رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الغرب.. وازدواجية المعايير

9-11-2022 | 20:26


عبد الرازق توفيق,

أدمن الغرب تجاهل الآراء ووجهات النظر الأخرى ولا يريد أن يسمع لأى أحد مخالف.. ولا يريد إلا سماع نفسه.. فما حدث أمس الأول خلال المؤتمر الصحفي للنائب عمرو درويش ورفض سماع رأيه ووجهة نظره فيما يتعلق بقضية المجرم علاء عبدالفتاح المدان جنائياً وليس سياسياً هو ضربة قاصمة لشعارات منظمات حقوق الإنسان الدولية.. وعلى رأسها العفو الدولية وإسقاط لمبادئ وشعارات تكشف عن الوجه القبيح وأمراض ازدواجية المعايير وسياسات الكيل بمكيالين وطعنة في شعارات الحرية المزعومة والرأي والرأي الآخر..  إنه احتكار الرأي يكشف عن انتهازية وتسييس وتوظيف سياسي لقضايا حقوق الإنسان.

الحقيقة ان الغرب يتعامل بوجهين.. الأول فيما يتعلق بقضايا الداخل لديه.. ولا يتردد فى اتخاذ الإجراءات الحاسمة حيال أى عنف أو تحريض أو إرهاب أو فيما يخالف القانون.. ويستخدم أدوات البطش والتنكيل والاعتقال.. وفى ذات الوقت يتعامل بوجه آخر مع أحداث الداخل من تحريض على القتل.. وتحريض على قتل الأطفال أو محاولات إثارة الفوضى.. فلا يجرؤ مواطن غربي في الأقدام على التظاهر إلا بعد الحصول على إذن وتصريح من سلطات الأمن وإلا فإن الحسم والقوة جاهزان لكنه يدافع عن مواطنين في دول أخرى مثل علاء عبدالفتاح ويطالب بتجاوز القوانين رغم ثبوت جرائم هذا المدعو من تحريض على قتل الضباط وأبنائهم من الأطفال وترميل أمهاتهم أو الدعوة لإثارة الفوضى ودعم الإرهاب.. لذلك فإن مصداقية الغرب.. بسبب ازدواجية المعايير باتت فاضحة.. وبدلاً من التفرغ لقضايا وتحديات شعوبهم والمعاناة التي يلقونها بسبب تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية اهتموا بالمزايدات والشعارات التي بدت للجميع سافرة ومتناقضة ومفضوحة.

من الواضح أن هناك من يريد إفساد فرحتنا بالنجاح الكبير والمبهر الذى حققته مصر في استضافتها لقمة المناخ بشرم الشيخ «كوب-27» بشهادة عالمية وبإجماع دولي حيث وصفت بأنها الأكثر أهمية في تاريخ قمم المناخ.. وهو ما يعكس قدرة الدولة المصرية على تنظيم الأحداث والمؤتمرات الدولية بكفاءة واقتدار.

هناك من يريد تشتيتنا.. واختطاف تركيزنا.. وإفساد فرحتنا بالنجاح العظيم.. حتى ولو كان بالبلطجة والانفصام وازدواجية المعايير التي يعانى منها الغرب المتناقض.. الذى يتعامل فى الداخل بعكس ما يتعامل مع الخارج.. يتصدى بحسم وصرامة وقوة لكل من يتجاوز القانون.. التظاهر ليس عندهم حرية في المطلق بل له قانون وضوابط صارمة مرهون بتوقيت ومسار التظاهرة ومكان الانحراف عنها وتجاوزها جريمة تستوجب كل أنواع العقاب.. يواجهون أعمال التخريب والتحريض داخل بلدانهم بأقسى أنواع العقاب حتى ولو وصل الأمر إلى الضرب بالرصاص الحى وإلقاء الجثث فى القمامة وليس عنا حادث اقتحام الكونجرس منا ببعيد.. عندما تصدى الأمن الأمريكي للمقتحمين بالضرب في «المليان» ثم هل قدم أي شرطي لأى نوع من هذه التجاوزات إلى المحاكمة.. وأيضاً ليس منا ببعيد أحداث مانشيستر في بريطانيا عندما سُئل ديفيد كاميرون عن حقوق الإنسان للمتظاهرين.. قال بالحرف لا تحدثني عن حقوق الإنسان إذا تعلق الأمر بأمن بريطانيا.. وليس عنا ببعيد عندما واجه الأمن الفرنسي مظاهرات واحتجاجات السترات الصفراء بالضرب والسحل والتنكيل والاعتقال.

