رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


قول لين.. عندما تتحدث بريطانيا عن الحقوق

11-11-2022 | 20:35


محمد سعيد,

حالة من الضحك تصل إلى حد البكاء تنتابنى عندما أسمع أو أقرأ أن بريطانيا أو أمريكا وبعض دول أوروبا تتحدث عن حقوق الإنسان خاصة أن تاريخ تلك الدول زاخر بعكس ما تحمله كلمة «الحقوق» من معان.. وكى لا تقع فريسة بين ما يذكره التاريخ حول هذه الدول، وبين تصديق ما يخرج على لسان مسئوليها فيما يتعلق بمصطلح حقوق الإنسان.. يجب عليك أولا أن تعرف من هو الإنسان الذى تنتفض تلك الدول للدفاع عنه، وأن تعرف أيضا ما هو مفهوم حقوقه وحرياته التى تنشدها تلك الدول؟.. وهل ذلك الإنسان هو المواطن البسيط؟ .. وهل الحقوق والحريات التى تعنيها تلك الدول هو الحق فى الحياة بأمان وسلام بعيدا عن الاضطرابات؟.. وذلك فى حالة إن كان لهم الحق أصلا فى التدخل فى شئون الدول الأخرى وتحديد مصير شعوبها، وهو فى الأساس يتنافى مع مفهوم الحقوق والحريات.

الإجابة عن تلك الأسئلة تكشفها ببساطة مواقف تلك الدول نفسها وتصريحات مسئوليها.. ووفقا لتلك المواقف والتصريحات فإن الإنسان الذى يدافعون عنه هو «عميلهم» الذى يستقوى بهم على بلده وأهلها.. وحقوقه وحرياته التى تسعى تلك الدول لضمان سريانها هى «حريته» فى التخابر.. وحقوقه فى نشر العنف والتشجيع على الهدم.

لذا فإنه من المهم والمطلوب من كل مواطن أن يكون على دراية بالمعنى الصحيح للمصطلحات، قبل التعاطف مع أى مدعى للمظلومية.. فنحن فى زمن اختلطت فيه المصطلحات بعدما تلاعب بها الغرب طوال سنوات ماضية.. فأصبح العميل يجاهر بخيانته ويتباهى بها مستندا على دعم الغرب الذى يسخر له كل ما يملك من أسلحة الأجيال الجديدة من الحروب.. وسرعان ما تدور آلة الدعاية الغربية.. فتتصدر أخبار العملاء بين حين وآخر وسائل إعلام الغرب، ويعقد لهم أو حولهم مؤتمرات صحفية، وتصدر المنظمات الدولية التى يسيطر عليها الغرب بيانات الدعم بهدف رسم صورة ذهنية تجعل من "الخائن" بطلا ومناضلا.. بينما يصبح المدافع عن وطنه متهما بالنفاق.