كسوف الشمس.. سنن مستحبة وقت حدوثه بخلاف الصلاة
مع بداية كسوف الشمس في مصر في الساعة الثانية عشر ظهرا، بدأ وقت أداء صلاة كسوف الشمس، حيث أوضح مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أن الكسوف هو احتجاب ضَوء الشَّمْس إِمّا كُلِّيًّا وإمّا جُزئيًّا، ويكُون ذلك إذا ما حَلّ القَمر بَيْن الأَرض والشَّمْس.
وصلاة الكسوف سنة مؤكدة ثابتة عن سيدنا النبي ﷺ، فعَنِ المُغِيرَةَ بْنِ شُعْبَة رضي الله عنه قال:انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ سيدنا رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا، فَادْعُوا اللهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِي». [أخرجه البخاري]
وقت صلاة الكسوف
ويصليها المصلون فرادى أو جماعة في البيوت أو غيرها، ولا يؤذَّن لها؛ لأن الأذان للصلوات المفروضة، وتصلى ركعتين، في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجدتان، ثم يخطب الإمام بعدها إن صلاها المصلون في جماعة، ويذكِّر الإمامُ المصلين والناس فيها بعظمة الله وقدرته، ويحثهم على الاستغفار والرجوع إليه، والتوبة من الذنوب والمعاصي وفعل الخير، ويحذرهم من الغفلة عنه سبحانه وتعالى.
فعَنْ السَّيِّدةِ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا أنها قَالَتْ: كَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَىٰ عَهْدِ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَامَ النَّبِيُّ ﷺ، فَصَلَّىٰ بِالنَّاسِ، فَأَطَالَ القِرَاءَةَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَأَطَالَ القِرَاءَةَ وَهِيَ دُونَ قِرَاءَتِهِ الأُولَىٰ، ثُمَّ رَكَعَ، فَأَطَالَ الرُّكُوعَ دُونَ رُكُوعِهِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ قَامَ، فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ:
«إِنَّ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ الله يُرِيهِمَا عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلاةِ». [أخرجه البخاري]
وتصلَّىٰ وقتَ حدوث الكسوف إلىٰ انتهائه؛ لأنها مرتبطة بسبب، فإذا فات السبب انتهىٰ وقتها.
سنن وقت الكسوف
وأكد الأزهر الشريف عن هل يسن الجهر بالقراءة في صلاة الكسوف أو الإسرار بها ؟، أنه ذهب أبو حنيفة والمالكية والشافعية إلى عدم الجهر فيها ؛ لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف ، فلم نسمع له صوتا) . وذهب أحمد ، وأبو يوسف ، إلى الجهر فيها، وهو رواية عن مالك .
وقالوا : قد روي ذلك عن علي رضي الله عنه وفعله عبد الله بن زيد وبحضرته البراء بن عازب ، وزيد بن أرقم . وروت عائشة رضي الله عنها : (أن النبي صلى الله عليه وسلم : صلى صلاة الكسوف ، وجهر فيها بالقراءة) ولأنها نافلة ، شرعت لها الجماعة ، فكان من سننها الجهر كصلاة الاستسقاء ، والعيدين. فمن جهر فيها أو أسرّ فجائز .
وأشار إلى أنه يستحب وقته - الصدقة : لقول النبي صلى الله عليه وسلّم : ( فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ … وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا). رواه الشيخان، والدعاء : لقوله صلى الله عليه وسلم:( فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ). رواه الشيخان)، وكذلك ذكر الله والاستغفار : لقوله صلى الله عليه وسلم:( فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ). رواه الشيخان، قال الحافظ ابن حجر : وفيه الندب إلى الاستغفار عند الكسوف وغيره لأنه مما يدفع به البلاء .
وكذلك يستحب التعوذ بالله من عذاب القبر : وفي الحديث عند البخاري ومسلم : (ثُمَّ أَمَرَهُمْ (أي: النبي) أَنْ يَتَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْر).
ويُسنّ لكل ربّ أسرة أن يُذكّر أهله بالله واليوم الآخر، ويحثهم على التوبة والرجوع إلى الله سبحانه .