ازدواجية المعايير المفرطة.. وحالة الانفصام المرضى لدى الغرب وأعراضها والتناقض الواضح جعلتهم لا يحترمون قوانين البلدان الأخرى.. ولا يطبقون نفس المبادئ والتعامل الذى يطبقونه فى بلادهم.. ولكن هناك قوانين ومبادئ أخرى يطبقونها فى تعاملهم مع ما يجرى في البلدان الأخرى من تجاوز سافر للقوانين.. وتحريض واضح على القتل لأفراد الجيش والشرطة والدعوات المشبوهة لإحراق البلاد بالفوضى والعبث والخراب ربما ان الذين يدافع عنهم الغرب من أبناء الشيطان الذين هم أبناؤهم.. الذين جندوهم واستخدموهم كأدوات ودمى لنشر الفوضى والخراب كما فعلوا فى بلدان كثيرة.. هذا الغرب الذى يتشدق بحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية دمر العراق تحت مزاعم وأكاذيب عن امتلاكها أسلحة دمار شامل.. وبعد أن قتلوا ودمروا وخربوا وزرعوا الفوضى.. وتحولت وعودهم الكاذبة إلى فوضى عارمة وانفلات وإسقاط للدولة الوطنية.. عادوا ليعتذروا كما فعل تونى بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بعد فوات الأوان واكتشفوا أن العراق لم يكن لديه أسلحة دمار شامل.. في حين أن هناك دولة تمتلك ترسانة هائلة من أسلحة الدمار الشامل وعلى رأسها الأسلحة النووية ولا تخضع لاتفاقية حظر الأسلحة النووية ولا يكلف الغرب نفسه مجرد التوصية بالتخلص من هذه الأسلحة وفى الوقت الذى يدللون هذا المحتل الذى يضرب بالقوانين والقرارات والشرعية الدولية عرض الحائط ويمارس سياساته البربرية والتوسع الاستيطاني على مرأى ومسمع الغرب و«الفيتو» جاهز حتى لمجرد الإدانة.

السؤال أيضاً لماذا دمروا سوريا وليبيا واليمن والصومال وأفغانستان وما هي نتيجة وعودهم بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؟.. وإلامَ أدى الربيع العربي المشئوم الذى رعاه وموله الغرب من كوارث على هذه الدول التي عاثت فيها الفوضى والإرهاب وسقطت فيها الدولة الوطنية وانتشرت الفتن والانقسامات والتشريد وسكنت الشعوب المخيمات ومعسكرات اللاجئين؟.. وذاقت ويلات الإرهاب وجرائم القتلة والمرتزقة والخونة والعملاء؟.. هل نالت هذه الشعوب السعادة والحرية والديمقراطية والازدهار كما وعدوهم؟.. أترك الإجابة لكل مواطن مصري وعربي شريف.

كم ربح الغرب المتغطرس من مليارات على حساب جثث وأشلاء وقتلى هذه الشعوب التي غيبت وصدقت وعود الشيطان.. كم قتلوا في العراق وليبيا وسوريا واليمن والصومال وأفغانستان.. وكيف تركوها.. وتركوها لمن.. وما هو حالها الآن؟.

هذا الغرب الذى يتشدق كذباً وبهتاناً بالحرية وحقوق الإنسان هو أكبر مخادع ونصاب ومتاجر.. وتفوق على الشيطان نفسه يمارس مبدأ حلال له وحرام على الآخرين يعانى من مرض مزمن هو الازدواجية والتعامل بوجهين.. أنه سرطان التناقض الذى كلف ملايين المواطنين في الدول التي تآمروا عليها وخربوها.. لا يريدون الآن أن يتحدثوا لأنفسهم.. يصادرون أي رأى آخر.. يرفضون السماع إلى الحقيقة والحق.. لا يخجلون من أنفسهم.. يمارسون البجاحة في أحقر صورها.. يحاولون التدخل في شئون الدول ويشوهون قضاءها الشامخ.. ويسعون لانتهاك سيادتها.. في صلف وغرور.. في محاولة لفرض الوصاية.. وتعليمنا الأخلاق وهم أبعد ما يكونون عنها.. فالوجه الحقيقي للغرب تراه في التحرك السريع وإصدار القرارات الأممية.. واتخاذ العقوبات الدولية على كل شكل ولون.. عندما تتعرض دولة من حلفائهم وأدواتهم لهجوم أو اعتداء عسكري.. في حين أن هناك دولة أخرى تتعرض للظلم والاحتلال والسحق والتنكيل وسرقة حقوقها وثرواتها وأراضيها على مدار أكثر من 70 عاماً رغم القرارات الدولية والحقوق المشروعة الواضحة.. ولكنها ازدواجية المعايير.

