رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أهلًا مهرجان القاهرة

19-10-2022 | 17:04


باكينام قطامش,

نظرت ببصري بعيدًا نحو الأفق وسألت نفسي: هل سأصل لليوبيل الذهبي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعدت بذاكرتي إلى الوراء سنوات عديدة وأنا أشهد أول دورة شاركت بها عام 1987 عندما اصطحبتني صديقتى الأستاذة أمينة الشريف إلى المركز الصحفي للمهرجان لترشيحي أن أكون إحدى المشاركات لتغطية فعالياته لمجلتى الحبيبة الكواكب - رحمها الله -، وكان اجتياز هذه المرحلة صعبًا فرئيس المركز الصحفى آنذاك الصديق الراحل سيد عواد لم يكن يسمح بقبول وجوه جديدة إلا في أضيق الحدود، وكانت تلك السنة أيضا هى سنة عودة الشرعية الدولية للمهرجان بجهود كبيرة من الراحل العظيم سعد الدين وهبة، ولمن لا يعلمون ما هى الشرعية الدولية، هي إقامة المهرجان تحت مظلة الاتحاد الدولي للمنتجين الذي منحه التصنيف أ، والذي لا يحصل عليه إلا 11 مهرجانًا دوليًا فقط على مستوى العالم.

وتمر السنوات من دورة للثانية، ومع كل عام جديد نشهد أفلامًا من جميع أنحاء العالم ونجومًا عالميين ومخرجين من أفضل صناع السينما، وبدأت مشاركتي خلال هذه السنوات فى فريق العمل سواءً المركز الصحفي أو النشرة اليومية والتى تدرجت فيها حتى وصلت إلى نائب رئيس تحريرها  تحت قيادة الناقد السينمائي الكبير حامد رأفت بهجت، ولن أنسى أبدًا قوله "لما بتكوني معايا بطمن،" ثم توفي سعد وهبة عام 1997، وتوالى الرؤساء على إدارة المهرجان إلى أن وصلنا إلى ما يطلق عليه ثورة يناير التي أخفت ما هو جميل وأظهرت كل ما هو قبيح، وقامت ثورة موازية في مختلف قطاعات الدولة تطالب بتغيير فرق العمل القديمة في هذه القطاعات واستبدالهم بقيادات جديدة تستعين بالشباب والمعارضين، وكانت الجبهة المضادة لمهرجان القاهرة الأشد ضراوة من غيرها، ونجحت في التغيير، فبدأت أضواء المهرجان في الخفوت شيئًا فشيئا حتى أصبحت دار الأوبرا أثناء أيام المهرحان تشبه بيت الأشباح، حتى معظم الفنانين لم يكونوا حريصين على حضور المهرجان.

واختلفت كل الأمور من حوله بظهور مهرجانات جديدة تعتمد على القطاع الخاص مثل مهرجان الجونة أو مهرجانات تعتمد على تمويل جهات حكومية ثرية مثل مهرجان البحر الأحمر بالسعودية، وكلا المهرجانان من الصعب منافستهما ماديا، ولكن مهرجان القاهرة لم يفعل بل جدد دماءه برئيس جديد منتج وموزع له علاقات متميزة مع السينما العالمية والسينما المستقلة وهو محمد حفظى و سواء اتفقنا أو اختلفنا على شخصه، إلا أنه استطاع إنجاز دورات للمهرجان طورته تطويرا واضحا وعاد إليه بريقه ونجومه وجمهوره.

وبانتهاء فترة رئاسة حفظي كان لابد من اختيار من يعمل على الاستمرار في التطوير وتحديث فعاليات المهرجان حتى يتمكن من مواكبة المهرجانات العالمية التي لها تاريخ ومكانة مثل كان وبرلين، ووقع هذا الاختيار على النجم السينمائي حسين فهمي للمرة الثانية حيث إنه رأسه لمدة 4 سنوات بعد رحيل سعد الدين وهبة منذ عام 1998 حتى 2001، ولعل أهم قرار اتخذه حسين فهمي كان اختيار معاونيه هذا العام وهما المخرج أمير رمسيس صاحب التجربة الناجحة في مهرجان الجونة ومدير مهرجان القاهرة فى دورته الـ44 والناقد السينمائي أندرو محسن رئيسا للمكتب الفني.

فأهلا بفريق عمل عشق السينما فعشقته، وأدرك قيمة مهرجان القاهرة السينمائي ويطمح لإعلاء هذه القيمة وليس طمسها.

وللحديث بقية....