ماذا كنا سنفعل إذا حلت الأزمات العالمية القاسية.. ولم نكن نعمل ونحقق النجاحات والإنجازات والبناء والتنمية على مدار ٨ سنوات شكلت حائط صد وصمام أمان خففت من وطأة تداعيات طاحنة تضرب العالم في رفاهيته.. أو على الأقل احتياجاته الأساسية.
بالنظر إلى الوضع إلى في بعض دول العالم المتقدم وما يعانيه من نقص في إمدادات الطاقة والغاز مع حلول الشتاء.. ومحدودية السلع الأساسية.. وقسوة الأجواء واضطراب في التدفئة.. وارتفاع غير مسبوق في معدلات التضخم وارتفاع الأسعار.. والنظر إلى الحالة المصرية ستجد نفسك تخر لله ساجدًا.. بتوافر مصادر الطاقة من كهرباء وغاز وأجواء معتدلة.. وتوافر السلع والاحتياجات الأساسية والاحتفاظ منها باحتياطي استراتيجي.. يكفي لفترات أكثر من ٦ أشهر.. وأمن مائي وغذائي.. ومناخ آمن واستقرار سياسي.. لا نقول نحن أفضل من أوروبا مثلاً.. لكن المولى عز وجل ومن ثمار العمل والرؤية وبعد النظر منحنا فرصًا هائلة وفرت لنا الأمان والاستقرار.
نعم لدينا صعوبات.. لكن في نفس الوقت لدينا الكثير من الإنجازات.. والرؤى والحلول والإجراءات نستطيع منها أن نحقق العبور الآمن من تداعيات الأزمة الاقتصادية.. في اعتقادي أن أمامنا ٦ أشهر نستطيع خلالها.. أن نمر بسلام إلى ما نريد لكن بالعمل والصبر والوعى والفهم والاصطفاف نذلل كافة العقبات والصعوبات.. لكننا في وضعية أفضل بكثير من غيرنا.
الإنجازات والنجاحات يذهبن الأزمات والصعوبات
لدينا مقومات وأسباب وفرص للعبور بأمان تداعيات الأزمة العالمية
لماذا لا يستمع العالم لصوت العقل.. لماذا يصر على الدفع نحو الهلاك والتوجع جوعًا وعذابًا دائمًا من وطأة الأزمات والصراعات التي يصنعها بأياديه؟ لماذا يرفض الحوار والتفاوض والحلول لمناقشة أسباب هذه النزاعات والوصول إلى حلول وتسوية تنهى حالة الضبابية والخوف والذعر والمستقبل المجهول في ظل معطيات خطيرة تنذر بكوارث وعدم استقرار وأزمات معقدة؟ لماذا قرر العالم أن يترك العمل والبناء والإنسانية ويتفرغ للحروب والأطماع والتآمر والتهديدات.. والاستسلام للمصير المظلم الذى ينتظر الجميع؟
العالم يدفع ثمنًا باهظًا.. ويستنزف موارد وثروات طائلة.. ويضيع على نفسه فرصة الرفاهية والازدهار والعيش في أمن وسلام.. ويهدر أوقاتًا وأزمانًا يقضيها في البحث عن السيطرة والهيمنة وتهديد القوى الأخرى ظنًا منه أنه سيجنى العديد من المكاسب رغم أنه سيجدها عندما يخلق فرصًا كثيرة للسلام والتعاون والشراكة.
الحرب الروسية - الأوكرانية التي تدور رحاها الآن على الأراضي الأوكرانية ما هي إلا ساحة وملعب لحرب عالمية ثالثة حامية الوطيس.. وليست من صنع روسيا - وأوكرانيا بحسب.. ولكن من نسج وتخطيط قوى كبرى أخرى ترى في الحرب مصالح كثيرة لها.. وأهدافا غزيرة تضرب بحجر الأزمة كما قلت في بداية الحرب عشرات العصافير.. وهى الدول المستهدفة بالإسقاط والإفشال والتعطيل.. وضرب مشروعها للبناء والتقدم.. إنها مخططات الشيطان الذى يجثم على صدر العالم بالهيمنة والمؤامرات وكل ما نراه من مظاهر الخراب والدمار والقتل والدماء والصراعات والحروب من صنع هذا الشيطان الذى لا يرى إلا مصالحه ونفوذه وهيمنته.
