رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الإرادة المصرية.. وتحول مواقف الكبار

13-11-2022 | 20:24


عبد الرازق توفيق,

قلت بالأمس إننا نعيش عصر الأقوياء الذي لا وجود فيه للضعفاء.. فالقوى لا يحب إلا القوي مثله.. فليس حباً وغراماً وهياماً، أن تخشاه، وتحذر منه ولا تمس حقوقه.. وإنما بعد ما اختبرته عشرات المرات فوجدته صلباً فتياً، صامدًا أمام كل محاولات فرض النفوذ والهيمنة ولم يستسلم من فرط الاستهداف.. بل واجه بشجاعة وحسم وانتصر فؤ النهاية بأروع ما يكون الانتصار قالها هنرؤ كيسنجر قديماً، وهو الخبير والمفكر السياسى الداهية: «أمريكا تحب الأقوياء» ولأن «مصر- السيسى» أدركت ان امتلاك القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة بالمفهوم الجامع هو السبيل الوحيد للصمود والبقاء فى مواجهة أعتى التحديات والتهديدات والاستهدافات.. وزد على ذلك المؤامرات والمخططات.. مصر سعت لامتلاك وبناء القدرة فدانت لها بعد سنوات بعد العمل والصبر والتضحيات والرؤى والأفكار وفلسفة الحكم الفريدة والاستثنائية فما أعظم الإدراك إنك في أشد الاحتياج إلى بناء القوة والقدرة وأن تعي دروس الماضي جيداً ولا تسمح بتكرارها.. فاستيعاب الدروس وامتلاك الخبرات هو المبدأ الأساسي في بناء القوة والقدرة التى تقيك شرور الأشرار.

يقيناً ان الكلمات والعبارات تجسد مفهوم البناء والعمل.. فلعل إستراتيجية ومفهوم ودلالة «العفى محدش يقدر يأكل لقمته» نراه واقعا على أرض مصر الطيبة.. وهو نتاج فكر واخلاص وشرف وحرص على خلود هذا الوطن تبناه ورسخه وبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي.

القوة ليست فقط عضلات وهو أمر مطلوب فى هذا العالم المتصارع والمضطرب والذى لا يرى إلا مصالحه وأهدافه وتحقيق أطماعه تماماً مثل سياسة الغاب يجد القوى فيها الضعيف مجرد فريسة يجهز عليها.. ويلتهمها بلا رحمة فمهما روجنا من الانسانيات فإننا نعيش فى عالم بلا قلب، لذلك فإن مفهوم بناء القوة والقدرة الشاملة يتجاوز معنى واحداً.. ولكن يتضمن مكونات عديدة ومختلفة.. فليست فقط القوة والقدرة العسكرية والأمنية والمعلوماتية وان تستطيع ان تطال مختلف التهديدات أينما كانت ولكن من مكونات القدرة هو الاستقرار السياسى والاجتماعى والأمنى والاقتصادى المدعوم بوعى جمعى وطني.. يفضى إلى اصطفاف حقيقى خلف القيادة السياسية لتستطيع بثقة واقتدار مجابهة ومواجهة مختلف التحديات والتهديدات والحقيقة ان الشعب المصرى منح العالم درساً فريداً واستثنائياً فى امتلاك الوعى الحقيقى والفهم الصحيح.. رغم الضغوط والضخ المتواصل على مدار سنوات وصل ذروته فى ترويج الأكاذيب والشائعات وحملات التحريض والتشكيك والتشويه والتسفيه بما لا تطيقه الجبال.. فقد كان الله فى عون العقل المصرى الذى يراد له الانحراف والاستدراج إلى الفوضي، لكنه حقق المفاجأة التى أبهرت الجميع.. وجعلتهم يجرون أذيال الهزيمة والفشل شعارهم (انه لا فائدة) لقد أدار المصريون ظهرهم لكل محاولات الهدم والتدمير والتحريض.. ولقنوا أعداء مصر درساً قاسياً كعادتهم، فهم من يصنعون دائماً اللحظات الفارقة والأمجاد العظيمة فى سجل تاريخ هذا الوطن.. خرجوا من سيل التشكيك والتحريض أقوى اصطفافاً ووعياً وفهماً.. فعادت مؤامراتهم أدراج الرياح ثم بدأت المواقف فى التحول والتغيير الجذرى وباتت الأدوات من المرتزقة والمأجورين والعملاء والخونة تحت سيف الحساب والعقاب على ما اقترفته أياديهم من خيانة وأصبحوا أمام أسيادهم مجرد قمامة يستعدون لإلقائها فى سلات المهملات وأكوام القمامة.. هكذا فعل وعى وذكاء وعبقرية المصريين فى أعدائهم.

القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة ليست فقط فى قوة السلاح.. والجيوش، لكن فى قوة الوعى والالتفاف والاصطفاف من أجل استقرار الوطن وامتلاك قدرات سياسية ودبلوماسية وثقل ودور ومكانة وقدرة اقتصادية وما تملكه من فرص هائلة وغزيرة فى قدرة على تلبية احتياجات الشعب.. وتأمين متطلباته وحمايته من العوز فى ظل وأخطر تداعيات للأزمات العالمية الخانقة مثل جائحة كورونا وويلات الحرب الروسية- الأوكرانية.. والثقة فى وعى الشعب وفهمه.. وجينات الحضارة والعظمة التى تجرى فى عروقه.

إن محاولة تفريغ القدرة الشاملة والمؤثرة من معانيها الحقيقية وقصرها على القوة العسكرية والأمنية هو قصر نظر.. لذلك فإن عبقرية رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى تجلت فى بناء ملحمى لهذا الوطن.. طغت عليها شمولية الرؤية سواء الجغرافية فى كافة ربوع البلاد أو الفنية فى كل المجالات والقطاعات أو تنوع وتعدد القدرة لتراها عسكرية وأمنية واقتصادية واجتماعية وعلمية وفكرية وإعلامية كل ذلك عندما يرتكز على اصطفاف ولحُمة وطنية والتفاف شعبى حول القيادة السياسية التى يتسم أداؤها بالتفرد والاخلاص والشرف والصدق والثقة.. فالنتيجة الحقيقية.. هى قوة واثقة وقدرة شاملة تجعل الوطن يقف على أرض شديدة الصلابة وتجبر كل أصحاب المواقف الحادة والمعادية والمناهضة لمصر على التراجع والتحول.. والتقرب من مصر لذلك فنحن أمام تجربة مصرية فريدة واستثنائية وشديدة الخصوصية قادها الرئيس السيسي، وعمل عليها على كل المحاور ومكونات القدرة الشاملة والمؤثرة.. السؤال الذى يدور الآن فى أذهان الجميع لماذا هذا التحول الكبير فى الموقف الأمريكى تجاه مصر؟ وماذا عن كل هذا المديح والثناء والاشادة بمصر ورئيسها؟ ودورها فى العديد من القضايا والملفات التى سوف نتحدث عنها فى السطور القادمة.. لماذا هذا التوافد الأمريكى غير المسبوق من رئيس أقوى وأكبر دولة فى العالم جو بايدن ورئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى ومستشار الأمن القومى الأمريكى ووزير الخارجية الأمريكي؟ فلأول مرة يزور الرئيس الأمريكى ورئيسة مجلس النواب معاً دولة.. وحدث ذلك فى مصر وخلال قمة شرم الشيخ للتغير المناخى التى لاقت نجاحاً كبيراً وغير مسبوق.. أشاد به كافة زعماء ورؤساء العالم وفى مقدمتهم الرئيس الأمريكى ورئيسة مجلس النواب.

تساؤلات كثيرة وعديدة تدور في أذهان ورؤوس الجميع.. عن هذا الإقبال الأمريكى على مصر.. وهذه الحفاوة والمديح عن دورها ومكانتها.. وما حققه قائدها، هل استيقظ الأمريكيون فجأة على أهمية وقيمة ومكانة مصر أم أن هناك أسباباً ومحاور أخرى لهذا الإقبال الكبير والإشادة والكلمات الإيجابية؟.

