رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الرُقي بالأخلاق في الأزهر الشريف

26-10-2022 | 14:05


طارق إبراهيم حسان,

كمْ نحن بحاجة إلى ترسيخ القيم الإيجابية في وجدان أبنائنا من أجل الارتقاء بالمجتمع، الذي تأثر كثيرا بظروف ومتغيرات وأزمات العصر الراهن، من دوامات التغريب، والأغاني الهابطة، إلى فساد الذوق العام، فضلا عن الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي تضرب الإنسان في جميع أنحاء العالم نتيجة للحروب، والوباء، والغلاء، فتؤثر فيه في قيمه الأخلاقية التي باتت في تراجع كبير، مما يدعو إلى مواجهتها والبحث عن حلول تجاهها.

ومؤخرًا، أطلق الأزهر الشريف مبادرة من خلال قطاع المعاهد الأزهرية تحت عنوان "أنا الراقي بأخلاقي" من أجل حث الطلاب على المعاملات الراقية، وتهدف إلى مواجهة الانحرافات السلوكية التي قد تنشأ بين طلاب المدارس والمعاهد الأزهرية.

   هذه الدعوى ليست الأولى من نوعها، فهناك عديد من الدعاوى التي يطلقها الأزهر بين طلاب المدارس على أصعدة مختلفة، سواء من خلال الأنشطة الصيفية، أو المكتبات، أو الرسم، أو مسابقات التربية الرياضية...، وغيرها. وتهدف جميعها إلى دعم الموهوبين، والارتقاء بالنشء، والمشاركة الفعالة في التربية. تتضمن المبادرة حملات توعوية، وأنشطة تربوية سلوكية، ويقوم عليها كل معهد أزهري على حدة، بمشاركة الأخصائي الاجتماعي، ومدرس التربية الرياضية، ومدرس التربية الدينية، وأمين المكتبة، للمساهمة في الإشراف على التلاميذ وتعزيز السلوكيات الإيجابية لديهم.

   كما يرتكز المشروع على تناول 7 قيم أخلاقية يستمر تناولها على مدى سبعة أسابيع، أي بمعدل قيمة واحدة أسبوعيا، ويستمر العمل على القيم المقترحة خلال الفصل الأول من العام الدراسي الجاري، على أن يتبع ذلك مشروع تربوي آخر من أجل تقويم سلوك التلاميذ في المدارس، بما ينعكس بطبيعة الحال على المجتمع، أما القيم التي تهدف المبادرة إلى ترسيخها في نفوس الطلاب فهي: العفة، والحياء، والقناعة، والمروءة، والخلق، والنخوة، والتحلي بالدين، ويتم ذلك من خلال الإذاعة المدرسية، حيث يكون تناول كل قيمة من القيم الأخلاقية خلال الأسبوع بفقرات في الإذاعة المدرسية يوميًا، ومن خلال الآيات القرآنية، والأحاديث، والمقالات، والفقرات المسرحية، والخطب، وإلقاء أبيات الشعر، .. وغيرها.

   كما يتم عمل مجلة حائط شهرية تتناول القيم التي تم تناولها خلال الشهر على أن يكون الأخصائي الاجتماعي، ومعلم اللغة العربية، أو العلوم الشرعية، مشرفا على تنفيذ هذه المجلة بمشاركة جميع الطلاب بكل معهد أزهري.

   على الرغم من اعتماد الأزهر على الوسائل الإعلامية المحدودة التي يوفرها كل معهد أزهري، من إذاعة مدرسية، ومجلة حائط، إلا أن هذه المبادرة من الممكن أن تكون أكثر تأثيرا إذا تمت الاستعانة بمحاضرين من جامعة الأزهر التي تزخر بأساتذة في مختلف المجالات وبإمكانهم إلقاء محاضرات جادة عن القيم التربوية يستفيد منها الكبار والصغار على حد سواء، كما يمكن التنسيق مع الإدارات المعنية بوزارة الثقافة لدعم المشروع، كذلك يمكن طبع كتيبات إرشادية توزع مجانا على التلاميذ على أن تتميز هذه الكتيبات بإخراج فني جذاب يجذب الطلاب إلى الكتاب ويعزز لديهم حب القراءة. بالتالي يكون للمبادرة ريادة حقيقية في هذا الاتجاه، فضلا عن التأثير الكبير الذي يمكن أن تحدثه المبادرة إذا أردنا للمشروع النجاح والتأثير الحقيقي في تربية النشء وتعزيز القيم الإيجابية.