تستطيع أن ترى أهداف المخطط الشيطاني في إشعال الحرب بين روسيا - وأوكرانيا في كثير من دول العالم خاصة على مستوى التداعيات والآثار الكارثية الاقتصادية من ارتفاع جنوني في تكلفة الحياة.. وارتفاع الأرقام في ميزانيات الدول من أجل الوفاء بالتزامات واحتياجات شعوبها من السلع الأساسية.. ومقومات الحياة التى لا يمكن الاستغناء عنها.
أهداف الشيطان من الحرب الروسية - الأوكرانية في الهيمنة وضرب الأمن والاستقرار في الدول والسعي الخبيث إلى تحريك الشعوب لإثارة الفوضى والهدم.. تراه في تأزم الأوضاع الاقتصادية في العالم.. من ارتفاع معدلات التضخم والأسعار بشكل لم يحدث منذ أكثر من ٠٤ عامًا.. وارتفاع أسعار الطاقة والغاز أضعافًا مضاعفة.. وارتفاع تكاليف الشحن بسبب ارتفاع المخاطر.. وتعطل سلاسل الإمداد.. وتوقف الإنتاج في الكثير من دول العالم المتقدم التي كانت توفر احتياجات الدول والشعوب بأسعار مناسبة.. وإن وجدت هذه الاحتياجات فأسعارها أصبحت تؤرق ميزانيات الدول حتى المواد الخام ومستلزمات الإنتاج.. والسلع الاستراتيجية باتت تشكل ضغطًا هائلاً على ميزانيات الدول.
الشيطان الأكبر في هذا العالم.. يمارس لعبة الموت.. يريد كل شيء لنفسه.. يسعى لاستمرار نفوذه وهيمنته.. لا يرى في هذا العالم أي سبب أو داع للإنسانية.. والحفاظ على البشر.. يريد تشغيل مصانع السلاح لديه بأعلى وتيرة.. ويحول عملته إلى وحش عالمي يلتهم كل عملات العالم.. المهم أن يعيش هو ويهيمن ويسيطر.. ويموت الجميع.. وإذا تحدث أحد معلنًا اعتراضه أو تأييده لإجراء يحقق مصالح العالم والبشر.. أو يتخذ قرارًا فيه حفاظ على مصلحة الدول وشعوبها.. تقفز على السطح المؤامرات والمخططات والويل والثبور لكل من يخالف إرادة الشيطان الأكبر.. الذى تفضحه مواقفه على مدار التاريخ القريب.. فيرفض إجراءات دولة تعدت على حدود دولة أخرى.. ويحشد العالم من أجل عقابها وردعها.. ويؤيد دولة أخرى محتلة وغاشمة تمارس البربرية والفاشية وتضرب بكل القوانين والأعراف والمواثيق والشرعية الدولية عرض الحائط.. ونجد في النهاية مباركة وتأييد الشيطان الأكبر.. يموت ملايين العرب ويقتلون جراء مؤامرات ومخططات وتعيث الفوضى في ربوع بلادهم.. ويتنامى الإرهاب في بعض دولهم.. وتتشرد الشعوب.. تحت شعارات وهمية خدعت الشعوب من حرية وديمقراطية وحقوق إنسان تتخذ كفزاعة أو شماعة.. وتشهر عند اللزوم.. وحسب المزاج.. وتطبق في مناطق.. ولا تراها في مناطق أخرى تمارس القهر والاحتلال والقتل وأبشع الجرائم ضد الإنسانية وحقوق الإنسان.. ولكن دون حساب أو حتى مجرد إدانة.. أو لوم أو استنكار.
