أكدت الكاتبة "إزوبيل كوشيو" في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أزمة الطاقة في أوكرانيا تتفاقم وتزداد حدتها على نحو بالغ الخطورة بعد أن شنت القوات الروسية موجات جديدة من القصف الصاروخي المكثف في جميع أرجاء البلاد أمس الثلاثاء مستهدفة عدة مواقع حيوية بما فيها البنية التحتية للطاقة ما تسبب في خسائر فادحة.
وأضافت الكاتبة أن القصف الصاروخي الروسي يأتي في وقت يجتمع فيه قادة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا، مشيرة إلى تصريحات رئيس الإدارة الرئاسية في أوكرانيا "أندري يارماك" التي أعرب فيها عن اعتقاده أن العمليات العسكرية الروسية قد تكون رد فعل للكلمة التي ألقاها الرئيس الأوكراني "فلودومير زيلينسكي" أمام قمة مجموعة العشرين أمس والتي طالب فيها قادة المجموعة بمساندة بلاده لإنهاء الحرب طبقاً للشروط الأوكرانية والتي يأتي على رأسها انسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي الأوكرانية بما فيها المناطق التي سيطرت عليها عام 2014.
وأوضحت الكاتبة أن القصف استهدف العاصمة كييف والمنطقة المحيطة بها إلى جانب مدن حيوية أخرى مثل خاركيف ومناطق بولتافا ودينبرو ومايكولاف ولافيف وأوديسا وفولاين وريفين وتشيركاساي وغيرها، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربي عن تلك المناطق.
وتسلط الكاتبة الضوء على تصريحات مسؤولين أوكرانيين التي أكدوا فيها أن القصف الصاروخي يشكل هجومًا جديدًا متعمدًا لاستهداف منشآت الطاقة في البلاد ما أدي إلى تفاقم الأزمة في جميع أرجاء أوكرانيا بحيث أصبح الموقف في غاية الخطورة.
وتقول الكاتبة إن شركة الطاقة القومية في أوكرانيا أكدت أنه لم يتم حصر الخسائر الناجمة عن القصف إلا أنه بات من المؤكد أن التيار الكهربي أصبح غير متوفر لجميع فئات المستهلكين في مناطق شمال ووسط البلاد.
ويشير المتحدث الرسمي لقوات الدفاع الجوي الأوكرانية "يوري إجنات" أن القوات الروسية أطلقت خلال العملية العسكرية أمس 80 صاروخاً على البلاد في صورة موجات متتالية وهو عدد أكبر من الصواريخ التي استخدمتها القوات الروسية في قصفها المكثف في العاشر من أكتوبر الماضي.
وفي الوقت نفسه أعلن نائب رئيس الإدارة الرئاسية في أوكرانيا "كيريلو تيموشينكو" أنه لم يعد أمام الشركة القومية للطاقة في البلاد سوى اللجوء إلى إجراءات طوارئ استثنائية وتقليص ساعات توفير الكهرباء في المناطق المتضررة كما ناشدت السكان بترشيد استهلاك الكهرباء قدر الإمكان في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد.
وتقول الكاتبة إنه في ضوء تلك الأوضاع المأساوية أصبح الظلام الدامس يخيم على نصف العاصمة كييف إلى جانب أجزاء في مناطق أخرى مثل دينبرو وأوديسا مايكولاف.
وتختتم الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن تلك الهجمات تأتي في وقت وجه فيه رئيس الوفد الروسي لقمة العشرين وزير الخارجية سيرجي لافروف الاتهام للدول الغربية بمحاولة تسييس البيان الختامي للقمة والذي تضمن إدانة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي وصفوها بأنها تزيد من تفاقم أزمات الاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من حالة شديدة من الضعف والهشاشة.