اِعرفي الحب المرضي وتجنبيه .. أستاذة علم النفس السلوكي تضع روشتة مهمة
كلنا نحتاج الحب والشعور بنبض القلب، ونسعى بكل الطرق لنحصل عليه .. ولكن ينقلب هذا الإحساس الحلو إلى جحيم لا نستطيع الخروج منه حين نستمر في علاقة غير متكافئة، أو نتعلق بأشخاص يدخلوننا في دوامة متاعب طوال الوقت.. والكارثة حين تفرض علينا مشاعرنا البقاء والخوف من فكرة التخلي، فما السر وراء هذا الحب المرضي وكيف نتخلص من عواقبه؟
تقول الدكتورة رحاب العوضي، أستاذة علم النفس السلوكي، إن الحب المرضي حب مليء بالمصالح والنفعية يؤذي صاحبه قبل أن يؤذي الطرف الآخر مثل الذي أحب متزوجة أو أحبت متزوجًا وتسببت في هدم أسرة أو علاقة بين رجل بالستين وفتاة بالعشرين، أو امرأة متعلمة ورجلً مدمن، كلها نماذج تنتهي حتماً بالفشل والمشكلات للغير، والسبب فيها غياب الوعي النفسي، والضمير، وأسباب أخرى.
فعلى سبيل المثال - والكلام للعوضي - الفتاة التي تتعلق برجل مسن تكون ضحية أسرة عنيفة أو متجاهلة لها أو أنها عاشقة للتمرد والأنانية الزائدة، وأن الشخص الذي يقبل هذا قد يكون لديه سمات الشخصية المازوخية التى تحب وتتذلل للغير حتى على حساب سعادتها.
وأضافت أستاذة علم النفس السلوكي أن هناك خيطا واضحا وصريحا بين الحب الصادق الذي يبنى ويستمر على الرغم من الاختلافات الواضحة بين طرفي العلاقة العاطفية، وبين الحب الذي يبنى على المرض والتعلق النفسي لأسباب أخرى، فهناك نماذج على الرغم من اختلافها إلا أنها اكتملت قصة حبهما واستمرت، والسبب الإيمان بالحب وعدم وجود أنفس مريضة بالامتلاك والأنانية، ولكن بواقع الأمر الحب مشاعر إنسانية تحتمل الخطأ أو الصواب، والفيصل في فشل العلاقة يتوقف على كم الإيذاء الذي يسببه طرف لآخر وليس بناء على اكتمال الاحتياج، لأن الحب احتياج عاطفي يكمله الطرفان لبعضهما البعض بلا إيذاء او تحطيم أو تنمر به.
واختتمت قائلة إنه على الأسر أن تربي أجيالا لديها كرامة وعزة نفس وضمير يحترم ماهية الحب، لأنه من المفترض أن يكون علاقة إيجابية ودافعه للأمام وليس علاقة عداء وانتقاص من الآخر، وأن نتحلى بقدر من تقدير الذات والاحترام للنفس وللعائلة والتقاليد والأخلاق.