رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الرئيس السيسي يؤكد ضرورة خروج الحوار بخطوات تنفيذية للوصل لآليات وحلول ناجحة في تحول الطاقة

8-11-2022 | 13:38


الرئيس السيسي

دار الهلال

أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن إطلاق مبادرة "المنتدى العالمي للهيدروجين الأخضر" بالمشاركة مع بلجيكا - خلال الأشهر الماضية وبالتنسيق مع عدد من الشركاء، بهدف إنشاء منصة دائمة، للحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين ومع القطاع الخاص والمنظمات، ومؤسسات التمويل العاملة في هذا المجال بغرض تنسيق السياسات والإجراءات، وخلق ممرات للتجارة والاستثمار في الهيدروجين بما يساهم في الإسراع من وتيرة الانتقال العادل، الذى نصبو إليه جميعًا.

وقال الرئيس السيسي في كلمته خلال مشاركته في المائدة المستديرة "الاستثمار في مستقبل الطاقة: الهيدروجين الأخضر" التي تعقد في إطار فعاليات "قمة المناخ 27" - أعلن من هنا عن مبادرة جديدة، عملت عليها مصر وبلجيكا، خلال الأشهر الماضية بالتنسيق مع عدد من الشركاء حيث يسعدني اليوم، وبالشراكة مع "ألكسندر دى كروو"، رئيس وزراء بلجيكا.

وعبر الرئيس السيسي شكره للمشاركين في هذا الاجتماع المهم وخص بالشكر، المستشار "أولاف شولتز"، المستشار الاتحادي لألمانيا، على الرئاسة المشتركة لهذه المائدة، والتي تتناول إحدى أهم القضايا، في إطار مواجهة تغير المناخ، بل ربما أهمها على الإطلاق وهي الاستثمار في مستقبل الطاقة وبالتحديد في الهيدروجين الأخضر.

وأكد الرئيس السيسي أن مصطلح "الهيدروجين الأخضر"، بات الأكثر شيوعًا واستخدامًا، خلال السنوات القليلة الماضية في سياق الحديث عن التحول نحو الطاقة المُتجددة، وتقليص الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية لاسيما وأن أزمة الطاقة التي يمر بها العالم في الوقت الراهن، قد فرضت علينا جميعًا، تحديًا حقيقيًا، في تأمين إمدادات الطاقة التي تحتاجها دولنا دون الإخلال بواجباتنا تجــاه مواجهة أزمة المناخ العالميــة أو التراجع عن الأهداف التي توافقنا عليها والسياسات الوطنية التي نساهم من خلالها في هذا الجهد.

وقال الرئيس السيسي إن الهيدروجين الأخضر، يأتي كأحد أبرز الحلول، على صعيد التوجه نحو الاقتصاد الأخضر، خلال السنوات القادمة بما يمثله من فرصة حقيقية للتنمية الاقتصادية، المتوافقة مع جهود مواجهة تغير المناخ، ومع أهداف "اتفاق باريس"، مشيرا إلى أن الكثير من الدول،بدأت بالفعل، في اتخاذ خطوات جادة في هذا الاتجاه سواء من خلال صياغة سياسات وطنية للهيدروجين أو من خلال وضع أهداف زمنية طموحة، للانتقال التدريجي للهيدروجين الأخضر، كمصدر رئيسي للطاقة إما من خلال الإنتاج المحلي، أو الاستيراد من الخارج أو كليهما.

وأضاف أن مصر كانت من أولى هذه الدول التي أدركت مبكرًا الفرص المتاحة في هذا المجال استنادًا إلى إمكاناتها الهائلة في إنتاج الطاقة النظيفة والتي ستمكنها من التحول إلى مركز عالمي، لإنتاج الهيدروجين الأخضر، على المديين المتوسط والبعيد.

وتابع الرئيس السيسي إنه في إطار الترجمة العملية لذلك، وكمثال حي على مبدأ "التنفيذ"، الذي نجتمع اليوم تحت مظلته أقوم اليوم مع رئيس وزراء النرويج، بإطلاق المرحلة الأولى، لمشروع إنشاء محطة لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بقدرة "١٠٠" ميجاوات، في "العين السخنة" والذي يعد نموذجًا عمليًا، للشراكة الاستثمارية المحفزة للتنمية الاقتصادية المستدامة والتي ترتكز، إلى جانب دور الحكومات، على القطاع الخاص الوطني والأجنبي للعمل يدًا بيد في هذا القطاع المثمر وستتاح لنا الفرصة اليوم، للتعرف على كافة جوانب هذا المشروع من الشركات المنفذة له، والتي تشارك معنا في هذا الحوار".

