في ذكرى افتتاحها.. الإبداع ونضال المصريين في قناة السويس
كانت وستظل قناة السويس مصدر إلهام لكثير من الشعراء والمبدعين والأدباء، لما تمثله من تضحيات ومعاناة وصمود من وصولًا إلى الهدف العظيم.
وتمثل قناة السويس رمزًا كبيرًا لدى كثير من المصريين، فهي ليست ممرًا مائيًا تعبر منه السفن من وإلى بلاد العالم فحسب، لكنها شريان حياة وذكرى ممتدة، قصص نضال منذ بدء حفر القناة ثم افتتاحها في عام 1869 في حفل مهيب وبميزانية ضخمة، ومرورا بالمعارك التي دارت على دفتيها وحرب الاستنزاف مع العدو الإسرائيلي، ثم قناة السويس الجديدة التي افتتحت في السادس من أغسطس عام 2015 قبل عامين، ذلك المشروع العملاق الذي لا يقل عظمة عن المشروع الأم مشروع حفر القناة، ودشنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في حفل ضخم وبتكاليف بسيطة.. وسيسهم في خلق فرص كبيرة لتطوير مناطق صناعية تخدم قطاعات مختلفة مثل التصنيع والنقل وإصلاح السفن، فضلا عن الموانئ اللوجستية التي ستدر علي مصر دخلًا اقتصاديًا كبيرًا خلال السنوات المقبلة.
أنتجت السينما والتليفزيون، العديد من الأفلام التي تؤرخ لقناة السويس، ومن أشهرها ليلة "القبض على فاطمة"، "ناصر 56" "شفيقة ومتولي"، "الحلم المصري العظيم" عمار يا مصر، وهو أحدث الأعمال الإذاعية التي تتناول تاريخ القناة من مصر الفرعونية وحتى وقتنا الحالي، ويتزامن تاريخ عرضه على إذاعة البرنامج العام مع افتتاح قناة السويس الجديدة.
ويعتبر مسلسل "بوابة الحلواني" من أهم المسلسلات التليفزيونية التي عالجت تاريخ قناة السويس، حيث استطاع المؤلف محفوظ عبدالرحمن من خلال عرضه لفترة حكم الخديوي إسماعيل، أن يلقي الضوء على معاناة العمال المصريين الذين راح منهم الكثير في حفر القناة، هناك أيضًا مسلسل "صديق العمر" الذي عرض رمضان قبل الماضي، وهو أيضًا من الأعمال التليفزيونية التي تناولت فترة تأميم قناة السويس من خلال استعراضه لفترة حكم الزعيم جمال عبد الناصر.
وكتبت مؤخرًا الروائية منى منصور، رواية "تابوت الماء"، وتحكي قصة حفر قناة السويس القديمة بمناسبة افتتاح حفر قناة السويس الجديدة وفتح التاريخ المصري وما تعرض له الشعب المصري قديمًا وقت حفر القناة القديمة من مكاسب ومخاسر، لكن مازال في جعبة المبدعين الكثير ليقدموه عن قناة السويس القديمة والجديدة بما يتناسب مع حجم التضحيات والعظيمة التي قدمها المصريون من أجل أن يتوفر لهم مشروع قومي يربطهم بأرضهم على مر التاريخ.