من أهم المعوقات التى واجهت تنفيذ وتفعيل رؤى الإصلاح وتطبيق الإجراءات.. والحلول الجذرية لمعالجة الأزمة العميقة.. التى عاشتها مصر على مدار50 عاماً الحذر من ردود الأفعال الشعبية لتحمل تكلفة الإصلاح والتى شكلت هاجساً ضخماً وعميقاً على صانع القرار.. وتقديرات الأجهزة الأمنية ..استناداً إلى قراءة الشارع وإلى مواقف تاريخية.. وأيضا إلى مدى تقبل الشعب فى ظل المعاناة وحالة العوز التى كان يعيشها على مدار سنوات ..لذلك فإن تجربة (مصر ــ السيسى) فى الإصلاح تعد فريدة واستثنائية امتلكت مقومات القبول الشعبى.. ارتكازاً على رصيد غير محدود للقيادة فى قلوب المصريين وفلسفة حكم مختلفة وأدبيات مختلفة.. هى أدبيات البطل والمنقذ الذى أؤتمن على الوطن من خلال استدعاء وتفويض شعبي.. تقرر أن يمضى فى مسيرة الإصلاح ..بامتلاك شجاعة وفضيلة القرار.. فحقق ما فاق كل التوقعات.. وهو ما تحقق لمصر الآن فى مواجهة الأزمات العالمية من الصمود والاستقرار.
الإصلاح والشعب.. التحدى المهم أمام معالجة الأزمة «العميقة» على مدار 50 عامًا
واجهت عملية الإصلاح فى مصر على مدار50 عاماً مخاطر ومقاومة شديدة.. ولم تكن البيئة مهيأة.. أو الطريق ممهداً لاتخاذ وتطبيق الإجراءات الحاسمة التى من شأنها تغيير الواقع إلى الأفضل ..ووضع حلول جذرية للمعاناة ..والأزمة العميقة التى عانت منها الدولة على مدار 5 عقود خاصة أن هذه الإجراءات الإصلاحية حتمية وضرورية كانت هى السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة العميقة.
لكن السؤال المهم ..ما الأسباب والظروف التى حالت دون تطبيق الإجراءات الحاسمة والحلول الجذرية لتحقيق الإصلاح والبناء والتنمية وإنهاء التحديات الصعبة؟
> كان صانع القرار يحرص دائماً على الحفاط على الاستقرار الهش للدولة.. ويخشى من ردود الأفعال الشعبية حيال تطبيق الإجراءات الحاسمة التى تتسم بالخطورة النسبية واعتبرها مخاطرة لهذا الاستقرار الوهمى.
> غياب البيئة المناسبة لاتخاذ هذه القرارات الصعبة وتنفيذ الرؤى والاصلاح.. بعدم وجود الإطار الفكرى والسياسى والثقافى والإعلامى والدينى لدعم هذه الإجراءات الحاسمة وتبنيها من خلال الدفع نحو تشكيل رأى عام شعبى مساند وداعم لها أو قادر على تحملها.. وهنا أستدعى مقولتين للرئيس السيسى:
الأولى: الرئيس يريد دعم الفكرة والمشروع والمسار وليس دعم النظام أو السلطة.. ودعم الفكرة يحتاج إلى بناء سياق وتشكيل وعى لدى الناس بأهمية تناول الدواء المر لأن فيه شفاء.. أما الحرص على تناول المسكنات فإن فيها سما «قاتلا».. يماثل الموت البطيء ويفاقم الأزمة والمعاناة.