الأزمة الاقتصادية العالمية تتفاقم وتزداد سوءًا وتتمدد بظلالها وتداعياتها على دول وشعوب كثيرة.. وتضيق الخناق على أوروبا المتقدمة صاحبة الاقتصاد العملاق في العالم هو في مقدمة اقتصادات العالم.. ولسيولة وكثرة الأموال الأوروبية.. لم تجد حلاً للمعاناة والتداعيات الخطيرة للحرب الروسية - الأوكرانية.. فهناك مشكلة عميقة في الحصول على الغاز بعد انقطاع الغاز الروسي عنها والذى كان يوفر ٠٤٪ من احتياجاتها وهناك مشاكل كثيرة في مصادر الطاقة مثل الكهرباء والمواد البترولية مثل البنزين وهو ما انعكس على تباطؤ حركة الإنتاج والعمل الأوروبي.. وتوافر السلع الأساسية.. وهو الأمر الذى شكل ضغوطًا رهيبة ومعاناة على المواطن الأوروبي الذى عاش على مدار العقود الماضية في وفرة ورفاهية كان يضرب بها المثل إلا أنها طبقًا لتصريحات زعماء ورؤساء وقادة أوروبا لم تعد موجودة.. وتشهد إجراءات ترشيد وتقشف ومعاناة وضجرا شعبيا غير مسبوق.
منذ ساعات أعلنت ليز تراس رئيس وزراء بريطانيا استقالتها من زعامة حزب المحافظين.. ويجرى خلال أسبوع انتخاب رئيس وزراء آخر في انتخابات مبكرة.. وجاء ذلك بسبب ضغوط اقتصادية غير مسبوقة منذ ٠٤ عامًا.. حيث وصل معدل التضخم في بريطانيا سبتمبر الماضي إلى ١.٠١٪ وهو الأعلى بين دول مجموعة السبع الكبرى وهناك ملايين البريطانيين حسب تقارير إعلامية «يفوتون» وجبات بسبب غلاء المعيشة.. وارتفاع الأسعار.. وعدم توفر السلع الأساسية بشكل طبيعي.. كما كان قبل الأزمة وهو ما حدا بملايين الأسر إلى خفض عدد وجباتها اليومية.. بل وتواجه صعوبات في تناول أطعمة صحية مقارنة بمرحلة ما قبل الأزمة.. وملايين الأسر تختار وجبات جاهزة لخفض استخدام الغاز والكهرباء.. بالإضافة إلى معاناة ملايين الأسر البريطانية في الحصول على التدفئة المناسبة خلال الشتاء.. وبدأ المواطن الإنجليزي يتخلى عن الكثير من السلع التى كان يشتريها قبل الأزمة ويركز على الأساسيات فقط.
في باقى دول أوروبا لا يختلف الأمر كثيرًا فهناك ارتفاع في معدلات التضخم وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.. ونقص حاد في الغاز والمواد البترولية والسلع الأساسية.. واتخاذ إجراءات قاسية في مواجهة آثار فصل الشتاء بسبب اضطرابات ومشاكل في عملية التدفئة التى تعود إلى نقص الغاز والكهرباء.. وعدم الوفرة في وجود السلع الأساسية.. وارتفاع أسعار فواتير الكهرباء بشكل غير مسبوق أيضًا.. وهو ما حدا بالبعض إلى التفكير في نقل أعمالهم واستثماراتهم إلى بلدان أخرى تتوفر فيها مصادر الطاقة.. وإمدادات الغاز وذات استقرار سياسي.. وأمن وأمان.. وهناك مواطنون يعتزمون قضاء الشتاء خارج بلدانهم في ظل الأزمات الصعبة التى تواجه حياتهم.