وقال الرئيس: "أما وإننا قد اتفقنا، على أن الصراحة والمكاشفة، هما السبيلان الوحيدان، نحو المضي قدمًا، بشكل منسق، نحو أهدافنا المشتركة فاسمحوا لي أن أنقل لكم، بعض ما يثير قلقنا هنا في مصر، وفي غيرها من الدول النامية الصديقة"، مضيفا إنه "على الرغم من الفرص التي يتيحها قطاع الهيدروجين، والجاري ترجمتها بالفعل، إلى مشروعات في الكثير من الدول فوفقًا للوكالة الدولية للطاقة، فإن نصيب الدول النامية من هذه المشروعات المقترحة، لم يتجاوز سوى مشروعين، من ضمن نحو (680) مشروعًا مقترحًا، في مجال الهيدروجيــن الأخضـر على مسـتوى العالم ومن ثم، يظهر جليًا أن الدول النامية، تظل أقل قدرة على الاستفادة، من الفرص التي يمثلها التحول نحو الهيدروجين الأخضر بخطى متسارعة وذلك لضعف قدراتها التكنولوجية في هذا المجال الجديد، وغياب البنية التحتية اللازمة للنقل والتخزين، وخلق سلاسل الإمداد اللازمة للتجارة الآمنة وكذلك لضعف تدفقات التمويل والاستثمارات الموجهة إليها، على نحو مستدام".

وتابع الرئيس: "إنه وحتى في الحالات القليلة، التي تستطيع فيها الدول النامية، أن تخطو خطوات ثابتة في هذا المجال، كمصر؛ على سبيل المثال يظل عليها مواجهة التحدي، الناجم عن توجه بعض الدول، لدعم منتجي الهيدروجين الأخضر المحليين، علـــــى نحــــــو يخـفض مــــن تكلفـــــة إنتاجهــــم وهو الأمر الذي يتسبب في إحداث الخلل بالسوق العالمي للهيدروجين ويساهم في إضعاف تنافسية الهيدروجين الأخضر المنتج بالدول النامية، مقارنة بنظيره من الدول المتقدمة وهو ما يضاف إلى التحديات الفنية، المرتبطة بالمعايير والاشتراطات، الخاصة بتجارة الهيدروجين وتحديد مصادره والتي يتعين أن تتسم بالمرونة، مع الحفاظ على مبادئ الشفافية".

وأشار الرئيس السيسي إلى أنه ما دعاه إلى طرح هذه الشواغل على المشاركين في المائدة المستديرة هو ثقته في أن الحوار اليوم، لابد وأن يخرج بخطوات تنفيذية واضحة، نتوافق عليها جميعًا لتصل بنا إلى آليات وحلول ناجعة، تدفعنا نحو تحقيق أهدافنا المشتركة، في تحول الطاقة.
وتابع الرئيس :" من هذا المنطلق، واتساقًا مع مبدأ "التنفيذ"، الذي نركز عليه في هذه القمة اسمحوا لي أن أعلن من هنا، عن مبادرة جديدة، عملت عليها مصر وبلجيكا، خلال الأشهر الماضية بالتنسيق مع عدد من الشركاء حيث يسعدني اليوم، وبالشراكة مع "ألكسندر دى كروو" رئيس وزراء بلجيكا أن نعلن عن إطلاق مبادرة "المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد" والتي تهدف إلى إنشاء منصة دائمة، للحوار بين الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين ومع القطاع الخاص والمنظمات، ومؤسسات التمويل العاملة في هذا المجال بغرض تنسيق السياسات والإجراءات، وخلق ممرات للتجارة والاستثمار في الهيدروجين بما يساهم في الإسراع من وتيرة الانتقال العادل، الذى نصبو إليه جميعًا".

وأعرب الرئيس السيسي، في ختام كلمته، عن تطلعه إلى نقاش هادف ومثمر وبناء في تلك المائدة التي تجمع بعض كبريات الدول المنتجة والمستهلكة للهيدروجين، ورؤساء المنظمات والشركات العاملة في هذا القطاع وأن نستمع فيه إلى التوجهات والآراء المختلفة ونتعرف من خلاله على أفضل الممارسات والخبرات المتراكمة، مؤكدا ثقته في أننا سنخرج اليوم، أكثر فهمًا لطبيعة المسألة، وأكثر وعيًا بحجم العمل، الذي يتعين علينا القيام به في هذا الإطار، لتحقيق ما نطمح إليه.