الثانية: إن هناك من ينظر إلى بعض التفاصيل البسيطة ولا أريد القول «التافهة» فهناك بعض النخب تجاهل افتتاح مشروعات عملاقة وأهدافها وما حققته وقيمتها فى هذا التوقيت وأهمية المضى فى دعم هذا المسار والاتجاه وحشد الجهود للتعامل مع الواقع المرير.. لكنهم علقوا على قضية (السجادة الحمراء).. ليخطفوا عقول الناس على أمور بسيطة لا تمثل أى شيء بعيداً عن الانجاز الحقيقي.. وهؤلاء كانوا فى البداية داعمين ومساندين لفكرة المضى قدماً نحو الإصلاح والبناء والتنمية لكن سرعان وبعد شهرين تركوا الجوهر وركزوا على أمور وتفاصيل شكلية لا تعنى أى شيء فى القضية.. لذلك فإن بناء الوعى وحشد الجهود حول الفكرة والرؤى والاصلاح يحتاج إلى ديمومة واستمرارية وليس بالقطعة لعدم تشويش وعى الناس.
> من أهم الأسباب أيضا التى حالت دون اتخاذ قرارات الإصلاح.. حالة العوز والفقر فى وقت كانت هذه الإجراءات فى احتياج شديد إلى المساندة والدعم الشعبى وتشكيل رأى عام مساند وهو ما مثل عائقاً أمام تقبل الشعب للإجراءات الإصلاحية.
> الإجراءات الإصلاحية.. ورؤى البناء والتنمية واجهت تحديات صعبة تتمثل فى حالة التشكيك والتشويه واطلاق الأكاذيب والشائعات التى تستهدف بناء وعى مزيف وتسفيه كل انجاز ونجاح.. على الرغم ان جماعة الإخوان الإرهابية لم يكن لديها أى فكرة بمتطلبات الحكم أو إدارة دولة فى حجم الدولة المصرية.. ولم يكن لديهم مشروع أو رؤية.. لذلك عانت مصر أكثر وازدادت الأزمة تفاقماً ومعاناة خلال عهد الإخوان الأسود.. وفشلوا فى مواجهة التحديات والأزمات التى عانى منها الشعب.
> الجهاز الإدارى للدولة أيضا ومعاناته من أمراض مزمنة وآفات من تضخم وتكدس وترهل وفساد وبيروقراطية وعدم قدرة على مواكبة العصر.. وهو ما أدى إلى ضعف مؤسسات الدولة التى كان من المفترض أن تقوم بالإصلاح وتنفذه.. لذلك عملية الإصلاح التى انطلقت فى عهد السيسى شملت كركيزة أساسية اصلاح الجهاز الإداري.
> من هنا تشكلت ملامح وأسباب الأزمة العميقة التى أصابت الدولة المصرية على مدار خمسة عقود.. وكان السؤال حاضراً أمام الجميع فى عام ٤١٠٢.. ماذا نفعل هل نظل نعطى المريض مسكنات وأدوية تخفف وتسكن الألم دون جدوى أم نستخدم مشرط الجراح بعد هذا التشخيص الدقيق ووضوح العلاج الناجع الذى يجب أن يتناوله المريض رغم مرارته من أجل الشفاء والتعافى والعودة إلى الحياة من جديد؟
تشخيص حالة ومعاناة الدولة المصرية كان حاضرا أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى حتى قبل توليه أمانة المسئولية الوطنية فى حكم مصر على مدار سنوات خبراته الطويلة.. وحتى قبل إعلان ترشحه بشكل رسمى حرص على مصارحة المصريين بكل الحقائق التى لا لبس فيها عن الأحوال والأوضاع والتحديات والأزمات التى تواجه الدولة المصرية دون مواربة أو اخفاء.. ولم يعمد إلى دغدغة المشاعر والعواطف أو اطلاق العنان للوعود والشعارات فلم يبع الوهم لهذا الشعب وفى نفس الوقت كانت لديه الرؤية واضحة للإصلاح والبناء والتنمية والتصدى لحجم التحديات الموجودة والأزمات المزمنة.. ورغم قسوة ومرارة التشخيص للحالة المصرية.. إلا أن الرئيس كانت ومازالت لديه رؤية بالعلاج.. لكنه وضع بعض الشروط المهمة.. ليكون فى نهاية النفق نور وضوء كبير تمثل فى قدرة الشعب على تحقيق هذا النجاح والانجاز.. فلا القيادة ولا الحكومة تستطيع النجاح إلا بتعاون وتضافر والتفاف وعمل وصبر وتضحية المصريين.. أن يكون الجميع (قيادة وحكومة وشعباً) على قلب رجل واحد نحو هدف واحد.. لكن هذه المنظومة احتاجت إلى طاقة دافعة هى الوعى الحقيقى والفهم الصحيح والروح المعنوية العالية.. والثقة فى القدرة على النجاح.. والإرادة الصلبة.. والقدرة على التحمل.. وهو ما تطلب بيئة مواكبة ومتفهمة لأهمية الإصلاح والبناء سواء سياسياً وفكرياً وإعلامياً وثقافياً ودينياً.