الحقيقة أن هذا الوضع المتأزم في العالم.. خاصة العالم المتقدم.. الذى يتمتع بإمكانيات وقدرات اقتصادية هائلة.. يدفعنا لسؤال مهم.. نطرحه على كل صاحب عقل ومنطق.. كيف الحال في مصر؟ وما هى الأوضاع فيها؟ في ظل تداعيات الأزمة العالمية؟ أستطيع القول إننا في حالة استقرار.. وقبل الإجابة أرجو ألا يفهم كلامى بأن اقتصادنا أقوى من اقتصاد أوروبا.. ولا أقول إنه ليس لدينا بعض الصعوبات جراء تداعيات الأزمة العالمية.. لكن بالتأكيد نحن في وضع وأفضلية عن أوروبا.. خاصة فيما لدينا من فرص في مواجهة تداعيات الأزمة فيما يتعلق بمصادر الطاقة.. والأجواء المعتدلة.. وتوفر السلع الأساسية واحتياجات المواطنين.. لكن مع التأكيد أن هذه الصعوبات تواجه بحلول ورؤى على مدار الساعة.. سواء في استغلال الفرص الموجودة في مصر وتنشيط وجذب الاستثمارات واستغلال الثروات والموارد المصرية.. لكن في كل الأحوال تستطيع مصر العبور وتجاوز تداعيات الأزمة العالمية.. ويمكن تناول بعض النقاط المهمة التى تميز مصر في الوضع الراهن:
أولاً: إن مصر تتمتع بأمن واستقرار سياسي وهو ما يمهد الطريق أمام جذب الاستثمارات الراغبة في العمل بمصر وتتوفر لها كافة المقومات والإمكانات للاستثمار الناجح.. ويقينًا فإن الاستثمارات العربية والأجنبية ستجد في مصر المناخ المثالي في ظل لجوء بعض الدول الكبرى إلى الإسراف في العقوبات الدولية غير المستندة على ارتكاز أممى أو دولى وصلت لأكثر من ٦ آلاف عقوبة.. وهو ما يجعل الكثير من الاستثمارات في الدول التي أصدرت العقوبات في حالة عدم يقين وتشكك إذا ما تبدلت العلاقات والمواقف السياسية.. لكن مصر بيئة ملائمة وآمنة مدعومة باستقرار سياسي مثالي والتزام فريد.
ثانيًا: هناك عنصران مهمان يتوفران لمصر في أتون الأزمة العالمية.. الأول هو توفر عنصر الطاقة حيث لدى مصر اكتفاء من الطاقة الكهربائية.. وفائض بأكثر من ٧ آلاف ميجاوات ويصدر عبر الربط الكهربائي مع دول صديقة وشقيقة.. وهناك أيضًا اكتفاء من الغاز ويصدر الفائض إلى أوروبا.. ويعاد تصدير غاز دول أخرى إقليمية من المصانع المصرية إلى أوروبا ودول العالم بما يجسد أن مصر أصبحت مركزًا إقليميًا لتجارة وتداول الطاقة.
ثالثًا: نجحت مصر على مدار ٨ سنوات في بناء منظومة عملاقة للأمن الغذائي من خلال التوسع في المشروعات الزراعية القومية العملاقة وتحقيق اكتفاء ذاتي في الكثير من المحاصيل الزراعية وتصدر مصر أكثر من ٥ ملايين طن حاصلات زراعية.. ولديها استقرار في بعض المحاصيل الاستراتيجية وتستورد جزءا منها مثل القمح.. لكن وجود مبدأ الاحتفاظ بمخزون واحتياطي استراتيجي من السلع الأساسية يكفي بما لا يقل عن ٦ أشهر.. بالإضافة إلى وجود مخزون استراتيجي من زيوت الطعام والبوتاجاز والمواد البترولية ويعود الفضل لامتلاك مصر هذه القدرة بفضل الرؤية الرئاسية التي استشرفت المستقبل من خلال إنشاء المشروع القومي لصوامع الغلال العملاقة.. ومستودعات استراتيجية في الموانئ.. أيضًا استقرار الأمن الغذائي في مصر يعود إلى المشروعات العملاقة في مجال الثروة السمكية والحيوانية والاطمئنان على توفر اللحوم أيضًا من خلال التعاقدات خاصة مع السودان لتوفير كميات ومخزون مستقر وآمن.. واستقرار سوق الدواجن.