الحقيقة أننى لن أركز على الرؤية الأمريكية التى تستهدف الاقتراب من منطقتى آسيا الوسطى والشرق الأقصى لمواجهة الصين وروسيا.. فهذا لا يشغلنى ولا اعتد به كعامل مهم لتحول الموقف الأمريكي.. لكننى أرى ان هذا التحول يعود بالدرجة الأولى إلى صلابة الإرادة المصرية النافذة التى نجحت الدولة المصرية من خلال التمسك بثوابتها ومبادئها دون الخضوع أو الركوع لأى قوة تحاول ان تفرض شروطاً أو تمارس تدخلاً وابتزازاً.. لذلك فإن الإرادة المصرية نجحت فى فرض ثوابتها وتخلى الجانب الآخر تماما عن الأحاديث السابقة والتى بدت للجميع على خلاف مع الدولة المصرية.. لكن هذا التحول فى الموقف الأمريكى لم يأت صدفة أو اعتباطاً ولكن نتاج رؤية مختلفة لقوة الدولة المصرية.. وهو ما أعاد العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعى.. وهو ما أكد وجسد علاقة مصر القوية والإستراتيجية مع الجانب الأمريكى مهما اختلفت الإدارات.. فالرئيس السيسى كان على علاقة قوية مع الرئيس السابق دونالد ترامب.. وهى هى علاقة الرئيس السيسى مع الرئيس جو بايدن ونانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكى فى أفضل حالة وفى أوجها.

العلاقات المصرية- الأمريكية رغم كونها علاقات إستراتيجية وشراكة شديدة الخصوصية على مدار أكثر من 40 عاماً إلا أنها تعرضت خلال الـ10 سنوات الأخيرة إلى حالة من المد والجزر وواجهت متغيرات ومنعطفات مختلفة ولكن الثبات المصرى والإرادة المصرية وتمسكها بثوابتها بالاضافة إلى قدرتها على عبور كل التحديات والتهديدات والتعنت ومحاولات التدخل السافر،، والإملاءات الفجة.. ولم تعبأ ولم تستسلم لهذه المحاولات.. وبدت أقوى عشرات المرات من ذى قبل.. وهو ما نجح فى تغيير وتحول الموقف الأمريكى طبقاً لتقديرات موقف وحسابات أمريكية على درجة كبيرة من الاحترافية.. فالدولة المصرية فى عهد الرئيس السيسى أشد صلابة.. وأبطلت كل الرهانات الأمريكية والغربية على قوى إقليمية باءت بالفشل.. فبات حتمياً ان تغير وتستبدل القوى الكبرى رهاناتها وتعويلها لذلك لم تعد الولايات المتحدة تعول على أى قوة إقليمية لقيادة المنطقة.. والحفاظ على أمنها واستقرارها سوى مصر.. ولعل اتصال الرئيس الأمريكى جو بايدن بالرئيس السيسى لتقديم الشكر لنجاح مصر فى التوصل إلى تهدئة بين الجانب الفلسطينى والجانب الإسرائيلى ووقف إطلاق النار وساعتها قال بالنص «إن العالم يعول على مصر فى قيادة المنطقة والشرق الأوسط وأفريقيا وشرق المتوسط».. والحفاظ على أمنها واستقرارها من خلال سياسات حكيمة ومتزنة ترتكز أيضاً على قوة وقدرة مستحقة.. وتتسق مع سياسات مصر فى الجنوح إلى السلام والتسويات السلمية وإنهاء الصراعات والحلول التفاوضية ووجود فلسفة ورؤية شاملة تتمثل فى الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدولة والقضاء على الإرهاب وخروج القوات الأجنبية من أراضى الدول ذات السيادة وأيضاً خروج الميليشيات والقوات المرتزقة والمقاتلين الأجانب.. بالإضافة إلى تبنى مصر للمفهوم الشامل للدولة الوطنية والحفاظ على مؤسساتها وفى مقدمتها الجيوش الوطنية وهى القادرة على التصدى للتحديات الأمنية والجماعات الإرهابية واستعادة الأمن والاستقرار فى بعض دول المنطقة التى تعانى من أزمات منذ 2011 بالإضافة إلى الاحتكام إلى القوانين الدولية وقرارات الشرعية والمرجعيات الدولية.. تلك هى أهم مكونات السياسة الحكيمة التى أحبطت جميع السياسات الغاشمة والمتهورة التى تسببت فى إحداث فوضى واضطرابات بالمنطقة.