> الرئيس عبدالفتاح السيسى لديه خصوصية شديدة فى الوصول إلى قيادة وحكم مصر.. إنه جاء وفق طلب وإرادة شعبية مثلت جموع المصريين.. استدعته كمواطن مصرى امتلك الشجاعة والشرف والرؤية والإرادة لتخليص بلادهم من جحيم غير مسبوق من التحديات الجسام والأزمات المزمنة.. والتهديدات الخطيرة مثل الإرهاب والفقر والعوز وانهيار الخدمات وتراجع الاقتصاد وانتشار المرض وسوء الخدمات الصحية والتعليم وتردى البنية التحتية.. وأزمات وتحديات لا حصر لها.. إذن نحن أمام قيادة جاءت باستدعاء شعبي.. وهو قاله الرئيس السيسى إننى مواطن مصرى طلب منه شعبه تولى المسئولية.
الرئيس السيسى جاء على خلفية مهمة يجب أن ننتبه إليها.. انه يمثل البطل والمنقذ الذى استدعاه شعبه لحماية إرادته فلم يدر ظهره إليهم.. ولكنه لبى النداء وجسد عقيدة جيش مصر العظيم كونه جيش المصريين وجزءاً من النسيج الوطنى.. مخاطراً بكل شىء أقلها منصبه واكثرها حياته فلم يفكر بمنطق وحسابات البشر.. لذلك خلص الوطن من تهديد خطير ومصيرى.. كاد يضيع مصر ويحولها إلى ساحة للاقتتال الأهلى ويجعل من شعبها أسرى ورهائن للبطش و«السحل الإخوانى الفاشى» ليس هذا فحسب.. ولكنه خلص وأنقذ مصر من مؤامرة شيطانية تكالبت فيها قوى الشر فى الإقليم والعالم لإسقاط الدولة المصرية ونجح فى تعطيل المخطط الشيطانى الذى مازال يستهدف مصر وشعبها حتى وقتنا هذا.. إلا أن الرئيس السيسى نجح أيضا فى بناء وتحصين وتعظيم القوة والقدرة المصرية على مجابهة مثل هذه المخاطر والتهديدات.
الرئيس السيسى عندما تولى المسئولية بإرادة شعبية ساحقة استدعته لقيادة الدولة فى ظل هذه التحديات.. لم يتعامل مع التحديات أو مع الشعب من منطلق الرئيس.. ولكن من منطلق المواطن الذى حمله الشعب أمانة المسئولية وهم ينظرون إليه كـ«بطل ومنقذ» وأنه الحل لخروج مصر من أتون هذه التحديات والأوضاع القاسية لذلك وفى اعتقادى أن أدبيات الرئيس تختلف تماماً عن أدبيات القائد والمنقذ.. ومن أختير لتحمل المسئولية والأمانة.. وأدبيات الرئيس والسياسى تختلف تماماً عن حسابات واعتبارات ومسارات البطل والمنقذ.