رابعًا: تعمل مصر منذ بدء الأزمة العالمية على حل كل المشاكل والأزمات والنقص التي تواجه عمليات الإنتاج من توفير العملات الصعبة.. ومستلزمات الإنتاج ولعل أبرز الجهود نراها في التوجيهات الرئاسية.. ولقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رجال الأعمال والصناعة وتذليل كافة العقبات أمام الاستثمار والمستثمرين والإنتاج.. وعقد مؤتمر اقتصادي الأحد القادم يناقش كل القضايا التي تتعلق بالاقتصاد واهتمام الدولة بشكل غير مسبوق بدعم وتشجيع القطاع الخاص للمشاركة في بناء الوطن.. وأنه يمثل أكثر من ٥٧٪ من الاقتصاد المصري.
خامسًا: الحقيقة أن توافر الاحتياجات والسلع الأساسية أمام المواطنين وبأي كميات وعدم وجود نقص أو عجز في أي سلعة هو إنجاز يحسب للدولة المصرية.. قد لا يتوافر لدول متقدمة وذات اقتصادات قوية لكن الحديث عن ارتفاع الأسعار لا بد أن يعود لأصله وأسبابه خاصة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وأنها ظاهرة نالت من جميع دول العالم.. والدولة المصرية تسعى بجهودها لتحمل الجزء الأكبر والأوفر من تكلفة السلع حتى تخفف المعاناة عن المواطنين بالإضافة إلى ممارسات البعض ووضع أسعار بالمزاج تراها مختلفة من مكان لآخر لنفس السلعة وهو ما يحتاج إلى رقابة صارمة وشديدة والضرب بيد من حديد.. لقد بدأت الرقابة على الأسواق مع بدء الأزمة العالمية بشكل رائع لكن تراجعت في الفترة الأخيرة وهو ما يحتاج نظرة من المسئولين في المحافظات والمحافظين أنفسهم.. والرقابة والمتابعة المستمرة لأسعار السلع.. فعلى سبيل المثال السكر والأرز يباعان بأكثر من سعر في الأسواق من ٢١ إلى ٠٢ بنفس الجودة والكيس والعلامة التجارية.. ولا أدري ما هي الأسباب وراء ذلك؟!
سادسًا: مصر تعيش حالة من الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي غير مسبوقة.. تشهد حوارًا وطنيًا يجمع كافة فئات وأطياف المصريين على مائدة واحدة بدعوة من الرئيس السيسي لمناقشة قضايا الوطن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخروج بخارطة طريق وطنية متكاملة ثم المؤتمر الاقتصادي الذى ينطلق غدًا بالعاصمة الإدارية لرسم خريطة اقتصادية وطنية للمستقبل يشارك فيها عشرات الخبراء الاقتصاديين والمفكرين والمستثمرين ثم نحن على بعد أيام من استضافة مصر لقمة المناخ العالمية «كوب - ٧٢» وهو حدث عالمي ودولي مرموق ينظم في حضرة مصر العظيمة.. ويجسد مكانتها الدولية المرموقة وحضورها في الكثير من الملفات التي تشكل أهم وأبرز التحديات الدولية لتساهم بقدر وافر بالرؤى والأطروحات وقيادة العالم نحو إيجاد حلول لهذا التحدي والتهديد الخطير الذى يمس أمن وسلامة العالم والبشرية.
