رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


القوات المسلحة وعبورٌ جديد لعصر ما بعد الإرهاب (7)

14-11-2022 | 18:01


د.شريف درويش اللبان,

تمثل الهدف الرئيسي للدراسة المهمة التي أجراها د. مجدي عبد الجواد الداغر أستاذ الإعلام الإلكتروني المساعد بكلية الآداب جامعة المنصورة، في دراسة أطر المعالجة الصحفية التي صاحبت العمليات العسكرية التي قامت بها القوات المسلحة المصرية ضد التنظيمات الإرهابية والمعروفة بالعملية الشاملة “سيناء 2018م”، بالمواقع الإلكترونية للصحف المصرية.

 

أظهرت الدراسة ارتفاع معدل تأييد صحف الدراسة للعملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" بنسبة (59.75)، ثم الاتجاه المحايد بنسبة (26.47)، والاتجاه المعارض بنسبة (13.78)، وهو ما يعنى وجود اتفاق على تأييد توجه الدولة فى حربها ضد الارهاب والتنظيمات الإرهابية، وإن جاء لصالح صحيفة "الأهرام" بنسبة (62.28)، مقابل (57.01) لصحيفة "المصري اليوم"، فيما جاء التباين فى حجم مقولات التأييد والرفض للأحداث الارهابية وردود الفعل حولها.

 

وقد أوضحت الدراسة تعدد أطر حلول العمليات العسكرية في سيناء؛ حيث تصدر تدمير الأنفاق الحدودية مع قطاع غزة بنسبة (17.24)، ثم مشاركة وحدات القوات المسلحة المصرية فى العمليات بنسبة (16.06)، ورفض التدخل الخارجي بنسبة (13.72)، ومنع تهريب المخدرات والأسلحة إلى داخل البلاد بنسبة (11.36)، ومد العمل بقانون الطوارئ لـستة شهور أخرى بنسبة (10.34)، وحظر التجوال فى مدن سيناء بنسبة (7.60)، وإخلاء منازل السكان وإبعادهم عن المناطق الحدودية بنسبة (6.82)، والتوجه القومي نحو تنمية سيناء بنسبة (6.11)، وإعادة توزيع الأراضي على السكان فى سيناء بنسبة (3.92)، حيث تؤكد النتائج رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الدعم الأمريكي للمشاركة في العملية، بالإضافة إلى رفض مشاركة الجانب الإسرائيلي فى العمليات العسكرية فى سيناء 2018.

 

وأظهرت الدراسة تعدد أطر نتائج العمليات العسكرية في سيناء 2018، حيث تصدرت أطر نجاح العملية العسكرية على التنظيمات الارهابية بنسبة (15.46)، ثم التأكيد على دور ومكانة القوات المسلحة المصرية بين الجيوش العربية بنسبة (12.55)، وتفعيل قانون الإرهاب والتوسع في صلاحياته بنسبة (11.53)، ووقف العمليات الإرهابية فى سيناء بنسبة (11.30)، ودعم تنمية سيناء ومشروعات القناة بنسبة (9.49)، ورفض تقارير العفو الدولية وحقوق الإنسان حول العمليات فى سيناء بنسبة (7.37)، والتأييد الشعبي للحملات ضد الإرهاب بنسبة (6.69)، وتصفية قيادات الإرهاب في سيناء بنسبة (6.27)، وإبراز دعم القبائل السيناوية لوحدات لجيش بنسبة (6.50)، ومفاوضات التصالح بين المنظمات الفلسطينية بنسبة (4.63)، ووعي الإعلام بخطورة الإرهاب والتصدي له بنسبة (4.08)، وتنظيم عملية فتح وإغلاق المعابر مع قطاع غزة بنسبة (3.06)، وهو ما يعنى التزام صحف الدراسة بالسياسة التحريرية فى انتقاء القضايا وشكل المعالجة للعمليات في سيناء، والتأكيد على نجاح العملية العسكرية الشاملة "سيناء 2018" من ناحية ، وإبراز دور ومكانة القوات المسلحة المصرية عربياً من ناحية أخرى.