من هنا نبدأ فى هذا المقال تناول البند السادس الذى جاء فى كلمة الرئيس السيسى فى افتتاح المؤتمر الاقتصادى.. والذى ينص على «الضغوط وردود الأفعال الشعبية لتحمل تكلفة الإصلاح وضغوطها.. كانت تشكل هاجساً ضخماً وعميقاً لدى صناع القرار وتقديرات الأجهزة الأمنية».
الحقيقة أن هذا البند يفسر وبوضوح أسباب الحذر من اتخاذ الإجراءات الحاسمة والحلول الجذرية والرؤى الإصلاحية لمعالجة الأزمة العميقة التى عانت منها مصر.. بل ويفسر ويوضح البنود السابقة والتالية له بشكل أوضح.. والسؤال المهم.. هل كان الشعب مستعداً أو متقبلاً لهذه الإجراءات فى ظل أوضاعه وأزماته أم أن ردود الأفعال المتوقعة والتى رسختها أحداث ٧٧٩١م عندما قرر الرئيس السادات رفع أسعار بعض السلع الأساسية بضعة قروش.. وهو ما جعل الأجهزة الأمنية وتقديراتها تتحسب لاتخاذ مثل هذه الإجراءات والقرارات الإصلاحية لمعالجة الخلل والأزمة والاستمرار فى تطبيق مقولة الحفاظ على استقرار الدولة «الهش»؟.
الحقيقة أن تطبيق قرارات الإصلاح الشامل فى نوفمبر ٦١٠٢ احتاج إلى قيادة تمتلك شجاعة وفضيلة القرار معاً.. ليس لديها حسابات أخرى سوى المصلحة الوطنية وعلاج ناجع للأزمات والتحديات العميقة التى تعانى منها الدولة المصرية.. وأن التأخير فى ذلك سوف يزيد الأمور تعقيداً وصعوبة ولن تستطيع الدولة.. حل أزماتها وتحدياتها فى حالة إهدار هذه الفرصة.
الرئيس السيسى قبل اتخاذ قرار الإصلاح الشامل وتحرير سعر الصرف جلس يستمع لمؤسسات الدولة الأمنية والرقابية وتقديرات الموقف لديهم فى حال اتخاذ القرارات الإصلاحية لكن الجميع وبلسان واحد عارض الفكرة لحسابات الخوف على الاستقرار وأيضا تأثير ذلك على الرئيس نفسه.
الخوف من تطبيق الإجراءات الحاسمة والإصلاحية والحلول الجذرية بسبب ردود الأفعال الشعبية جثم على صدر الدولة المصرية ٠٥ عاماً تدهورت فيها أحوالها وأوضاعها الاقتصادية حتى باتت تنذر أو تشكل خطراً داهماً على سلامتها.. لذلك رأى الرئيس السيسى الفرصة سانحة وتاريخية لتطبيق قرار الإصلاح للأسباب التالية:
أولاً: إن الرئيس السيسى لم يتعامل مع حتمية الإصلاح بأدبيات الرئيس.. ولكن بأدبيات القائد الذى أؤتمن على هذا الوطن والشعب وأقول أنا بأدبيات البطل والمنقذ وليس كسائر الرؤساء الذين حرصوا على تسيير الأمور تحت مقولة «أهى ماشية» لضمان الاستقرار الهش وأيضا.. البقاء دون أدنى مشاكل بفعل «المسكنات».
إذن تعامل الرئيس السيسى مع الحالة المصرية جاء مختلفاً واستثنائياً وجريئاً وفى نفس الوقت متحلياً بالحكمة والإنسانية من خلال حماية الفئات الأكثر احتياجاً بإجراءات غير مسبوقة للحماية الاجتماعية والتخفيف عنهم من تبعات وتداعيات الإصلاح وهو مسار مواز للإصلاح.
