رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«أمير الساخرين» جلال عامر.. شارك في 3 حروب ومات في مظاهرة

12-2-2017 | 11:01


"هو محاولة لبحث حالة وطن كان يملك غطاء ذهب فأصبح من دون غطاء بلاعة. لماذا وكيف؟ فقد بدأت مصر «بحفظ الموتى، وانتهت بحفظ الأناشيد، لأن كل مسئول يتولى منصبه يقسم بأنّه سوف يسهر على راحة الشعب، من دون أن يحدد أين سيسهر وللساعة كام؟ في مصر لا يمشي الحاكم بأمر الدستور، بل بأمر الدكتور، ولم يعد أحد في مصر يستحق أن نحمله على أكتافنا إلا أنبوبة البوتاجاز، فهل مصر في يد أمينة أم في إصبع أمريكا أم على كف عفريت»؟،

 

بهذه الكلمات قدم الضاحك الباكي وفيلسوف البسطاء جلال عامر ما نعيشه ونعانيه ونحن لا حول لنا ولا قوة وذلك في كتابه «مصر على كف عفريت» الصادر عام 2009؛ معلنًا بذلك بداية عصر جديد من الكتابة الساخرة الحكيمة بعد أن اندثرت النكتة التي كانت تحتوي أوجاع الوطن.

 

إنه جلال عامر المولود في يوم 25 سبتمبر سنة 1952 تخرج في الكلية الحربية ودرس القانون في كلية الحقوق والفلسفة في كلية الآداب، وشارك في ثلاث حروب مصرية وكان أحد أبطال حرب أكتوبر ويُعد أحد أهم الكُتاب الساخرين في مصر والعالم العربي.

 

«الساخر» صحفيًا :

بدأ عمله بالصحافة في جريدة القاهرة الصادرة عن وزارة الثقافة المصرية، والتي يرأس تحريرها الأستاذ صلاح عيسى، وعمل بها مشرفًا على صفحة «مراسيل ومكاتيب القراء»، وذاع صيته واتسعت شهرته مع عامود «تخاريف»، وهو عمود صحفي ظل يكتب فيه مقالًا يوميًا بجريدة «المصري اليوم» حتى وفاته، وكان ينتظره مئات الآلاف من القراء في مصر والعالم العربي يوميًا.

وتحظى كتابات جلال عامر بإعجاب مئات الآلاف من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي .

 

أسلوبه :

أهم ما يميز أسلوب جلال عامر هو ما قاله النفري ، «كلما اتسعت الرؤية، ضاقت العبارة»؛ لذلك اعتمد أسلوبه على التداعي الحر والجمل القصيرة والتي تختزل داخلها فلسفة وحكمة بسيطة قادرة على النفاذ إلى القلب من جرح الوطن الغائر.

أسس جلال عامر لأسلوب مختلف في الكتابة الساخرة، وهو صاحب مدرسة تعتمد على الجمل المنفصلة المتصلة التي تقوم كل جملة منفردة بتقديم حالة ومضمون، ويعبر المحتوى ككل على محتوى آخر جديد ومتماسك، فنراه يلخص ما آلت إليه البلاد عندما قال: "مصر طول عمرها «ولاّدة» ثم جعلوها تبيض وفى الفترة القادمة سوف تتكاثر".

ونراه أيضًا يحلل حال المصريين عندما تزداد الفرق والفوارق فيقول "مشكلة المصريين الكبرى أنهم يعيشون في مكانٍ واحد، لكنهم لا يعيشون في زمانٍ واحد ".

وفاته:

لم يستطع قلب هذا الطفل الحكيم الذي شارك في ثلاثة حروب وهي حرب الاستنزاف وأكتوبر وتحرير الكويت؛ أن يرى المصريين يقتتلون في مظاهرة مناهضة للنظام في رأس التين؛ ليموت فجر 12 فبراير 2012 إثر إصابته بأزمة قلبية، عندما شاهد مجموعة من البلطجية يهاجمون المتظاهرين، ليسقط هذا المحارب في أرض المعركة دون قتال وهو يردد عبارة "المصريين بيموتوا بعض"، وفق مصادر إعلامية، وكرمته محافظة الإسكندرية بإطلاق اسمه على شارع بمنطقة «بحري» بحي الجمرك مسقط رأسه.