رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


السويدية اندت : الرئيس السيسي إنسان ودود.. والدراجة رسالتي للعالم من مؤتمر المناخ «حوار»

12-11-2022 | 13:07


الناشطة السويدية

محمود أسعد

ما أجمل أن يعيش الإنسان من أجل هدف ما، إذا كان هذا الهدف نبيلا وساميا، أن تضحي براحتك، وتؤرق مضاجعك، وتدفع بنفسك إلى حد الخطر ليس بالأمر اليسير، خاصة لو كنت قد تخطيت العقد السابع من العمر.

ما أجمل أن تضع إنقاذ حياة الأجيال القادمة من البشر نصب عينيك، أن تواجه الخطر عوضا عن غيرك، أن تقاتل من أجل الآخرين، أن تعيش حياتك لأجل هدف واحد سام لم ولن يفارق ذهنك أبدا حتى تفارق الروح جسدك، فاذا تحقق صرت ذلك المحارب الشرس الذي ينال الراحة أخيرا بعد طول قتال.

هكذا عاشت الناشطة السويدية «دوروثي هيلدبراندت"» حياتها، عاشت من أجل الآخرين، عرضت نفسها للخطر وامتطت دراجتها الهوائية وهي بنت الثانية والسبعين من العمر، قادمة من بلدها السويد متجهة إلى شرم الشيخ لا لشيء إلا لحضور قمة المناخ كوب27، ولتوصل لقادتها رسالة واحدة مفادها .. أنقذوا أحفادنا.

لقد كانت قصة دوروثي مليئة بالإلهام، ولأجل ذلك قررنا أن نصل إليها لنعرف منها تفاصيلها، ولكي نسألها عن أسبابها، علًنا نستفيد منها ونستذيد.

ما الذي دفعك إلى ركوب دراجتك كل هذه المسافة وتعريض نفسك لكل هذه الأخطار والإرهاق؟

إن السبب الحقيقي الذي يدفعني لفعل هذا هو اهتمامي بالأطفال والأبناء والأجيال القادمة، ليس فقط في بلادي، بل في العالم كله، لذلك فأنا آمل أن يكون لديهم عالم جيد يعيشون فيه، فأنا آمل أن يتوقف الانقراض المستمر للحيوانات، فمن المهم لدي أن تعيش جميع الأنواع، ولكن و لسوء الحظ، فعلى ما يبدو فإن قادة العالم لا يهتمون بذلك، حيث كان هناك ست وعشرون قمت مناخ سابقة، وهذه هي السابعة ولعشرون حتى الآن، ولم يتغير شيء إلى الأفضل.

قادة العالم لديهم فقط الكلمات الجوفاء التي يقولونها في كل المحافل ترضية للناس، ولكن سرعان ما تتبدل هذه الكلمات إلى العكس بمجرد عودتهم إلى منازلهم، فعلى سبيل المثال فلقد قام كلا من جو بايدن وبوريس جونسون بتوقيع العقود مع شركات الوقود الأحفوري، بالرغم من تظاهرهم الدائم بدعم قضية المناخ، علاوة على ذلك ، أتمنى أن تحصل الدول الأفريقية على العدالة المناخية، وأن يتم تعويضهم عن كل تلك الخسائر والأضرار التي لحقت بهم نتيجة إهمال الدول الصناعية الكبرى، وإفراطهم في استخدام الوقود الأحفوري.

* ما كواليس حديثك مع الرئيس السيسي، وكيف كان الاستقبال الذي حصلت عليه في مصر؟

 الرئيس السيسي رحب بي في الصباح وأعتقد أنه شكرني لقدومي إنه إنسان ودود، أثناء ركوب الدراجة معه، لم نتحدث مع بعضنا البعض ولكن بعد الانتهاء من ركوب الدراجة، وعندما كان في طريقه لدخول سيارته، سألته، لماذا لا يُسمح بالتظاهر في شوارع شرم الشيخ؟ لماذا لا يوجد إلا منطقة واحدة محددة للتظاهر لا يعرفها أحد؟ أين هي تلك المنطقة؟ فأجابني بأن المظاهرات مسموح بها في كل مكان بشرم الشيخ والقاهرة، هذا كان رده.

وبالحديث عن الاستقبال الذي حظيت به، وصلت بالعبّارة من العقبة إلى نويبع حوالي الساعة 1 صباحًا، وهناك انتظرت قليلاً سيارة أجرة تم طلبها مسبقًا، وعندها اصطحبتنا الشرطة إلى نزل حبيبة (قريبتها التي تعيش في مصر)، حيث مكثت هناك بعد ذلك.

وفي اليوم التالي، كان ضابط من البوليس يزور نزل حبيبة طوال الصباح، و إذا كنت أتذكر جيدًا، فهو لم يغادر الكوخ قبل الساعة 2 مساءً، وذلك حسبما أخبرني مالك النزل بعد ذلك، حيث أن الشرطة تحدثت معه عني.

*هل تعتقدين أن قادة العالم يمكنهم إيجاد حل لأزمات المناخ التي تواجه كوكبنا هنا في هذه القمة؟

أنا متأكدة من ذلك، لكن يتعين عليهم مغادرة منطقة الراحة الخاصة بهم واتخاذ القرارات غير المريحة.

* هذه ليست المرة الأولى التي تحضرين فيها إلى قمة مناخ بالدراجة لماذا الدراجة على وجه التحديد؟

الذهاب بالدراجة هو أحد أكثر طرق السفر استدامة، لقد أدركت أيضا أنه إذا كنت - في سني، وركبت دراجتك قاطعا كل تلك المسافة إلى شرم الشيخ، فسوف تحظى رساتك باهتمام أكبر أكثر من مجرد ركوب القطار أو الطائرة.

* وما الرسالة التي تريدين إيصالها للعالم؟

علينا أن نتحرك الآن لوقف تغير المناخ والحفاظ على الاحترار أقل من +2 درجة مئوية ، ويفضل أن يكون أقل من + 1.5 درجة مئوية علينا القيام بكل الأشياء الضرورية لذلك، حتى لو شعرنا بعدم الراحة. علينا أن نهتم بأجيالنا القادمة.

* هل كانت قمة جلاسكو هي أول قمة حضرتيها لركوب الدراجات؟

نعم وكانت المرة الأولى التي كنت أذهب فيها إلى مؤتمر الأطراف.

*منذ متى وأنت نشطين في المجال البيئي؟

لم يكن لدى والديّ الكثير من المال، على الرغم من أنني تعلمت التصرف بطريقة مستدامة ، لكنهم استخدموا الفحم والزيت لاحقًا للتدفئة ، لأنهم لم يعرفوا جيدًا كم هو خطر استخدام تلك الأشياء، ولكن على الرغم من ذلك فقد كنت أتصرف بشكل صديق للبيئة معظم حياتي وبعد ذلك فهمت من الناشطة السويدية جريتا ثونبرج، كم هو سيئ استخدام تلك الوسائل كمصدر للطاقة والحرارة، واليوم وبدأت المشاركة في مظاهرات FridayForFuture لمكافحة هذه التصرفات.

*ما رسالتك لقادة الدول الصناعية الكبرى؟

أود أن أضيف بعض الأسئلة لقادة دول شمال الكرة الأرضية:

ألا تخجلون من التوقيع على أوراق في مؤتمرات الأطراف ثم لا تهتمون بالاتفاقيات؟

ألا تخجلون من أنكم تفضلون المال والسلطة على الاهتمام بالأشخاص الذين صوتوا لكم؟

ألا تخجلون من حقيقة أنكم لا تحبون أطفالكم وأحفادكم؟