ثانياً: كما قلت إن الرئيس السيسى استدعاه المصريون لتولى أمانة مسئولية هذا الوطن.. لذلك فطريقة اختياره ومجيئه لحكم مصر شديدة الخصوصية.. ولديه رصيد غير محدود فى قلوب المصريين.. وشعبية جارفة.. هنا أى رئيس غير السيسى كان يمكن أن يعمل بطريقة سابقيه.. إلا أن الرئيس السيسى فضل وأعلى مصلحة الوطن دون أى حسابات شخصية على الأطلاق قرر توظيف واستثمار هذا الرصيد غير المحدود فى بناء الوطن وتخليصه من أزماته ومعاناته وتحدياته.. قرر أن يتخذ قرار الإصلاح والدواء المر.. ووضع الأمر أمام الشعب.. لكن المبهر هو نجاح رؤية الرئيس السيسى وتقبل المصريين تداعيات وتبعات الإصلاح بوعى وفهم ورضا لذلك نجح الإصلاح الاقتصادى وحقق نتائج فاقت كل التوقعات.. ومن حصاد هذا الإصلاح جنى المصريون ثماراً كثيرة فى تغيير الواقع وإنهاء أزمات وتحديات كثيرة سواء فى رفع مستوى المعيشة أو القضاء على فيروس «سي» وقوائم الانتظار والعشوائيات وظاهرة الطوابير الطويلة للحصول على البنزين والسولار والبوتاجاز والعيش.. والانقطاع شبه الدائم للتيار الكهربائى.. الذى تضرر منه المواطنون والتجار والمستثمرون ورجال الأعمال والخدمات المقدمة للمواطن خاصة الرعاية الصحية وانعكست نتائج الإصلاح على حجم البناء.. فسابقت الدولة الزمن فى تشييد القلاع والمشروعات القومية العملاقة فى كافة المجالات والقطاعات.. وأقامت ٠٤ مدينة من المدن الذكية أضافت لأصول الدولة المصرية ٠١ تريليونات جنيه.. ولبت متطلبات النمو السكانى الهائل فى مصر.. وفتحت شرايين جديدة للعمل والاستثمار والانتاج.. وكذلك التوسع الزراعى بإضافة أكثر من ٣ ملايين فدان حققت اكتفاء ذاتيا من الكثير من المحاصيل الزراعية والتصدير للخارج بما يوازى ٣ مليارات دولار.. بالإضافة إلى امتلاك الدولة المصرية لبنية تحتية عصرية عملاقة من شبكة طرق وموانئ عالمية ومطارات تهدف إلى حركة تنقل ونقل ميسرة وتلبى احتياجات التوسع العمرانى والزراعى وتحقق مطالب الاستثمار.
توظيف واستثمار الرصيد الوافر غير المحدود والرهان على وعى الشعب كان طريقاً ومساراً عبقرياً للإصلاح الحقيقى والناجع.. وتبنى تجربة مصرية ملهمة حظيت باحترام وتقدير واشادات العالم.. ولولا نتائج هذه التجربة وثمارها ما كانت مصر لتصمد أمام أزمات عالمية شديدة القسوة يتألم فيها العالم سواء جائحة كورونا أو تداعيات الحرب الروسية ــ الأوكرانية وما كانت لتحقق كل هذه النجاحات والإنجازات على طريق البناء والتنمية.. وتلبية احتياجات وتطلعات المصريين نحو الحياة الكريمة وتحقيق العدالة الجغرافية فى توزيع عوائد التنمية لتطلق مبادرة «حياة كريمة» أكبر وأعظم مشروع فى تاريخ الدولة المصرية وهو تنمية وتطوير الريف المصرى الذى يستهدف توفير الحياة الكريمة والأفضل لقرابة ٠٦ مليون مواطن مصرى.
تجربة الإصلاح المصرية فى مصر ــ السيسي.. ارتكزت على تناسق وتناغم المعادلة الثلاثية فى وجود وحضور الرؤية والإرادة الرئاسية.. والقبول الشعبى المستند للثقة والوعى والفهم والبيئة المواكبة والمساندة والتى تحتاج إلى الاستمرارية والديمومة لأنها جزء مهم فى المعادلة الثلاثية للإصلاح والبناء وعلاج الأزمة العميقة التى عانت منها الدولة المصرية على مدار ٠٥ عاماً.