لماذا لا يفزع الغرب المتآمر على سقوط شهداء في مواجهة الإرهاب المدعوم منهم؟ لماذا لا يفزعهم أو يحرك مشاعرهم الإنسانية المزعومة أن يفقد طفل أو جنين مازال فى بطن أمه (أباه) الذى لم يره بعد أو تركه وحيداً.. أو لزوجة ترملت.. وأم فقدت فلذة كبدها.. إلى هذا الحد لا يخجلون من أنفسهم من ازدواجيتهم من سياسات الكيل بمكيالين.

أتصور أن هناك من أراد افتعال (خناقة) بالقرب من العرس والفرح لإفساد سعادة الجميع.. هؤلاء لا يريدون لنا الخير على الإطلاق.. تزعجهم وتصيبهم بالجنون نجاحاتنا.. تراهم يدعمون الأشرار والعملاء وخونة الأوطان والأدهى والآمر هو رعايتهم واحتضانهم للإرهابيين.. فهذه هي لندن الملاذ الآمن لأباطرة الإرهاب والتطرف والعنف الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة والإنسانية ويخدعونك بالقول أن هؤلاء نجحوا في النفاذ من القوانين الإنجليزية.. وللأسف أجهزة مخابرات الغرب تستخدم هؤلاء الإرهابيين والمرتزقة والخونة والقتلة والذين انتهكوا بشكل بشع جميع أنواع حقوق الإنسان لنشر الخراب والدمار والفوضى.. فهؤلاء هم أسلحة وأدوات الغرب.. يمارسون نيابة عنهم بالوكالة ابتزاز الدول ومحاولة إخضاعها.. لا أدرى من هو علاء عبدالفتاح الذى انتفض من أجله الغرب.. وشكلوا حلقات الندب والصراخ والعويل على شخص مجرم.. حرض على قتل الأبرياء دون خجل.. ودون حياء.. ونصوص التحريض على القتل والخراب والفوضى موجودة وموثقة ثم تعاملت معه الدولة بالقانون الثابت والراسخ وهى جريمة مكتملة الأركان.. وصدر ضده حكم بعد المضي في جميع  إجراءات ومراحل التقاضي بنزاهة.. إذن هل يرضى الغرب على نفسه أن يقوم مجرم بالتحريض على قتل رجال الجيش والشرطة وإثارة الفوضى والخراب والتحريض عليها في بريطانيا أو ألمانيا أو غيرهما من الدول الأوروبية التي تتشدق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. يضيق صدر الغرب بالآراء التي تختلف مع آرائهم.. ولا يريدون سماعها يريدون فقط أن يسمعوا أنفسهم ومن على شاكلتهم.. فالذي حدث أمس الأول عندما منع مواطن مصري لديه وجهة نظر ورأى مختلفة حول قضية المجرم بالقانون علاء عبدالفتاح.. فهل هذه هي الحرية والتعددية والليبرالية التي يتاجرون بها أم أنها أعراض لمرض مزمن هو ازدواجية المعايير؟

علاء عبدالفتاح يعرفه المصريون جميعاً وهو مجرد جيفة.. وأداة استخدمها أعداء مصر في محاولة نشر الفوضى وإسقاط الدولة مع من هم على شاكلته من المرتزقة والعملاء والمأجورين والمدعومين من الغرب الذى جاء بشقيقته لتتحدث ببجاحة منقطعة النظير وهى تعلم ان شقيقها مدان وتدرك تفاصيل خيانته بالكامل لكنها لا تعرف الفضيلة وتريد أن تلوى ذراع الدولة المصرية.. وهى تنظم حدثاً عالمياً بنجاح وتفوق.. فلا أدرى عن أي حرية يتحدثون.. هل هي حرية الخيانة والتحريض على القتل.. فلا أحسب أن هناك من يرى المرتزق علاء عبدالفتاح نبياً أو رسولاً للسلام.. أو مبعوثاً للإصلاح.

