تنطلق يوم الأربعاء المقبل، فعاليات الدورة 41 من معرض "الشارقة الدولي للكتاب"، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار "كلمة للعالم"، خلال الفترة من 2 وحتى 13 نوفمبر المقبل في مركز إكسبو الشارقة، حيث يلتقي 2213 ناشراً من 95 دولة، و129 من الكتّاب والمفكرين والمبدعين من 57 دولة، ليشاركوا في 1047 فعالية ثقافية متنوعة.
ويشارك هذا العام في المعرض 1298 دار نشر عربية، و915 دار نشر أجنبية، وتتصدر قائمة المشاركات عربياً الإمارات ومصر ولبنان، فيما تمثل أبرز المشاركات الأجنبية من الهند والمملكة المتحدة وإيطاليا، ويعرض كل المشاركين ما يزيد على 1.5 مليون عنوان، على مساحة تصل لأكثر من 18 ألف متر مربع ، كما يشهد المعرض مشاركة دور نشر من 10 دول تشارك في الحدث للمرة الأولى وهي: كوبا، وكوستاريكا، وليبيريا، والفليبين، وإيرلندا، ومالطا، ومالي، وجامايكا، وآيسلاند، وهنغاريا.
ومن المقرر أن يستضيف المعرض هذا العام نخبة من كبار الأدباء والكتاب العرب، الذين أثروا المشهد الأدبي والثقافي العربي بأعمالهم في مجالات الشعر والرواية والفكر والنقد والترجمة وأدب الطفل، من بينهم من فازوا بجوائز أدبية مرموقة تكريماً لإنجازاتهم الإبداعية التي أضافت للأدب العربي أعمالاً استثنائية حازت على إعجاب النقاد والجمهور.
كما يتيح المعرض لزواره كباراً وصغاراً حضور فعاليات وأمسيات وجلسات حوارية وورش عمل غنية بموضوعات متنوعة ضمن برنامجه الثقافي الذي يتضمن 200 فعالية ويمتد على مدار 12 يوماً خلال الفترة من 2 إلى 13 نوفمبر المقبل ، إذ يحفل بلقاءات وندوات تسلط الضوء على تجارب الضيوف المشاركين والمراحل والمحطات التي مروا بها خلال مسيرتهم الإبداعية.
وتشمل قائمة الكتاب والأدباء المصريين الذي يشاركون في فعاليات المعرض : الروائي أحمد مراد، والشاعر هشام الجخ، والشاعر عبدالله حسن، والكاتب يوسف رخا، والدكتور أحمد عمارة، وكاتب السيناريو هاني سرحان، والكاتب محمد توفيق، والكاتب محمد صادق، بالإضافة إلى كتاب وأدباء من الإمارات العربية المتحدة ،الجزائر ، ليبيا ، المملكة العربية السعودية ، المغرب، الكويت ، اليمن ، تونس الاردن، العراق ، سوريا ، لبنان ،سلطنة عمان .
وتجسيداً لدوره في مدّ جسور الحوار الحضاري بين الشعوب من بوابة الثقافة والمعرفة والتواصل الحي بين النخب الإبداعية في المنطقة والعالم، يحتفي المعرض بإيطاليا كضيف شرف بدورته الجديدة، وينقل لجمهوره وضيوفه، من خلال برنامج حافل ومتنوع يغطي محاور الثقافة الإيطالية عبر فعاليات تتوجه إلى مختلف الفئات والاهتمامات، صورة شاملة وحية عن المشهد الإيطالي وما يتميز به من غنى حضاري وثقافي وفني.
وما يميز المعرض هذا العام ركن الكتب المصورة (الكوميكس) حيث يقدم أكثر من 190 فعالية وورشة عمل متخصصة يقدمها نخبة من الفنانين والمبدعين في صناعة الكتب المصورة والأنيمي والمانغا ، وتتنوع ورش العمل بين 16 موضوعاً تركز على صناعة القصص المصورة في العالم العربي بهدف تعزيز مهارات الجيل الجديد بجميع تقنيات الرسم والألوان وتركيب الصور وإسناد القصة إلى حبكة مميزة وجذابة.
كما يستضيف المعرض هذا العام النجم المصري كريم عبدالعزيز، حيث يتحدث يوم السبت (12 نوفمبر) في جلسة حوارية في قاعة الحفلات بمشاركة الروائي أحمد مراد، عن مسيرتهما الفنية ويناقشان كواليس مشاركتهما في أبرز أعمالهما السينمائية والدرامية.
وكان أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب قد أكد خلال مؤتمر صحفي ، أن اهتمام الشارقة بالكتاب هو اهتمام بمستقبل وراهن الثقافة العربية كلها قائلا "نحن ندرك جيداً أن حماية هويتنا وتعزيز مساهمتنا في المنجز الحضاري الإنساني يبدأ من الاستثمار بالكتاب، لأننا مؤمنون أن القراءة ستجعل العالم أفضل، وأن (كلمة للعالم) تكفي ليصنع البشر مستقبلهم بعقولهم".