هناك نقطة مهمة جديرة بالحديث فى هذا البند وهى تقديم جميع مؤسسات الدولة الدعم والمساندة للإجراءات الإصلاحية بحيث يكون الدعم والمساندة يستندان على خلق حالة من الوعى والفهم الصحيح والسياق والإلمام والوعى بالفكرة بشكل عميق وشامل وليس مجرد قناعات شخصية محددة.. والابتعاد عن السياقات السطحية التى تشكل أعراض المرض وليس أصله وأسبابه مثل التناول المفجع لزيادة أسعار كرتونة البيض.. فمن المهم قراءة الواقع والتحديات التى تقف أمامه قبل الحديث فى موضوعات تحتاج لفهم أعمق فى تناولها.
لقد ظلت مصر حبيسة ورهينة الحذر من ردود الأفعال الشعبية لتحمل تكلفة الإصلاح على مدار ٠٥ عاما ولم يستطع أى صانع قرار الوصول إلى سياق أو مسار لاقناع الشعب بأهمية الرؤى الإصلاحية.. لذلك ترسخت الأمور وازدادت تفاقماً.. فى ظل تشكيل هذه الضغوط هواجس ضخمة وعميقة لدى صناع القرار وتقديرات الأجهزة الأمنية ونتج عن ذلك الخوف والحذر والتحسب من الإقدام على مثل هذه الخطوات وقد استطاع الرئيس السيسى انهاء هذا الهاجس وتمرير مسارات الإصلاح التى التف حولها المصريون وحصدوا ثمارها.
ثبات وثقة فى مواجهة الأزمات العالمية.. اقتصاد قادر ومرن ..فرص غزيرة.. التفاف واصطفاف وطنى.. حوار وطنى .. استضافة قمة المناخ وامتلاك القوة والقدرة على مجابهة التهديدات والمخاطر.. نجاحات وإنجازات ..رفض شعبى للإخوان المجرمين.. اجهاض المؤامرة على مصر لتكون الوحيدة التى نجت من مخطط الشيطان.
(المؤامرة مستمرة)
من أهم التحديات التى تواجه الدولة ومسيرتها نحو البناء والتنمية والإصلاح.. حملات التشكيك والتشويه التى لا تتوقف.. والتى تضخ عبر عشرات الوسائل الإعلامية والإلكترونية المعادية.. ولم يستهدف شعب مثل الشعب المصرى بمثل هذه الحروب من قبل.. وهذا الأمر الذى تجاوز التصور ووصل إلى حد التحريض ومحاولات بث الفتن والوقيعة.. سعياً لهدم ما حققه المصريون على مدار ٨ سنوات من انجازات ونجاحات وقوة وقدرة شاملة.. وأمن واستقرار وصمود وتماسك أمام أعتى الأزمات العالمية.. وهو الأمر الذى أصاب أعداء مصر بالجنون والهذيان وبدأت تتحرك قوى الشر الدولية التى تمثل رأس الأفعى الحقيقية لتدفع بأذنابها من المرتزقة والعملاء والخونة.. بقيادة الإخوان المجرمين ومعهم الطابور الخامس الغارق فى رذيلة الفساد والارتماء فى أحضان أعداء الوطن.. مدعوما بالمال والملاذ الآمن.. ومحاولاً الاستقواء بمؤامرات واستهداف دول كبرى تسعى لتركيع وفرض الإملاءات على مصر الشامخة التى لم ولن تركع إلا لله.
