"باب البحر".. حلويات تحارب ارتفاع الأسعار وأزمة السكر
بضع خطوات تفصلك عن ميدان "رمسيس"، ثم تدخل شارع "باب البحر"، أحد أكبر الشوارع الشعبية بالقاهرة، وسُمى بهذا الاسم لأنه في البداية كان بابًا يفتح على البحر (نهر النيل)، إلا أن هذه البوابة تمت إزالتها في عهد محمد علي باشا، ولم يبقَ لها أثر الآن.
يبدأ الشارع من باب الشعرية وينتهي بشارع كلوت بك، وبه مقام سيدي محمد البحر الذي يُقام احتفال في النصف من شهر شعبان كل عام.
ويشتهر "باب البحر" بتجارة الحلويات وخاماتها ومستلزمات صناعتها وتجهيزها، ويعد المركز الأول في مصر للحلويات، حيث توجد به مصانع حلوى المولد النبوي الشريف التي عرفها المصريون منذ العصر الفاطمي، كما تباع به الحلويات المرتبطة بشهر رمضان الكريم والأعياد.
وتشهد حركة البيع والشراء بالشارع رواجًا كبيرًا خلال فصل الشتاء، بينما تقل في فصل الصيف لارتباطه بظهور الفواكه والعصائر.
وعند دخولك إلى الشارع.. تشتم رائحة الحلوى، وترى المحلات وأمامها خامات الحلويات من السكر والبودرة والملبن والمكسرات والشيكولاتة والعجوة والبسبوسة والجاتوه والتورتة والفولية والحمصية والسمسمية والمشبك.. وغيرها الكثير.
- رواج البيع في المواسم والأعياد
يقول قال الحاج محمد الصالح، 58 عامًا، صاحب أحد المحلات: "حركة البيع والشراء في شارع باب البحر جيدة في الشتاء نظرًا لقلة أنواع الفواكه، حيث الازدحام الدائم والإقبال على شراء الحلويات، لكن في فصل الصيف يكون هناك ركود كبير بسبب اعتماد الناس على الفواكه والعصائر".
ويضيف: "الشارع موجود به مصانع حلوى المولد النبوي، تبدأ عملها قبل المولد بفترة كبيرة، حيث تقوم بتصنيع الحلوى بمختلف أنواعها وتوزيعها على صغار الباعة، الذين يبيعوها بالكيلو، ويشهد الشارع رواجا كبيرا لشراء الحلوى سواء حلوى مشكل كالحمصية والسمسمية والفولية، والتي تعرف باسم (العلف) أو حلوى للأطفال كالعروسة والحصان، ويعتبر هو الموسم بالنسبة لباب البحر".
ويوضح الحاج محمود عبد السلام، 52 عامًا، صاحب محل: "شارع باب البحر يشهد رواجا كبيرا في رمضان وعيدي الفطر والأضحى، وعيد الحب، حيث يشتري الناس الياميش والكنافه والقطايف والبسبوسة فى رمضان، ثم الكحك والغريبة والبتيفور والبسكويت في الأعياد، وفي الفالنتين يقومون بشراء الجاتوه والتورتة".
وتابع: "ده شغل المواسم في الباب البحر، أما باقي السنة ركود، إضافة إلى ارتفاع الأسعار بعد تعويم الجنيه وارتفاع الدولار، وارتفاع سعر السكر، ما أدى إلى ضعف الإقبال من المشترين لأن الحلويات سلع ترفيهية والناس تشتري احتياجاتها الأساسية أولًا، وبعدين آخر حاجة يفكروا فيها الحلويات، وده عيب الشغلانة دي، وأنا معرفش اشتغل شغل تاني لأني ورثت المهنة من أبويا وطول عمري شغال فيها".
وأشارت كريمة صبحي، ربة منزل، إلى أن أسعار الحلويات ارتفعت بشكل كبير بعد ارتفاع سعر السكر.
- أزمة السكر وتفعيل الرقابة
أكد شريف الدمرداش، الخبير الاقتصادي، إن السلع المرتبطة بموسم محدد كالحلويات تشهد رواجًا بين الناس، ويشترونها مهما كانت مرتفعة الثمن، لأن المواطن لا يستطيع الامتناع عن شراء الحلويات في المواسم، كالمولد النبوي الشريف والأعياد، ما يجعل البائعين يستغلون ذلك لرفع الأسعار إلى 3 أضعاف، خصوصا بعد تعويم الجنيه وأزمة السكر التي حدثت مؤخرًا.
وأشار الدمرداش إلى أن عددًا كبيرًا من أصحاب مصانع الحلويات كان متورطاً في أزمة السكر من خلال احتكاره بهدف رفع الأسعار، وانتهاز فرصة غياب الرقابة من قبل الأجهزة المختصة.
وأوضح الدمرداش أن علاج هذه المشكلات هو تفعيل دور الأجهزة الرقابية وضبط الأسواق من خلال مباحث التموين وجهاز حماية المستهلك وجهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، وغيرها من أجهزة رقابية.