مساعد وزير الخارجية الأسبق: قمة المناخ 27 فارقة.. ومصر تقود الدول للالتزام بتعهداتها السابقة
قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قمة المناخ في شرم الشيخ كوب27 عقدت للتأكيد على التعهدات السابقة في قمم المناخ لمحاولة الإبطاء من التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات الحرارية بعد أن تعهد الدول بمستويات محددة لكل منها في الانبعاثات الملوثة للبيئة الناتجة عن الغازات والوقود الأحفوري والتي تهدد الكوكب.
وأوضح القويسني، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن قمة المناخ حدثا عالميا تضم كافة دول العالم منها الدول قليلة النصيب في إحداث تلوث البيئة وتغير المناخ وكذلك الدول الصناعية الكبرى التي تعد من أوائل أسباب التغيرات، مضيفا أن القمة تعقد في ظروف حالية بالغة التعقيد فالعالم يواجه أزمة اقتصادية طاحنة وتفاعل شديد لتغيير النظام الدولي وترتيباته.
وأضاف أن العالم يشهد أيضا حربا تكاد تصبح عالمية بين روسيا القوة الكبرى الثانية في العالم وفي المقابل جيوش دول غربية والولايات المتحدة الأمريكية وهي الحرب التي أثرت بشكل مباشر على تدهور اقتصاديات الدول النامية والدول الأخرى، كما تشهد أوروبا تراجعا شديدا في معدلات التنمية والمحافظة على معدلات معقولة من التضخم والسيطرة على اقتصادياتها وأزمة الطاقة.
وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق أن هذه العوامل دفعت الدول الأوروبية الكبرى للرجوع مرة ثانية للاعتماد على الوقود الأحفوري والذي يستهدف مؤتمر المناخ تخفيف الاعتماد على هذا النوع من الوقود، مضيفا أن هناك الكثير من الدول التي لم تستطع أن تلتزم وتنفذ ما تعهدت به، فبريطانيا لديها مشكلة كبيرة ولهذا السبب لن يحضر الأمير تشارلز الملك البريطاني هذه القمة.
وأكد أن مصر بصفتها الدولة الرئيس لهذا المؤتمر وتجري فعالياته على أرضها هي صاحبة مصلحة كبيرة في الدفاع عن أفريقيا لمواجهة التلوث وتغير البيئة، كما أن مصر تعاني من تأثيراته مثل التصحر وندرة المياه، مشددا على أن مصر ستكون في أوائل الدول التي تقود دول العالم الأخرى للتأكيد والالتزام بما سبق وأن تعهدوا به مسبقا في القمة السابقة للمناخ.
وأشار إلى أن قمة المناخ كوب 27 فارقة لأن القمم السابقة لها حدثت في ظروف عادية لكن المؤتمر الحالي يعقد في ظروف صعبة فهناك حرب عالمية ثالثة يمكن أن تندلع في أي وقت وأطرافه الكبرى تهدد باستخدام الوقود النووي في أجواء تشبه ما قبل الحرب العالمية الثانية وما ترتب عليها من مآسي كبيرة.
وشدد على أن نجاح المؤتمر يرتبط بقدرة مصر على دفع الوفود إلى تأكيد التعهدات السابقة والالتزام بها رغم الظروف، حيث أن مصر ذاتها تمثل نموذجا للدول التي أصبحت تعتمد على الوقود الحيوي والاقتصاد الأخضر والطاقة الجديدة ومصادر صديقة للبيئة مثل الرياح والشمس، مضيفا أن المنظمات الدولية مثل البنك الدولي يسمح بقروض ومنح لمساعدة الدول الأكثر معاناة من تغير المناخ في مواجهة الأخطار المحيطة بها لتوفير الغذاء والمياه.
ولفت إلى أن المؤتمر يشارك فيه ممثلي تلك المؤسسات من بينها رئيسة صندوق النقد الدولي التي أشادت بالتجربة المصرية وعرضت سلة من المساعدات المختلفة للدول سواء قروضا أو منح أو قروض طويلة الأجل لإنجاز أهداف المؤتمر السابق، مشيرا إلى أنه إذا انتهت قمة المناخ بالتأكيد والالتزام بما تم التعهد من قبل القوى المشاركة في المؤتمر السابق وأن هناك دول نجحت في جهودها للبعد عن الوقود الأحفوري والتحول إلى المصادر الطبيعية الصديقة للبيئة سيكون الأمر إنجازا كبيرا لمصر.