السؤال المهم الذى يجب أن نطرحه على أنفسنا نحن المصريين ونحتكم فيه إلى العقل والمنطق.. هو لماذا كل هذه الحملات الشيطانية على مصر من تشكيك وتشويه وأكاذيب وشائعات وتحريض وتسفيه.. ولماذا تعاود المؤامرة على مصر نشاطها من جديد فى ظل ما حققته الدولة من انجازات ونجاحات وقدرات مضافة واستقرار شامل وفى ظل مكانتها ودورها وثقلها الإقليمى والدولي.. وهو ما أصاب أعداء مصر بالجنون؟
الحقيقة أن تعاظم وتنامى قوة وتقدم وقدرة مصر الشاملة والمؤثرة وقد أصبح لديها فرص للصعود بالإضافة إلى مواقفها وثوابتها الراسخة ونجاحاتها فى حماية أمنها القومي.. والقضاء على الإرهاب وترسيخ الأمن والاستقرار.. كل ذلك أصابهم بالجنون.
الأمر المهم الآخر الذى اثار جنون أعداء مصر ورعاة المؤامرة عليها.. والذين فشلوا فى تحقيق أهدافهم فى يناير ١١٠٢ والقضاء على مؤامراتهم.. وتعطيل مخططهم وانقاذ مصر والمنطقة العربية من براثن هذه المؤامرة هو حصول مصر على استضافة قمة المناخ «كوب ــ ٧٢» وما يعكسه ذلك من مكانة مرموقة وما سوف تتحصل عليه مصر من سمعة دولية وعوائد اقتصادية كل ذلك أصابهم بالجنون.. يريدون افشال مصر فى انجاح القمة العالمية التى سوف تعقد الشهر القادم فى شرم الشيخ.
حالة الاستقرار والصمود والتماسك أمام «أشرس» الأزمات العالمية التى خلقت وصنعت بأياديهم وقارنوا بين كيفية التعامل مع تداعياتها فى مصر.. ودول العالم.. وأوروبا.. فوجدوا مصر آمنة مستقرة تتوافر فيها كل احتياجات شعبها بلا معاناة دولة تتفانى فى تخفيف المعاناة عن شعبها وتتوافر لديها مقومات النجاة من أتون الأزمة العالمية سواء بما لديها من مقومات الطاقة من غاز وكهرباء ووجود فائض كبير وأمن غذائى مستقر وفائض بالإضافة إلى أن مصر تحولت إلى أرض الفرص فى ظل أكبر عملية بناء وتنمية تشهدها ربوع الوطن فى كافة المجالات والقطاعات.. واقتصاد واعد.. قادر على مواجهة الأزمات ولديه المرونة لتلبية احتياجات المصريين حيث تدرك القيادة السياسية المعاناة من تداعيات الأزمة العالمية.. وتوجه دائماً بتوسيع مظلة الحماية الاجتماعية التى تستهدف الفئات الأكثر احتياجاً وتحسين معيشة مواطنيها وهو الأمر الذى لم تقدم عليه دول كبرى قالت لشعوبها اذهبوا وتحملوا تداعيات الأزمة ونقص وعجز الطاقة والسلع بمفردكم.. الدولة لن تساعد ولا تستطيع. هذا هو الفارق الكبير الذى أصاب أعداء مصر بالجنون بعدما اعتقدوا وزعموا أن الأزمة الاقتصادية ستؤثر على الاستقرار والتماسك فى مصر.. وهى كما قلت جل حساباتهم منذ نشوب الحرب الروسية ــ الأوكرانية التى تستهدف من خلال حجم الأزمة.. عشرات الدول لاحداث عدم الاستقرار فيها.
أصابهم الجنون من قدرة مصر على تأمين وحماية مواردها وحقوقها وثرواتها وحدودها وأمنها القومى ودحر الإرهاب.. أصابهم بالجنون قدرة الدولة المصرية على استيعاب أبنائها عن طريق فتح شرايين الحوار والتواصل لمناقشة قضايا وتحديات الوطن بقلب وعقل مفتوح.. لا يقصى سوى الجماعة الإرهابية التى خانت وتآمرت وأشهرت السلاح فى وجه الدولة وشعبها.