 

وكشفت الدراسة عن الاستراتيجيات الإعلامية المستخدمة في العملية العسكرية الشاملة ضد التنظيمات الإرهابية "سيناء 2018" بصحف الدراسة؛ حيث تصدرت استراتيجية إحاطة الرأي العام العالمي بدور القوات المسلحة في محاربة الإرهاب قائمة الاستراتيجيات المستخدمة في العمليات العسكرية بنسبة (13.0)، يليها تغطية جذور المشكلة وأسبابها والحلول المتاحة بنسبة (12.0)، ثم التركيز على أهداف محددة بنسبة (11.15)، وتجاهل الرد على بيانات التنظيمات الإرهابية بنسبة (9.37)، ثم تلبية الحاجات المعرفية للجمهور عن تفاصيل العمليات العسكرية بنسبة (9.27)، وتحديد أساليب وشكل المعالجة بنسبة (9.20)، فيما تراجعت استراتيجيات مثل "اعتماد التغطية على الخبراء في قضايا الإرهاب بنسبة (9.18)، واختيار مصادر معلومات تتفق ورؤية المؤسسة الأمنية بنسبة (7.40)، واهتمام الصحف بأطراف سياسية محددة بنسبة (7.10)، ثم إدارة المحتوى ووضعه في إطار اهتمامات الجمهور بنسبة (6.40)، وانتقاء الأخبار والموضوعات قبل نشرها بنسبة (6.02)، وهو ما يعنى أهمية الرؤية المصرية عند متابعة العمليات العسكرية والتي جاءت في إطار من المسئولية الاجتماعية، واعتبار الإرهاب هو العدو المشترك الذى تجتمع عليه جميع مؤسسات الدولة، ومن ثم كان من المنطقي تصدر استراتيجية إحاطة الرأي العام العالمي بدور القوات المسلحة المصرية في محاربة الإرهاب، ومعالجة جذور المشكلة في ضوء الأسباب والحلول المتاحة، وتجاهل الرد على البيانات التي تصدرها التنظيمات الإرهابية، وتلبية الحاجات المعرفية للجمهور.

 

وانتهت الدراسة إلى طرح عدة مقترحات مهمة، وذلك على النحو التالي:

1. ضرورة إجراء مزيدٍ من الدراسات والبحوث في تخصص الإعلام الحربي - العسكري وكيفيات الممارسة والتطبيق في إطار القانون والمعايير المهنية والأخلاقية.

 

2. ضرورة التزام المؤسسات الإعلامية بالنصوص القانونية في تغطيتها لأنشطة الجيش وتفادي تناول الخبر العسكري من منظور السبق الصحفي والإثارة وأهمية التمييز بين الخبر والسر العسكري.

 

3. ضرورة العمل على تكوين جيل صحفي موهوب في فنون وتقنيات التحرير الإعلامي للخبر العسكري.

 

4. ضرورة تنظيم جائزة أو مسابقة سنوية على شكل لقاء إعلامي لتكريم أفضل صياغة أو تحرير أو معالجة أو تغطية أو تناول لموضوع عسكري عن عام مضى .

 

5. ضرورة إثراء النصوص القانونية المتعلقة بالإعلام العسكري، واستحداث مدونة أو ميثاق للإعلام العسكري ليكون دليلا مرشدا للصحفيين الذين يعملون مندوبين لصحفهم في وزارة الدفاع، والمؤسسات التابعة للقوات المسلحة المصرية.

 

6. ضرورة إعادة النظر في الخطاب الإعلامي؛ سواء الحكومي أو الخاص بشأن قضايا الإرهاب؛ فالخطاب الحالي لا يُساعد ولا يدعم تكوين رأي عامٍّ موضوعي؛ لأنه يعتمد على معلومات منقوصة ومبتورة تُقَدَّم من خلال أطر محدَّدة.

 

7. ضرورة توافر التدريب الكافي والملائم واللازم للإعلاميين في تغطية قضايا الإرهاب؛ بما تتميز به من تركيب وتعقيد وحساسية بالغة؛ خاصَّة في مجال الصحافة الاستقصائية.

 

وبذلك نكون قد انتهينا من عرض نتائج هذه الدراسة المهمة .. وتظل لدينا إطلالات أسبوعية على بحوثٍ أخرى مهمة.