بهذا التكريم الذى يحرص عليه المعهد للاحتفاء بخريجيه الجدد فى كل عام، لتنطلق بعده للقيام بدور من أهم أدوارها على مسرح ميامي كبطلة من أبطال مسرحية "الأم شجاعة" التي تم تعريبها نقلا عن الكاتب الألماني بريخت، وبطولة رغدة،وعلاء قوقة،وصفاء جلال ومن إخراج محمد عمر، ورغم أنها لم تنبس ببنت شفه؛ إلا أن دورها كان مؤثرا في الجمهور الذي أرسل الدمع مدرارا عندما قتلت في المسرحية؛ حتى أن أحد الأطفال الصغار دخل في حالة من النشيج والبكاء الحار على موتها ولم يهدأ بالا إلا عندما رأى ندى تطل عليه بعد العرض بابتسامتها الرقيقة، ولندى فكرها التسويقي الخاص فهي ترى أنه توفيرا لوقت المخرجين ومساعديهم في اختيار أبطال الأعمال خاصة غير المعروفين منهم؛ فإنه يجب أن تكون هناك قاعدة بيانات توفرها شركة ما وتتيحها لمن يحتاجها منهم على شبكة الانترنت؛ حتى يتم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، قضاء على "الشللية" والمحسوبية؛ وهي فكرة جديرة بالدراسة، وان كانت هناك بعض الشركات التي تنفذها بالفعل إلا أنها تضع رسوما ضخمة على الطرفين تمثل عقبة في طريق الفنانين الجدد ترى ندى أنه لابد من تلافيها، وفي النهاية كانت هذه قصة ندى فقيه التي كتبناها، وبقي منها ما تسطره هي بأعمالها في قادم الأيام.