رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اللواء محمود خلف:مشروعات محور القناة وسيلة لتطوير المنطقة بأكملها

7-8-2017 | 14:19


حوار: منار السيد

عامان على افتتاح قناة السويس الجديدة، ذلك المشروع الذى أثبت للعالم أجمع أن أمجاد المصريين لم تنتهِ بانتصار أكتوبر بل استمرت بتقديمهم شريان جديد لتعزيز الملاحة العالمية، وأنهم قادرين على سحق الصعاب فى سبيل بناء وطنهم والزود عنه أمام المؤامرات الدولية التى تحاك به، وفي الذكري الثانية لافتتاحها يطرح المصريون العديد من التساؤلات حول الأهمية الاستراتيجية لمحور القناة، والمشروعات التنموية التى تم إنجازها خلال الأشهر الماضية.

«حواء » حملت هذه التساؤلات إلى اللواء محمود خلف، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، فى محاولة للتطرق للأبعاد الاستراتيجية لكافة المشروعات التنموية وعلاقتها بمحور قناة السويس الجديدة فكان هذا الحوار.

فى البداية نود التعرف على الأبعاد الاسترتيجية لإنشاء محور قناة السويس الجديدة؟

أولا يجب التمييز بين توسيع القناة يمينا ويسارا وبين تأسيس محورها والذى يعد ثروة ضخمة للغاية، لكننا لم نتمكن من الاستفادة منها إلا في بعد واحد وهو رسوم المرور باعتبار أن الهدف من إنشاء القناة زيادة الدخل القومى، إلا أن هناك أسبابا عالمية تحتم علينا استغلال مواردنا  لذلك تم توجيه الرؤية إلى الاستفادة من قناة السويس وتعظيم الدخل القومي من خلال مشروع "محور القناة" لأن هناك فرقا بين خط المجرى المائي الذي تسير فيه السفن وبين ضفتى القناة وهو ما يتم الاستفادة منهما في إقامة مشروعات جديدة.

وما مفهوم المنطقة اللوجيستية ؟

هي تفريعة شرق الإسماعيلية التي تربط القنطرة بالبحر الأبيض المتوسط من خلال مجرى مائى، والتى تم تعريفها بالمنطقة اللوجيستية بحيث تسمح تلك المنطقة بتوقف السفن وتقليص ساعات الانتظار فى البحيرات، كما ستساهم بشكل كبير فى تحويل منطقة القناة إلى منطة تجارية عالمية، وتنمية قناة السويس بأسلوب حديث يمتد جنوبا ليصل إلى هضبة الجلالة التي تتصل بالعاصمة الإدارية ليشمل المحور في طريقه جنوبا المثلث الذهبي لسفاجا والقصير الغني بالتعدين والمناجم، وبهذا يصبح العالم كله يتحرك داخل مصر، ولعلنا نلمس على أرض الواقع بعض المشروعات التي تم تنفيذها مثل المزارع السمكية ومدينة الإسماعيلية الجديدة وأنفاق السكك الحديدية، بالإضافة إلى التعاقدات مع الأسواق العالمية مثل ما ذكرنا في المنطقة اللوجيستية مثل الصين، هذا بجانب إقامة مشروعات سياحية على بعض الجزر الداخلية، وبهذا نتبين أن الهدف ليس توسيع قناة السويس وإنما تطوير المنطقة بأكملها طبقا لإمكانيات مناطق التنمية مثل تنمية الصحراء الغربية في اتجاه مطروح التي يتم بناء مناطق حديثة بها واختيار الضبعة لبناء المفاعل النووي.

من ضمن المشروعات التنموية التي تم إنشاؤها مشروع "الاستزراع السمكي" فما الهدف منه ؟

تم إنشاء هذا المشروع بين الاتجاهين بمجري قناة السويس، والذى من شأنه تعزيز إنتاج مصر من الثروة السمكية، فمنطقة شرق قناة السویـس تمثل موقعًا مناسبًا للاسـتزراع البحـري  لما تملكه من مقومات عدیدة، منها: توافر الموارد الأرضیة المناسبة حیث یوجد العديد من أحواض الترسيب على الضفة الشرقية لقناة السویس، وتوافر المیاه المالحة ذات الجودة العالیة، وتوافر مصادر الزریعة للأسماك البحریة خاصة أسماك الدنیس والقاروص والجمبري، بالإضافة إلى توافر الكوادر الفنیة المؤهلة للاستزراع البحري، إلى جانب تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأسماك عالية الجودة ذات المواصفات العالمية لتغطية العجز فى البروتين الحيوانى للمواطن المصرى وتقليل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.