يظل الحوار الوطنى.. هو الصفعة التى اصابت أطراف المؤامرة وأذنابها بالصدمة والجنون.. فنشطت آلة الكذب والتشكيك والتشويه والتحريض ظناً بأن المصريين سوف تنطلى عليهم هذه الأكاذيب والخداع.. الذى أكتوت منه شعوب المنطقة وأيقنت حقيقة المؤامرة ورعاتها وأطرافها من الخونة والمرتزقة والعملاء الذين يأكلون ويتغذون على موائد أعداء الوطن.
تظل وحدة وتماسك المصريين.. ووعيهم ورفضهم للإخوان المجرمين سبباً رئيسياً لحملات التشكيك والأكاذيب ومحاولة تفعيل المؤامرات التى فشلت منذ الربيع المشئوم وتهاوت بثورة عظيمة فى ٣١٠٢.. لم ينسوا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أنقذ مصر والمنطقة العربية من مخطط الشيطان الذى حاولت تنفيذه قوى الشر التى تحاول الثأر الآن وعقاب مصر بسبب مواقفها الشامخة وقوتهاو قدرتها الواضحة لأن قوة وقدرة مصر تزعجهم وتقض مضاجعهم.
قوى الشر.. والدول الحاقدة على مصر والرافضة لقوتها وقدرتها.. تحاول النيل من مصر وقيادتها السياسية.. لأن الرئيس السيسى هو السبب والبطل الحقيقى فيما تشهده مصر من نجاحات وانجازات غير مسبوقة وصلابة وأمن واستقرار وفرص وثقة.. ولأن استكمال مسيرة البناء والتقدم التى يقودها الرئيس سوف تضع مصر فى منطقة أخرى لكنهم ــ أى قوى الشر ورأس الأفعى التى تتبنى المؤامرات ومحاولات فرض الهيمنة ــ لا ترضيها قوة وقدرة مصر وتقدمها.. لانها تهدد مخططاتهم الشيطانية وأهدافهم الخبيثة.
انهم لا يملكون الشجاعة على مواجهة مصر لأنها قوية وقادرة فذهبوا إلى توظيف أدوات ودمى رخيصة وبالية لا تعرف الشرف غرقت فى الخيانة سواء الإخوان المجرمين ومن معهم من مرتزقة وخونة وعملاء الطابور الخامس الذين يتحركون وفق تعليمات أسيادهم.
المصريون شعب ذكى وأصيل لا يمكن أن يلدغ من نفس الجحر مرتين لا يمكن أن ينخدع مرة أخري.. يحفظ الجميل والمعروف ويقدر أصحاب المواقف الوطنية المضيئة ويدرك التحديات ويعى ما تحقق فى مصر على مدار ٨ سنوات وما يعيشون فيه من أمن واستقرار وفرص ومستقبل واعد ينتظرهم.. وأن الصعوبات والتحديات جاءت وفرضت على الجميع بسبب تداعيات الأزمات العالمية المتوالية.. وأن الدولة تبذل جل جهودها لتخفيف المعاناة عنهم ويعون المؤامرات التى تستهدف مصر وحملات الهدم والتدمير والتعطيل التى تستهدف ما حققوه من بناء ونجاحات.. يريدون لمصر دائماً أن تكون ضعيفة.. يكرهون لها الخير والتعافى.. يريدون لها الفوضى والسقوط فمواقفها وشموخها وثباتها وعدم مضيها فى القطيع يزعجهم.. فمصر دولة ذات قرار وطنى مستقل تسعى لمصالحها وتحقق إرادة شعبها ولا تنساق ولا تخضع لاملاءات أو استقطاب.. لكن قوى الشر لا يعجبها ذلك.. من هنا تنطلق المؤامرة على مصر التى لم تنته بعد لكنها مستمرة كما قلت مراراً وتكراراً فمصر هى الدولة الوحيدة التى نجت من السقوط فى ١١٠٢ ليس هذا فحسب ولكنها أصبحت أكثر قوة وقدرة واستقرارا.