حالة الغزل والرومانسية بين الدول لا تأتى من فراغ أو صدفة ولكن تحركها دوافع المصالح المشتركة المتبادلة.. وما لدى الطرفين من فرص ومنافع ومكاسب وأدوار إستراتيجية لذلك فالتحول فى الموقف الأمريكى تجاه مصر كما قلت جاء محصلة جهود مصرية وإرادة صلبة وقوية وتطور فى قدرة الدولة المصرية.. بالإضافة إلى فشل الرهان على بعض الدول الإقليمية التى تسببت فى أزمات واضطرابات وفوضى وأدت إلى الإساءة وتراجع الدور الأمريكى لذلك عادت العلاقات الطبيعية بين القاهرة وواشنطن على أساس من إدراك أهمية هذه العلاقات وإستراتيجيتها وثقل ومكانة الدولة المصرية وقدرتها الفائقة على قيادة المنطقة.

تعالوا نحلل ما جاء فى لقاء الرئيس السيسى ونظيره الأمريكى جو بايدن.. وأتوقف هنا عند ثابت مهم فى السياسة المصرية وعلاقات مصر الدولية أكد عليها الرئيس السيسى سواء فى لقاء بايدن أو نانسى بيلوسي.. وهو الارتقاء بعلاقات الشراكة وتعزيزها فى مختلف مجالات التعاون الثنائى فى إطار الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.. وعليك ان تضع عشرات الخطوط تحت عبارة الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة لأنها تشكل مبدأ حاكماً ومحورياً فى السياسات المصرية فمصر تتعامل مع الجميع على الصعيدين الدولى والإقليمى وبخاصة القوى الكبرى فى العالم على أساس الندية والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وهى المواصفات والاشتراطات المصرية لأى علاقات دولية.

حالة الاحتفاء الأمريكى بمصر سواء من الرئيس بايدن أو نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب أو جيك سوليفان مستشار الأمن القومى.. والحديث الأمريكى ان مصر حليف وصديق إستراتيجى وانها أم الدنيا، ومهد الحضارات والآثار وأرض الهرم ومن الطبيعى والمنطقى ان تنطلق منها قمة المناخ العالمية.. لانقاذ البشرية والكوكب وهذا السخاء الأمريكى لم يأت أيضاً من فراغ فعلاقات الدولة تشكلها المصالح المتبادلة.. والأدوار المهمة.. والثقل والمكانة والقوة والقدرة وأمريكا تحب الأقوياء الذين نجحوا فى عبور كافة التحديات والاختبارات وصمدت وعبرت.. لكن أؤكد ان هذا الاحتفاء والتحول فى الموقف لم يكن اعتباطياً أو رومانسية أمريكية حالمة ولكن طبقاً لمعايير وتقديرات موقف وحسابات دقيقة أكدت حتمية وأهمية العلاقات الطبيعية والقوية مع مصر وانها الدولة المحورية والقادرة بحكمة واقتدار على قيادة المنطقة ومن المهم عودة العلاقات بين القاهرة وواشنطن إلى طبيعتها ومسارها الطبيعي.