وكيف سيتم الاستفادة من هضبة الجلالة البحرية ؟

تقع هضبة الجلالة بين منطقتى العين السخنة والزعفرانة، وللاستفادة من هذا الموقع الاستراتيجي لهذه القمة سيتم تحويلها إلى مشروع سياحي يضم إنشاء جامعة الملك سلمان السعودي، ومدينة طبية عالمية، وقرية أوليمبية لإقامة الفعاليات الرياضية للدولة، ومناطق سكنية سياحية، وأخرى لمحدودي الدخل بالاتفاق مع وزارة الإسكان، وكذا مناطق خدمية لقاطني المدينة، ويعطي الارتفاع الشاهق للمدينة ميزة مناخية تتمثل في انخفاض درجة الحرارة عن مستوى سطح البحر بعشر درجات، بالإضافة إلى وجود "تليفريك" للاستمتاع بالمشهد الرائع على هذا الارتفاع الشاهق.

وما الرؤية التي دفعت الدولة للتفكير في التنفيذ الفورى لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة ؟

معظم دول العالم نفذت فكرة العاصمة الإدارية، وبالنسبة لمصر فهي خطوة كان اتخاذها منذ أعوام نظرا لاقتصار إقامة المصريين على الوادي والدلتا والتى تمثل نسبة 7.8 %  من أرض مصر، بالإضافة إلى الخناق الذي تتعرض له القاهرة بعد أن أصبح يقطن بها أكثر من 20 مليون إلى جانب الوافدين من المحافظات المختلفة يوميا، الأمر الذى يصعب معه الاستفادة من عظمتها التاريخية، ولما لم يكن هناك حل للازدحام المرورى والتكدس السكانى كان الخروج إلى أماكن جديدة أنسب الحلول مثل ما حدث في العشرينيات من القرن الماضى عندما تم إنشاء منطقة مصر الجديدة، و6 أكتوبر والتجمعات الجديدة، وبالرغم من ذلك فما زال هناك ازدحام بسبب نظام الحكم  والإدارة المركزية في القاهرة، لذا كان نقل البنوك بالكامل وكافة الوزارات والمصالح الحكومية ومجلس النواب والجامعات بنسبة 100% إلى العاصمة الإدارية الجديدة خطوة ضرورية لابد من اتخاذها.

وما الدوافع الاستراتيجية لبناء قاعدة محمد نجيب العسكرية في منطقة الحمام ؟

مع استمرار التهديدات الإرهابية كان لابد من وجود رادع لها ومن هنا جاءت فكرة إنشاء القاعدة وذلك لبث مجموعة من الرسائل المهمة للدول الخارجية فى مقدمتها جاهزية الجيش المصرى لمواجهة أى اعتداء على أراضيه، هذا إلى جانب تقديم المساعدة للدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط للتحرر ومواجهة الجماعات الإرهابية المتطرفة التى تهددها والمنطقة العربية، حيث تضم القاعدة تجمعات قتالية قوية وذات كفاء قتالية ومرونة فائقة بما يتناسب مع القائمة الطويلة للتحديات والتهديدات التى تواجه الأمن القومى المصرى والتى تتطلب قدرا كبيرا من اليقظة والاستعداد القتالى العالى، وهو ما يفسر مدى الإمكانيات الفائقة للإعاشة الكاملة للمقاتلين وتوفير ميادين ومساعدات تدريبية حديثة بما يمنحهم درجة جهوزية فائقة وتسليح حديث ذات قدرات نيرانية دقيقة مع سرعة التحرك البرى والجوى والبحرى فى لحظات لمواجهة كافة أنواع العدائيات فى الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الغربى، وتأمين المرافق الاستراتيجية "محطة الطاقة النووية، وحقول الغاز فى البحر الأبيض، وآبار البترول" والتصدى للعناصر الإرهابية وتهريب الأسلحة والذخائر والهجرة غير الشرعية.

وكيف ستستطيع الدولة المصرية الحفاظ على هذه المشروعات التنموية في ظل مواجهة الإرهاب ؟

من خلال جوانب عديدة أهمها المكافحة الدولية والتنشئة داخل الأسرة والمدارس والجامعات، فالعمل العسكري آخر مراحل الكفاح، وأود أن أؤكد أن للأم دورا مؤثرا في القضاء على الإرهاب ومكافحته من الجذور من خلال ملاحظة أبنائها وبث قيم المواطنة فى نفوسهم فإذا أدت الأم الدور المنوط بها سنتمكن من القضاء على الإرهاب.