رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


انتصارات نوفمبر

17-11-2022 | 21:20


عبد الرازق توفيق,

في اعتقادى أن شهر نوفمبر يضاف إلى شهور الانتصارات المصرية العظيمة.. مثل أكتوبر73  ويونيو2013 .. فما تحقق من دروس ورسائل ونتائج وانتصارات للدولة المصرية خلال نوفمبر الحالي.. يجعلنا أمام امجاد جديدة للدولة المصرية.. ليس فقط فى النجاح العظيم لتنظيم قمة المناخ بشرم الشيخ «كوب ــ 27».. ولكن شاءت الأقدار أن يدفن ويموت المخطط ضد مصر خلال شهر نوفمبر الجارى.. ويعلن وفاة أهل الشر والمرتزقة والإخوان المجرمين.. فقد تكالب هذا القطيع على مصر.. وقذفوها بحملات مسعورة من التشكيك والتحريض والأكاذيب.. إلا أن الشعب المصرى العظيم وجه صفعة قاتلة لمؤامرة ودعوات أهل الشر التحريضية لإثارة الفوضى والهدم.

نوفمبر كان اختباراً عظيماً للدولة المصرية.. سواء فى  امتلاك القدرة على النجاح.. أو توهج الوعى الحقيقي.. والفهم الصحيح.. أو حالة الاصطفاف والإرادة التى بدا عليها المصريون أو تقبلهم والتفافهم حول مسارات الإصلاح.. ثقة فى قيادتهم السياسية واستناداً إلى نجاحاتها وإنجازاتها وقدرتها على البناء والتنمية والإصلاح الحقيقي.. ناهيك عن المكاسب والعوائد الاقتصادية والسياسية والدور والثقل المصرى الذى أفرزته قمة شرم الشيخ.. دروس ورسائل ونتائج فريدة.. ومكاسب غير مسبوقة.. ووعى حقيقى.. وفهم صحيح.. توهج إلى درجة شكلت جدارًا صلبًا و«صمام أمان» للحفاظ على الوطن.. ومكانة وثقلًا دوليًا وإقليميًا مرموقًا.
 
انتصارات نوفمبر

لا يجب أن يمر شهر نوفمبر دون أن نتوقف أمامه كثيراً وطويلاً حيث منحنا دروساً عظيمة.. ونجاحات ترقى إلى حد الانتصارات.. وبرهن على أشياء كثيرة وأكد للجميع أن الدولة المصرية تمضى على الطريق الصحيح وأن استكمال مسيرة البناء والوعى والقوة والقدرة أمر حتمى لا تنازل أو تراجع عنه.. وعكس أيضا تلاحم القيادة والشعب.. وأظهر بما لا يدع مجالاً للشك محصلة 8 سنوات من العمل والبناء المتواصل الذى أفضى إلى نتائج مضيئة كما منحنا القوة والعزم والإرادة على مواصلة الطريق.

فى اعتقادى أن نوفمبر جاء حافلاً بالدروس والرسائل المهمة تتعلق بالقيادة ورؤيتها وحكمتها.. وأيضا بقوة وإرادة ووعى هذا الشعب.. وأنه دائماً قادر على صناعة المعجزات.. وصنع الفارق.. بما يمنح هذا الوطن قدرة وقوة وصلابة فى مواجهة أعتى التحديات حيث نجح شهر نوفمبر.. فى إرساء حقائق مهمة.. وفك شفرة اشكاليات و«تابوهات» قديمة.. وقفت عائقاً على مدار 50 عاماً فى طريق الإصلاح.. والإجراءات الحاسمة والحلول الجذرية.. وهو ما أدى إلى حصاد وفير أضاف قوة لهذا الوطن.. وجعلته يصمد فى مواجهة أقسى تداعيات الأزمات العالمية.

مصر تعيش فى حالة استثنائية وفريدة حطمت قيود واشكاليات الماضى والعقبات التى كانت تقف دائماً ضد الإصلاح الحقيقى.. أيضا تمردت على التقليدية والنمطية.. وارتدت ثوب الابداع والابهار.. وتجلى ذلك فى النجاح الكبير فى  تنظيم قمة المناخ العالمية التى استضافتها بشرم الشيخ.. تجلت أيضا عظمة مصر وشعبها.. فى امتلاك قوة الوعى الحقيقى.. وعدم الاستجابة لدعوات الهدم والتحريض.
تعالوا نتناول باستفاضة دروس ورسائل نوفمبر التى بلورت وجسدت شكل ومضمون الدولة المصرية بعد ٨ سنوات من العمل الشاق والبناء والتنمية والإصلاح لنخرج بنتائج مضيئة تشكل قوة دفع.. وقيمة مضافة لمسيرتنا ومستقبلنا نحو التقدم.. لنمضى بثبات وثقة ورهان حقيقى على الإنسان المصرى.. والوعى والفهم المتوهج الذى شكل صمام الأمان للدولة المصرية.. ومقدراتها وأدى إلى تحول سياسى كبير فى مواقف الدول التى كانت تتخذ مواقف حادة وجامدة تجاه الدولة المصرية على مدار أكثر من عشر سنوات.