لك ان ترصد الاشادات الأمريكية التى أطلقها الرئيس جو بايدن لمصر وقيادتها السياسية كالآتي:-

أولاً: الرئيس الأمريكى ثمن العلاقات المصرية- الأمريكية وان أمريكا تعتبر مصر صديقاً وحليفاً قوياً تعول عليه فى المنطقة.. وفى ضوء الثقل السياسى الذى تتمتع به مصر ودورها المتزن فى محيطها الإقليمى واسهاماتها بقيادة الرئيس السيسى فى تحقيق الاستقرار لكافة شعوب المنطقة.. يقينا ان هذا التحول والثناء والاشادة الأمريكية يجسد نجاح وقوة وصلابة الإرادة المصرية.. وان هذا التحول هو نتاج طبيعى لقوة وانتصار الإرادة المصرية وتمسك مصر بثوابتها ومبادئها.. وعدم تراجعها عنها.. وقدرتها على الصمود فى مواجهة تحديات جسام فرضت عليها.

ثانياً: الرئيس الأمريكى بايدن ثمن أيضاً الجهود المصرية الحثيثة والمحورية فى القضية الفلسطينية والحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي.. وهو ما يجسد الثقل والدور المصرى والمكانة المستحقة والقدرة على قيادة المنطقة بحكمة واقتدار وان العالم وفى مقدمته الجانب الأمريكى يعول على هذه القيادة الحكيمة والمتزنة للشرق الأوسط.

ثالثاً: أشاد الرئيس الأمريكى جو بايدن بما تتحمله مصر من أعباء بقيادة الرئيس السيسى فى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف ومعرباً عن دعم الإدارة الأمريكية لتلك الجهود ومؤكداً ان مصر تعد شريكاً مركزياً فى التصدى لتحدى الإرهاب العابر للحدود.

رابعاً: توافق الرؤية الأمريكية ودعمها للحفاظ على أمن مصر المائى خاصة فيما يتعلق بقضية سد النهضة وتمسك مصر بحقوقها المشروعة وحصتها من مياه النيل والوصول لاتفاق قانونى ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.

خامساً: توافق الجانب الأمريكى مع الرؤية المصرية التى أكدها الرئيس السيسى حول أزمات سوريا وليبيا واليمن.. بأهمية الوصول إلى تسويات سياسية لتلك الأزمات ترتكز على ترسيخ مفهوم الدولة الوطنية ومؤسساتها وجيوشها الوطنية لاستعادة الأمن والاستقرار وإنهاء تواجد المرتزقة والميليشيات الأجنبية من دول المنطقة وعدم التدخل الأجنبى فى شئونها الداخلية وخروج القوات الأجنبية من أراضيها.

سادساً: الرئيس عبدالفتاح السيسى أطلق نداء السلام التاريخي، وطالب العالم بايقاف الحرب الروسية- الأوكرانية من أجل إنهاء الدمار والخراب والقتل والمعاناة التى تتلقاها الدول النامية وشعوبها.. وكان من المهم لقاء الرئيس الأمريكى جو بايدن للتباحث حول هذه القضية وتداعياتها السلبية على مستوى العالم خاصة فى قطاعى الغذاء والطاقة وربما اشتم على المستوى الشخصى رائحة حلحلة لهذه الأزمة العنيفة وهى الحرب الروسية- الأوكرانية سواء فى ظل انسحاب روسيا من «خيرسوف» أو اقتراب لقاء أمريكي- روسى فى مصر قريباً لبحث بعض القضايا المهمة وعلى رأسها الأسلحة النووية وهو ما يفتح المجال للحوار والتناقش حول آليات وسبل إنهاء هذه الحرب.

سابعاً: الاشادة الأمريكية سواء من الرئيس جو بايدن أو رئيسة «النواب» الأمريكى بروعة التنظيم المصرى لقمة المناخ العالمية والمديح فى القدرات المصرية وأهمية هذه القمة تحديداً ووصفها بالأهم تاريخياً ثم القرارات الأمريكية سواء منح مصر نصف مليار دولار لمشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة و150 مليون دولار لأفريقيا وجعل مصر عاصمة الصمود والتكيف والاعتماد على الغاز المصرى لإمداد أوروبا كل ذلك يخبرنا أننا نعيش عهداً جديداً من العلاقات الطبيعية بين القاهرة وواشنطن.. نستطيع القول عودة المياه إلى مجاريها.. والعلاقات إلى مسارها الطبيعي.