الغرب المتغطرس الذى لم يتعلم الدرس وأدمن الابتزاز.. وازدواجية المعايير عندما يتعرض لمجرد شكوك لعملية إرهابية أو حادث طعن.. أو قتل تقوم الدنيا ولا تقعد.. ويتعاملون مع هؤلاء بإفراط فى استخدام القسوة والعنف.

من هو علاء عبدالفتاح هذا النكرة الذى يتحرك الغرب من أجله.. ألا يعرفون الجرائم التي ارتكبها.. انهم يعرفون ويعلمون جيداً.. وما هي حكاية الجنسية البريطانية «الديليفري» أو هى ليست ديليفرى ولكن جنسية عن بعد لم تأخذ مسار الإجراءات القانونية الصحيحة.. في الوقت الذى يلاقى الناس الآمرين ويتعذبون من أجل الحصول على الجنسية البريطانية وهناك من هم أصلح وأفضل من هذا «العلاء المرتزق» لكن من الواضح أن الجنسية تمنح وبدون أى تعب أو عذاب أو حتى إجراءات للمرتزقة والخونة والإرهابيين الذين يطلقون عليهم زوراً وكذباً معارضين.. وسيأتي اليوم الذى يلدغ فيه الغرب ويكتوى بنار الإرهاب والفوضى.. وسوف ينقلب عليهم هذا الوحش الكاسر الذى يغذونه ويسمنونه ليلتهم ويأكل الأخضر واليابس.. علاء عبدالفتاح مجرم بحكم القانون يلقى رعاية وإنسانية مثل كافة الذين وقعت عليهم العقوبة القضائية طبقاً لنصوص القانون.. ولكن الابتزاز الذى يمارسه الغرب وأسرة علاء نوع رخيص.

احتكار سناء سيف للمنصة خلال المؤتمر الصحفي وعدم السماح بعرض الآخرين لوجهات النظر والآراء المخالفة لأكاذيب سيف ورعاتها فى وجود رءوس ورموز حقوق الإنسان الدوليين إنما يكشف بجلاء أعراض مرض ازدواجية المعايير.. وزيف الشعارات التي يتاجرون بها من تعددية والرأي والرأي والآخر.. والحرية فى طرح ما تشاء من آراء ورؤي.. فالأسئلة التي وجهت للمنصة.. كانت على الهوى والمزاج من المناصرين والمؤيدين لسناء سيف فى حين ان المنصة التي تواجد عليها من يزعمون انهم رعاة حقوق الإنسان على المستوى الدولي رفضت حتى مجرد الاستماع إلى الآراء ووجهات النظر المخالفة.. فهل هذه هي الحرية وحقوق الإنسان التي يتشدقون بها أم أن هذه المنظمات الدولية ودعاة حقوق الإنسان يستخدمونها لأغراض وأهداف سياسية تفصل على هوى وأهداف الشيطان من هذه المنظمات المشبوهة التي تحركها أجهزة مخابرات معادية لمصر.. وتخدم أهدافهم ومشروع الفوضى والبلطجة وابتزاز الدول.

