ولي العهد الأردني يدعو إلى إقامة شبكات تعاون اقتصادية عربية فعالة لمواجهة الأزمات العالمية
دعا ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، إلى تعاون عربي جماعي من أجل الوصول إلى شبكات تعاون اقتصادية عربية حقيقية وفعالة لتضع الدول العربية في مكانها على خارطة الاقتصاد العالمي .
وقال ولي العهد الأردني ، في كلمته اليوم أمام القمة العربية بالجزائر، "إن الوقت قد حان لتعمل الدول العربية معا" ، مؤكدا أن الأزمات التي يشهدها العالم، مثل تداعيات جائحة كورونا والأزمة الأوكرانية، تتطلب منا عملا عربيا تكامليا لمواجهتها خاصة وأن آثارها من ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء وتكلفة خدمة المديونيات العامة، وتباطؤ النمو الاقتصادي يهدد استقرار الدول وأمنها المجتمعي.
وأضاف "إن تحدياتنا متشابهة وفرصنا مشتركة ولابد من الاستفادة من الإمكانيات الواعدة في مجالات التجارة والاستثمار والصناعة والسياحة والزراعة"، مشيرا إلى أن الأمن الغذائي وتعزيز مصادر المياه والطاقة، بات في طليعة التحديات العالمية، وهو ما يفرض علينا البناء على نقاط القوة في كل بلد عربي شقيق، لتصبح قوة لبلداننا كافة.
وأكد أن الموارد الطبيعية الهائلة في العالم العربي، والموقع الجغرافي الاستراتيجي، بالإضافة إلى الاتفاقيات العربية التجارية مع العالم، وشبابنا بما يمثلون من قوة بشرية كبيرة، كلها عوامل إن تم استثمارها، ستقودنا نحو النهضة الاقتصادية، وتصنع المستقبل الأفضل والازدهار لشعوبنا.
وشدد ولي العهد الأردني أن السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، لايزال خيارنا الاستراتيجي، بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وواجبنا كدول عربية تكثيف جهودنا مع الأطراف الدولية ذات العلاقة، لاستئناف عملية السلام ودعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم.
وأكد أن القدس، هي مركز وحدتنا ودفاعنا المشترك عن هوية الأمة بأكملها، مشيرا إلى أن الأردن، وبموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، سيستمر، وبالتعاون مع الأشقاء العرب ومع أشقائنا في السلطة الوطنية الفلسطينية، بدوره التاريخي في حماية المقدسات ورعايتها.
وشدد على أن استقرار وأمن العراق الشقيق، ركيزتان لأمن المنطقة واستقرارها، وواجب علينا دعم الأشقاء في العراق، لتمكينه من التقدم نحو المزيد من الاستقرار والإنجاز، والعودة إلى دوره الرئيسي في محيطه العربي.
وقال ولي العهد الأردني إنه "بالنسبة للشقيقة سوريا، فلا بديل عن عمل جماعي لإيجاد حل سياسي، يشمل جميع مكونات الشعب السوري، ويحفظ سيادة سوريا ووحدتها أرضا وشعبا، ويكفل العودة الطوعية الآمنة للاجئين ،مؤكدا أنه لا بد من حلول تعيد الأمن والاستقرار لأشقائنا في اليمن وليبيا، مضيفا إن "الاستقرار شرط للمستقبل المشرق الذي نريد، وعلينا جميعا تقع المسؤولية في حل أزماتنا العربية".
وتابع :"إن شعوبنا الشابة النابضة بالحياة والأحلام، أمانة في أعناقنا، وعلينا توفير الفرص التي تنمّي إمكاناتها وتطلق إبداعاتها، لتساهم في بناء المستقبل الواعد في بلادها، وتكون قوة مؤثرة لتحقيق السلام والتنمية المستدامة، لما فيه الخير لمنطقتنا وعالمنا".
وقدم ولي العهد الاردني الشكر والتقدير، للرئيس عبدالمجيد تبون، وللجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية الشقيقة، على استضافة القمة العربية، والحرص على دعم مسيرة العمل العربي المشترك، كما تقدم بالشكر للرئيس قيس سعيّد، والجمهورية التونسية الشقيقة، على الجهود الكبيرة، في تحمل مسؤولية رئاسة الدورة السابقة للقمة ولجامعة الدول العربية على تنظيم هذه القمة، ومتابعة قرارات القمم السابقة وتوصياتها.