قبيل انطلاق مؤتمر المناخ «cop27».. ما هي نتائج قمة جلاسكو وكيف التزمت بها الدول؟
تستعد مدينة شرم الشيخ المصرية، لاستضافة أحداث وفعاليات قمة المناخ cop27 بعد ساعات، والتي ستنطلق صباح غدًا الأحد الموافق السادس من نوفمبر، والتي من المقرر أن تستمر حتى الثامن عشر من نفس الشهر.
وتحظى هذه القمة بأهمية بالغة، حيث سيشارك فيها أهم القادة والزعماء في العالم؛ لبحث قضايا تغيرات المناخ وكيفية مواجهة تلك الأزمة الخطيرة وتداعياتها على الكوكب.
ولا شك بأن قمة شرم الشيخ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بما سبقها من القمم، والتي كان آخرها قمة جلاسكو cop26 التي عقدت العام الماضي بالعاصمة الاسكتلندية جلاسكو، بحضور 120 من قادة العالم وأكثر من 40,000 مشارك مسجل، بما في ذلك 22,274 مندوبًا و14.124 مراقباً و3.886 من ممثلي وسائل الإعلام.
قمة المناخ 26
وخلال هذا التقرير سوف نستعرض أهم ما توصلت إليه هذه القمة من نتائج وتوصيات:
توصلت الدول المشاركة في جلاسكو، إلى حتمية تخفيض معدل الانبعاثات الغازية، وتوفير دعم مالي للدول النامية؛ للتكيف مع تبعات التغير المناخي بهدف تقليل حجم المخاطر البيئية التي يتعرض لها كوكب الأرض، من خلال ميثاق جلاسكو للمناخ.
وعلى الرغم من أن المشاركون في القمة لم يتمكنوا من الاتفاق لتقديم ضمانات بتقليل معدل انبعاثات الغازات الدفيئة في الجو، بحيث تبقى معدلات درجة الحرارة أقل من 1.5 درجة مئوية، إلا أن هذه الاتفاقية تعد الأولى من نوعها التي تنص صراحة على تقليل استخدام الفحم الذي يتسبب في زيادة الانبعاثات الغازية في الغلاف الجوي.
وحيث طالبة الاتفاقية لأول مرة الدول بتقليل اعتمادها على الفحم والتراجع عن دعم الوقود الأحفوري وهي خطوات تستهدف مصادر الطاقة المتجددة التي يرجح العلماء أنها السبيل الأمثل لجعل المناخ من صنع الإنسان.
وقد حققت الاتفاقية بعض التقدم بشأن دفع الدول الغنية المتسببة المسئولة عن معظم انبعاثات الغازات الدفيئة إلى تمويل الدول الفقيرة الأكثر عرضة للخطر بسبب التغيرات المناخية، ولكن للأسف فلقد تملصت الدول العظمى بعد ذلك من دفع الأموال للدول النامية حتى تكون قادرة على التكيف مع آثار التغيرات المناخية.
حيث كان من المقرر أن تدفع الدول العظمى هذه الأموال والتي قدرت بـ100 مليار دولار سنويًا الدول النامية على هيئة أموال سائلة، ولكن ما حدث أنهم قرروا دفعها كقروض بدلًا من ذلك، وهو ما رفضته الدول المتضررة، و بالتأكيد فإن موضوع التمويل هذا سيكون على طاولة الملفات الأساسية التي ستعنى بها قمة شرم الشيخ .
وبحسب الأمم المتحدة، فلقد شهدت مدينة جلاسكو أيضاً العديد من التعهدات التي تم التعهد بها داخل غرف التفاوض وخارجها فيما يتعلق بالتزامات الصافي الصفري، وحماية الغابات والتمويل المناخي، من بين العديد من القضايا الأخرى.
كما اتخذت 137 دولة خطوة بارزة إلى الأمام من خلال الالتزام بوقف فقدان الغابات وعكس اتجاهه وتدهور الأراضي بحلول عام 2030، وكذلك أعلن قادة من جنوب إفريقيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والاتحاد الأوروبي عن شراكة رائدة لدعم جنوب إفريقيا باعتبارها أكبر منتج للكهرباء في العالم بقيمة 8.5 مليار دولار على مدى 3-5 سنوات القادمة للانتقال العادل من الفحم إلى اقتصاد منخفض الكربون.
كيف التزمت الدول باتفاق جلاسكو؟
في الحقيقة لم تلتزم عدة دول بنتائج قمة جلاسكو وتطبيق ما تم إقراره بها، فبحسب ما أوردته الأمم المتحدة، ففي COP26 اتفقت الدول على تقديم التزامات أقوى هذا العام، بما في ذلك الخطط الوطنية المحدثة ذات أهداف أكثر طموحًا، إلا أن 23 دولة فقط من بين 193 دولة المشاركة في القمة قدمت خططها لتنفيذ ما تم التوصل في هذه القمة .
وهو الأمر الذي يزيد من عدد وقيمة الملفات المطروحة على طاولة قمة شرم الشيخ، حيث سينتظر من القمة المقرر عرضها بعد ساعات أن تنجح فيما فشلت به القمم السابقة، وهو ما يزيد من أهميتها ومكانتها .