كما يستضيف المعرض "مؤتمر الناشرين" في دورته الـ12، على مدى 3 أيام من 30 أكتوبر الجاري وحتى 1 نوفمبر المقبل، حيث يجمع عدداً من ممثلي دور النشر والوكلاء الأدبيين من مختلف دول العالم، ويوفر المؤتمر فرصة للمشاركة على منصات مخصصة للاجتماعات وعقد الصفقات التجارية وتبادل الخبرات والمعارف حول آفاق تطوير القطاع وإبراز الممارسات العالمية الرائدة في قطاع النشر.
ويناقش 33 متحدثاً وناشراً عالمياً في 8 جلسات رئيسية وحوارية الفرص والتحديات التي تواجه القطاع، ومجموعة من القضايا، من بينها مستقبل النشر الرقمي في العالم العربي، الأسواق الناشئة عالمياً لتسويق الكتب المسموعة، وغيرها من المواضيع.
وتتضمن فعاليات اليوم الأول جلسة حول آلية الاستفادة من "منحة الترجمة" التي تقدمها "هيئة الشارقة للكتاب" وقدرها 300 ألف دولار، حصرياً للمشاركين في "مؤتمر الناشرين"، فيما تشارك إيطاليا، التي تحل ضيف شرف على دورة العام الجاري من المعرض، في اليوم الأول من المؤتمر، بأوراق عمل يقدمها ثلاثة خبراء في قطاع النشر لمناقشة طرق تقريب الأدب الإيطالي للقرّاء العرب، واستكشاف سبل تعزيز الروابط المشتركة بين الناشرين الإيطاليين ونظرائهم في العالم العربي.
وفي إطار التنوع الجغرافي والثقافي الذي يُميّز صناعة النشر العربية، يشارك نخبةٌ من كبار الخبراء في جلسة نقاشية بعنوان "النشر الإلكتروني في العالم العربي: كيف يتبنى الناشرون العرب المشهد الرقمي ومن هم أبرز الناشرين؟"، ويستكشفون الجهات المحلية التي تحدث أثراً بالغاً على المستوى العالمي.
وتُركّز، جلسةٌ بعنوان "أسواق الكتب الصوتيّة الناشئة" يُقدّمها خبراءٌ من قارتي آسيا وأفريقيا، على الإمكانات المجزية لصناعة الكتاب الصوتي مع تنامي استخدام تكنولوجيا المنازل الذكية حول العالم.
وتشمل فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر جلسةً جانبيةً بين كارين بانسا، نائبة رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، وبيرميندر مان، المديرة التنفيذية لدار نشر "بونيير بوكس" في المملكة المتحدة.
ويناقش متحدثون من المغرب وتونس والجزائر الجانب الذي يشكل تحدياً في قطاع النشر ضمن جلسة بعنوان "النشر في شمال أفريقيا - النشر متعدد اللغات"، في حين تستكشف جلسة "أشكال جديدة من ترخيص المحتوى" طرق عمل الشركات مع الناشرين لتحقيق أقصى قدر من حماية الملكية الفكرية، وتطوير مصادر دخل جديدة.
كما تشهد فعاليات اليوم الثاني استعراضاً شاملاً لأسواق رسوم "المانجا" الإقليمية والعالميّة وأشهر العناوين في هذا المجال ضمن جلسة "أسواق المانجا العالميّة المتناميّة"، كما يستكشف مقدمو الجلسة الشهرة الواسعة التي يتمتع بها هذا النوع من الكتب المصوّرة وأثر الرسوم المتحركة اليابانية "الأنيمي" وتراخيص كتب رسوم المانجا، والكتب الإلكترونية والصوتية المتخصصة بفن المانجا، وتراخيص محتواها.
وفي اليوم الختامي للمؤتمر، تُركّز جلسة "مستقبل سلاسل التوريد" على الحلول الواعدة للتغلب على عقبات ازدياد تكاليف الشحن والطباعة وندرة الموارد، وسبل تمهيد الطريق نحو مستقبل مستدام.
ويناقش متحدثون من لاتفيا وألمانيا وجورجيا ونيوزيلندا كيف يمكن للدول تنمية سوق الأدب المترجم من خلال مبادراتها الوطنية، بالإضافة إلى منح الترجمة، وبرامج ضيوف الشرف، وغيرها من المبادرات التي تعزز الترجمة، في جلسة بعنوان "الترويج لترجمة أدب الأمم".
ويختتم اليوم الثالث فعالياته بجلسة "النشر العالمي مقابل النشر المحلي: كيف يعمل الناشرون من الجنسيات المختلفة على ضمان تحقيق استراتيجية عالمية بتركيز إقليمي"، التي تقدم معلومات حول الجهات التابعة لقطاع النشر في أسواقها المحلية.