الحقيقة لا أدرى لماذا يتشدق الغرب بالشعارات والتفاهات خاصة وان المجرم علاء عبدالفتاح لم يقدم للقضاء بسبب رأى أو وجهة نظر.. أو حتى نقد حاد للدولة والمسئولين.. ولكنى متأكد أن الغرب يعرفه تماماً ويعلمه علم اليقين أن علاء عبدالفتاح وبشكل موثق متهم بالتحريض على قتل أبناء الضباط وتعذيب أمهاتهم وهذا عمل إجرامي إرهابي.. خطه بيده.. وأيضاً كتب على صفحته أن أخبار قتل الضباط تسعده وغيرها من الجرائم.. وهو مجرد مواطن مصري يخضع لقانون البلاد.. وإذا تجاوز القانون ونصوصه وهدد أمن المجتمع وسلامته وحرض على القتل فانه يحاسب بالقانون.. لكن السؤال الذى يطرحه الجميع على الغرب لماذا علاء عبدالفتاح بالذات؟.. أجيب أنا.. لأنه ببساطة رجل الغرب الذى ينفق عليه بسخاء.. لأنه عميلهم وأداتهم في تنفيذ التعليمات والأوامر بالتحريض والدعوة إلى إثارة الفوضى كما ان علاء عبدالفتاح هذا المجرم لا ينتمى لأى قيمة أو فضيلة أو مبدأ أو أخلاق.. منفلت سلوكياً وأخلاقياً.. وليس لديه عيب أو حرام.. أو خطأ.. هو نسخة من المنسوخات الغربية التي نراها في كثير من الأحيان.. من المخنثين والشواذ لأنه رجلهم وأحد أهم أدواتهم فقد تركوا كل تحديات وشواغل العالم وتفرغوا لعلاء عبدالفتاح.. والسؤال ماذا لو كان علاء عبدالفتاح مواطناً بريطانياً أو ألمانيا؟ وحرض على قتل الضباط الإنجليز أو الألمان.. وقتل أطفالهم وتعذيب أمهاتهم هل كانوا سيطلبون العفو والتسامح معه؟.

الحقيقة لا.. كان سيقدم إلى المحاكمة وينزلون به أشد العقاب وسيكون حديث أوروبا والغرب بالكامل حول إدانة ورفض ما يقول وانه إرهابي ومجرم وهمجي.. وعديم الأخلاق والإنسانية.

لا أدرى ما سر التناقض الذى يعانى منه الغرب.. وما هي هذه الازدواجية وسياسات الكيل بمكيالين.. تختلف المعايير والمعاملات والمواقف تجاه قضايا واحدة.. ولا أدرى لماذا ترق قلوب «الغرب» على الضباط الذين يسقطون شهداء على أيدى الإرهابيين.. ولماذا يستضيفون هؤلاء الإرهابيين والمتطرفين ويقدمون لهم الرعاية والاستضافة والملاذات الآمنة.. ليس هذا بحسب بل يدعمونهم بالمال وتوفير المنابر الإعلامية لهم حتى يواصلوا الحرب ضد أوطانهم.. لكن السؤال ماذا يعنى ذلك؟ وبماذا نفسر مواقف الغرب المريضة بالازدواجية واختلاف المعايير؟

قولاً واحداً.. إن هؤلاء الإرهابيين والمجرمين مجرد أدوات ودمى واتباع للغرب.. قاموا بتربيتهم على الخيانة لأوطانهم.. وتأجيرهم لأداء أي أدوار تطلب منهم من أجل الهدم وإثارة الفوضى.

السؤال المهم- البريطانيون يعلمون جيداً أن الإخوان جماعة إرهابية.. وأن بريطانيا هي أكثر من تعرفهم فهي التي أسست الجماعة الإرهابية ومولتها ودعمتها لذلك تشكل الحاضنة الرئيسية والمهمة للإرهاب وتغدق الاهتمام والرعاية والدعم على رموز التطرف والتشدد ثم تجدهم يحاولون خداع الشعوب.. بأنهم ضد الإرهاب والتطرف ويدعمون حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية إذن نصدق من؟.. وما هي علاقة الإرهاب الذى تستضيفه وتدعمه.. وحقوق الإنسان التي تتاجر بها وتستخدمها فزاعة للدول الأخرى.. فهل الإرهاب والقتل والعنف والتطرف وخيانة الأوطان والتحريض على قتل الناس من حقوق الإنسان؟.. أم أنها عميت الأبصار والقلوب أم أن البجاحة بلغت ذروتها لديهم ولم يعد في الوجه حمرة خجل.

أكاد أجزم أني أصبحت أعرف جميع مرتزقة الداخل وذيول الخارج الذين يتحركون وفقاً لريموت أعداء مصر مقابل الأجرة والدولارات.. لذلك مهما فعلت معهم وحاولت إصلاحهم وإدماجهم لن تفلح كل هذه المحاولات وستفشل لأن الخيانة التي ينتهجها هؤلاء هي مصدر وجودهم وأهميتهم ورزقهم وتجارتهم ولا يعرفون غيرها.. لأنها تلبى أمراض النضال والكفاح حتى ولو على حساب جثة الوطن.. جميعنا يعرف ويعلم حجم التمويل والمرتبات الشهرية لهؤلاء المرتزقة والخونة لم تعد بشكل مباشر يتلقونها في السفارات في زيارات نص الليل.. ولكن أصبحت الآن في شكل موقع إلكتروني.. في دهاليز وكواليس بعض الشركات.. تمويل من الباطن.

