رأت صحيفة كاثمريني اليونانية أن الحرب في أوكرانيا دخلت أعتاب مرحلة خطيرة للغاية، موضحة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشعر بضغوط شديدة، وهو أمر ليس في صالح أحد.
وأشارت الصحيفة اليونانية في مقال للرأي إلى أنه على الرغم من أن لعبة بوتين التي كان يلعبها مع الغرب لسنوات قد نجحت بشكل جيد، مضيفا أنه كان محقا في التقليل من رد فعل الغرب وافتراضه أنه لن يحدث شيئا إذا غزت روسيا أوكرانيا، لكنه كان مخطئا، حيث بالغ في تقدير قدراته وتفاجأ برد فعل الأوكرانيين وكذلك الولايات المتحدة وأوروبا.
وأضافت أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ظهر كلاعب قوي وعنيد، فلقد نجح في دور القائد الذي يخوض معارك حقيقية فضلا عن أنه يتواصل أيضًا بنجاح على مستوى عالمي،متسائلة: كيف يمكنه أن يتولى دور القائد الذي سيقدم التسوية الحتمية والضرورية في النهاية؟ ولا يتم حل أي نزاع دون تنازلات متبادلة. ولا يمكن لأي عاقل أن يتوقع من بوتين أن ينتحر سياسيًا، أو أسوأ من ذلك، أن يعود إلى حدود فبراير الماضي.
وأشارت إلى أنه على صعيد آخر فإن القادة الغربيين ليسوا متأكدون بالضبط من كيفية التعامل مع الحرب النامية. والأوروبيون خائفون من التطورات السياسية في بلادهم. وأدى التضخم وحقيقة أن صور الدمار أصبحت أمرا روتينيا إلى قلة الاهتمام. بل وهناك زعماء أوروبيون كانوا سيتفاوضون مع بوتين إذا لم تصر أمريكا على موقفها الواضح، حيث من الواضح أن الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه بلغ حدوده، مدركًا أن الحرب تكلفه سياسيًا، ولكنه غير قادر على التراجع أو الضغط على الزعيم الأوكراني -على حد قول الصحيفة.
ررونوهت الصحيفة اليونانية أن المؤامرة تتعقد شباكها حيث تتزايد الهجمات الإلكترونية غير المبررة وعمليات التخريب بجميع أنواعها في أوروبا. ويتهم الروس الآن البريطانيين مباشرة بالتواطؤ النشط في العمليات الخاصة الأوكرانية. وإن السيناريو الأكثر ترجيحًا في الوقت الحالي هو استمرار الحرب لعدة أشهر أخرى، ربما حتى نهاية عام 2023. ولكن هناك الآن خطر أن يؤدي أي إجراء متطرف من جانب أو آخر أو حادث إلى تصعيد مفاجئ للعنف وقد يتخذ هذا التصعيد أخطر أشكاله خلال فترة زمنية قصيرة، ومن الواضح أنه من مصلحة الجميع أن تنتهي هذه الحرب قريبًا دون أن يتمكن أي من الجانبين من الاحتفال بالنصر الكامل. ولكن كيف يمكن القيام بذلك مع قائدين مرتبطين ارتباطًا وثيقًا بعقيدتهما.