ثامناً: ان كل ما حدث وجرى فى شرم الشيخ من نجاحات تنظيمية ودعائية واقتصادية وسياحية وسياسية تشير بكل ثقة إلى ان قمة المناخ العالمية التى استضافتها مصر بشرم الشيخ هى مرحلة فاصلة ومحورية وفارقة فى تاريخ الدولة المصرية.. سواء فى تجسيدها لقوة وقدرة وإرادة الدولة المصرية وما تمثله من دور وثقل ومكانة أو فى نقلها إلى آفاق المستقبل والطموح الذى لطالما حلم به المصريون وحان تحقيقه فى عهد الرئيس السيسى هذا القائد الاستثنائى فى تاريخ مصر.. لتجلس مصر فى مقعدها المستحق وفى مقدمة الصفوف بين الدول المتقدمة والقوية التى تملك أدواتها.

تاسعاً: الرئيس السيسى يعلمنا ان بناء الدول الحديثة والمتقدمة لا يأتى صدفة أو اعتباطاً ولكن يترسخ وفق رؤية وإرادة وعمل وصبر وتضحيات ودأب ومتابعة وطموح وليس بالكلام أو الشعارات.. فما رأيناه من رد فعل زعماء وقادة العالم واشادات وانطباعات ولغة جسد..تجسد عظمة« مصر- السيسى» ومكانتها المرموقة وقوتها.. وأيضاً ثقة وحكمة وشرف قيادتها السياسية فى النجاح والإنجاز وتحقيق الآمال والطموحات.. وهو تحقيق ، بكل ثقة، ما لم يحققه أى رئيس مصرى سابق على كافة المستويات والأصعدة داخلياً وخارجياً- سبحان الله- هل مصر قبل الرئيس السيسى كانت بهذا التألق والتوهج والمكانة والقوة والقدرة؟ الحقيقة لا.. بل كانت على وشك الضياع والانهيار.. لقد بنى الرئيس السيسى دولة النجاح والشموخ التى يحترمها العالم ويقدرها ويستجيب لإرادتها.

سؤال مهم للغاية.. هل نرى فى الأيام القادمة إلقاء أدوات ودمى الخيانة والعمالة من المأجورين والمرتزقة والعملاء والجماعات الإرهابية؟ أعتقد انه حانت ساعة الحساب.. والقذف بهؤلاء فى صناديق القمامة ومزابل التاريخ مجرد جيف عفنة.. فى ظل هذه التحولات الحادة فى المواقف.

سؤال آخر: هل آن الأوان لأزمات المنطقة فى سوريا وليبيا واليمن وغيرها ان تعرف طريقها للحل عبر حلول وتسويات سياسية؟ فى اعتقادي.. هذا وارد بنسبة كبيرة فى ظل سلوكيات بعض الدول الإقليمية الضالعة فى الفوضى على مغازلة هذه الدول وقيادات الحكمة فى المنطقة خاصة مصر.

سؤال آخر: هل نحن مقبلون على عهد جديد تشهده منطقة الشرق الأوسط، تتوارى فيه الأزمات والاضطرابات بعد التحول فى مواقف الدول الكبرى الضالعة فيما آلت إليه المنطقة من أزمات؟ حقاً أنها مصر.. هى من تصنع الفارق، وتكتب التاريخ.. وتفرض إرادتها على الجميع.. لأنها مثال الحكمة والشرف والقوة والقدرة والثبات والصمود.

تحية لشعب مصر العظيم الذى صنع الفارق بوعيه وفهمه والتفافه حول قيادته السياسية المخلصة والشريفة والوطنية والمتفردة فى نجاحاتها وإنجازاتها.
 
 
تحيا مصر