الحقيقة.. عندما تتأمل الواقع في مصر مع تداعيات الأزمة العالمية.. تجد أن هناك طاقة نور وتفاؤل من حالة الثبات والثقة التي تؤدي بها الدولة المصرية في مواجهة أزمة عالمية قاسية.. خاصة أن المواطن المصري لا يشعر بأي نقص أو عجز في أي سلعة أو في مصادر الطاقة.. وإذا تحدثت عن بعض الصعوبات أو ارتفاع في الأسعار فإن إسنادها إلى أسبابها الخارجة عن إرادة الدولة يجعل من حالة توافر السلع الأساسية ومصادر الطاقة.. والبيئة المناسبة والأمن والاستقرار السياسي.. وتعدد الفرص الاقتصادية الهائلة في ضوء التجربة المصرية الملهمة إنجازًا كبيرًا يدعم الاستقرار في مصر.. ناهيك عن توقعات المؤسسات الدولية الاقتصادية الكبرى بتحقيق مصر نموًا ضمن عدد قليل من دول العالم.. وهى الأكبر في الأسواق الناشئة خلال العام المالي الحالي بنسبة ٤.٤٪ والعام الماضي بنسبة ٦.٦٪ ولولا تداعيات الأزمات العالمية لحققت مصر نموًا اقتصاديًا يزيد على ٧٪.. بالإضافة إلى موافقة صندوق النقد الدولي على حزمة المساعدات المالية لمصر يمنحها شهادة ثقة وجدارة واستحقاق دولية بقوة اقتصادها.. فهذه الشهادة والثقة أهم من المساعدات من وجهة نظري.. زد على ذلك أن مصر تمضى بثبات في مسيرة البناء وتفتتح مشروعات قومية عملاقة وآخرها مصانع الرمال السوداء وهناك المزيد قادم.. كل ذلك يزيد من جنون أعدائها من قوى الشر والمؤامرات والمخططات في محاولة مستمرة لتعطيلها وإيقاف مشروع البناء والتنمية وضرب وحدة واصطفاف شعبها.. لسان حال قوى الشر وأعداء مصر والمرتزقة والطابور الخامس والخونة من الإخوان والعملاء والمأجورين.. إزاي مصر تحقق كل هذه النجاحات وتتقدم.. وتحصد الثقة والمكانة المرموقة والثقل والدور الإقليمي وتهزم الإرهاب وتستضيف قمة المناخ.. وتقف بثبات في مواجهة تداعيات الأزمة العالمية.. وشعبها على درجة كبيرة من الوعى الحقيقي والاصطفاف خلف الوطن وقيادته السياسية.
لذلك تتحرك كتائب الأكاذيب والشائعات ودعوات التحريض والفتنة ومحاولات الوقيعة بين المصريين وتشكيكهم في إنجازاتهم والسعي لإحباطهم ودفعهم لهدم ما أنجزوه برؤية وإرادة وتقويض ما وصلت إليه من قوة وقدرة.. هذه أضغاث أحلام دعاة الهيمنة الذين أصابتهم بالجنون مواقف مصر الشريفة وثوابتها الراسخة ورفضها للإملاءات أو السير في قطيع السمع والطاعة والاستقطاب.. لذلك يشهرون فزاعات فارغة وكاذبة مثل حقوق الإنسان أو إطلاق دعوات الفتن والتحريض متوهمين أن ما كان سوف يعود.. يراهنون على نسيان جرائمهم ومؤامراتهم لإسقاط مصر في سنوات الربيع العربي المشئوم وخلال حكم الإخوان المجرمين الذين غرسوهم مثل الورم الخبيث في الجسد المصري.. لكن سرعان ما تم استئصال هذا السرطان وشفيت مصر وتعافت وأصبحت أكثر قوة وقدرة ووعياً وفهمًا واصطفافًا.. لذلك كل دعواتهم ستذهب إلى أكوام القمامة تدهسها وحدة ووعى المصريين بالأقدام.. فمصر شامخة عظيمة لا تركع إلا لربها تمارس قرارها واستقلالها وسيادتها بما يحقق مصالحها ويجسد إرادة شعبها.. فنحن أمام قيادة وطنية شريفة ومخلصة شامخة.. تدرك قيمة وقامة ومكانة مصر العظيمة.. وهى أهل لقيادتها بما لديها من حكمة وشرف وإخلاص وإرادة ورؤية.