هؤلاء العملاء والمرتزقة والخونة يحظون بالرعاية والاهتمام عند الحاجة إليهم لكن سرعان ما تنتهى صلاحيتهم يلقون على الفور فى أكوام القمامة وفى مزبلة التاريخ حتى من يزعمون انهم مطمئنون فى الخارج وبعيدون عن الحساب والقانون.. يعيشون مثل الموتى ما بين مطرقة تهديد الأسياد بتسليمهم إلى أوطانهم مثل المأجور معتز مطر ومحمد ناصر وسندان التسليم إلى بلدانهم.. ليقدموا إلى محاكمات عادلة على ما اقترفوا من خيانة وتحريض.. هم مثلاً مجرد جيف عفنة.

لذلك لا يجب إن نسمح لأحد أن يختطف فرحتنا الغامرة بالنجاح العظيم الذى حققته مصر في تنظيم واستضافة قمة التغيرات المناخية وهو الأمر الذى جسد قدرة وقوة واحترافية وتطور الدولة المصرية.. وثقة العالم التي ترسخت في القدرة المصرية.. ليس فقط في الإجراءات والترتيبات والإمكانيات ولكن القدرة على قيادة العالم في معالجة قضية التغيرات المناخية بطرح الرؤى والأفكار واطلاق المبادرات والقدرة على التعاطي مع تحديات التغيرات المناخية.. ونجاح كبير في تحويل مسار العالم والدول المتقدمة الأكثر إسهاما في هذه الظاهرة من التعهدات والوعود إلى الجدية والتنفيذ على ارض الواقع.

بصراحة أنا فخور جداً.. ليس فقط لأن مصر حققت مكاسب اقتصادية وترويجية ونجاحات كبيرة في الطاقة المتجددة والنظيفة وستكون مركزاً إقليميا ودولياً للهيدروجين الأخضر.. وعوائد السياحة والاستثمار لكن سعيد بأنني أرى قدرة ببلدي تتجلى لتصل إلى ذروتها وتفوق في تنظيمها دولاً كبيرة وغنية ولا أقول أكثر منا تقدماً فأرى أن التقدم متعلق بالقدرات العظيمة ونحن شعب مصر اكثر الشعوب في العالم قدرات عقلية وذهنية والدليل حضارتنا وتاريخنا وقدراتنا الفائقة على تحويل الانكسارات إلى انتصارات.. ونحن أيضا من نجحنا كثيرا في تحدى التحدي وهزيمة المستحيل.. ونحن أيضا من علمنا العالم كيف يتقدم ويتعلم.

افرحوا وافخروا بمصر ولا تشغلكم سفاسف وتوافه الأمور التى تصدر من الأقزام والصغار والخونة والعملاء الذين رضعوا لبن الخيانة.. وباعوا انفسهم وشرفهم لأعداء أوطانهم.

افرحوا وافخروا بحصاد 8 سنوات من العمل المستمر.. جاء نجاح تنظيم واستضافة قمة المناخ بشرم الشيخ أحد ثمار هذه الجهود الخلاقة.

أين حقوق الإنسان التي يتشدق بها الغرب إزاء رفض استقبال المهاجرين وتركهم في عرض البحر للموت غرقاً وجوعاً وعطشاً بل وبتحويل البحر المتوسط إلى مقبرة مائية وأين الغرب من قتل الأطفال في الأراضي المحتلة وهدم منازلهم وتشريد الشعب الفلسطيني؟!

وأين الغرب من ملايين الشهداء الذين سقطوا في العراق وسوريا وليبيا والصومال وغيرها من البلدان التي تآمروا عليها وغيبوا عقول شعوبها ووعدوها بالحرية والديمقراطية والازدهار والرفاهية فحصدت الفوضى والمرارة والتشرد وضياع أوطانها وتحولها إلى أطلال؟.. ماذا قدموا لدول العالم التي باتت تئن من ويلات مؤامراتهم وانتهاكاتهم أم أنهم مازالوا يصرون على الخداع والغطرسة والازدواجية؟!