نتوقف أمام ما جرى وحدث فى نوفمبر وما سبقه من أيام وما حيك لمصر خلاله من مؤامرات ومخططات وما أدير من حملات مسعورة تستهدف التشكيك والتشويه والتحريض وما قدمته الدولة المصرية من نجاح وابداع وابهار سواء فى تجسيد قدرتها الفائقة على النجاح أو فى وعى شعبها الصلب والحقيقى.. كالتالي:

أولاً: الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح وختام المؤتمر الاقتصادى تناول بوضوح وشفافية ومصارحة أسباب الأزمة المصرية العميقة التى أدت إلى معاناة الشعب.. وتدهور أحوال الدولة.. ومن أبرز وأهم هذه الأسباب هو خوف صناع القرار من ردود الأفعال الشعبية.. تجاه الإجراءات الإصلاحية والحلول الجذرية.. وغلت أياديهم من أجل الحفاظ على استقرار الدولة الهش.. لذلك تفاقمت التحديات والأزمات والمعاناة بسبب غياب الإصلاح الحقيقى والجذرى الذى يفضى إلى نتائج وثمار تؤدى إلى تراجع حدة الأزمة والمعاناة.

الرئيس السيسى راهن على وعى المصريين وادراكهم لأهمية الإصلاح.. واستثمر رصيده الوافر وشعبيته الكبيرة لديهم فى تمرير مسارات الإصلاح رغم أن تقديرات الموقف التى تبنتها أجهزة الدولة ومؤسساتها رفضت هذه القرارات.. لكن الرئيس السيسى أامتلك الرؤية والحكمة واستشرف المستقبل.. وراهن على وعى المصريين فى نوفمبر 2016 وحقق الإصلاح.. نتائج فاقت كل التوقعات.. وجعلت الاقتصاد المصرى أكثر قدرة على امتصاص الصدمات ومواجهة تداعيات الأزمات.. وهو ما تجلى أمام أزمتين عالميتين قاسيتين الأولى جائحة «كورونا» والثانية تداعيات الحرب الروسية ــ الاوكرانية.

ثانياًَ: الرئيس السيسى هو الوحيد الذى أدرك المعدن الحقيقى للشعب المصرى وكان مفاجأة الإصلاح الحقيقى.. وإن الرهان الدائم على فهمه ووعيه هو الطريق الصحيح نحو البناء والتنمية وتغيير الواقع إلى الأفضل.. وهو ما عبر عنه الرئيس السيسى فى افتتاح المؤتمر الاقتصادى عندما قال: لقد اثبتت التجربة خلال السنوات السبع الماضية بأننا لم نقدر حقيقة المصريين الفعلية.. فالشعب قبل التحدى والتضحية وهو ما أكد رهان الرئيس الرابح على وعى المصريين.. وثقتهم فى قيادتهم السياسية.

ثالثاً: بعد أيام من المؤتمر الاقتصادى.. خاضت الدولة المصرية تجربة جديدة من الإصلاح وتحرير سعر الصرف كإجراء اقتصادى ناجح للتعاطى مع تداعيات الحرب الروسية ــ الاوكرانية وما سببته من أزمة اقتصادية عالمية.. ورغم إن قرار الإصلاح الجديد.. جاء فى أوج قوة الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها على الدول وشعوبها ومنهم المصريون.. ورغم بلوغ حملات التشكيك والتحريض والتشويه والأكاذيب ذروتها وتصاعدت بشكل غير مسبوق.. رغم ذلك تجلى وعى المصريين والتفافهم حول وطنهم وقيادتهم السياسية.. واختاروا طريق البناء والاستقرار.. بما لديهم من وعى حقيقى فى أن مصر تتقدم وأن هذه الإصلاحات الهدف منها الحفاظ على مسيرة البناء والتقدم والانجازات وأيضا فإن الحملات المسعورة والتحريض المستمر على الفوضى والهدم يأتى فى إطار محاولات قوى الشر فى الإضرار بمصر وشعبها.

رابعاً: تزامنت قرارات الإصلاح الجديدة مع دعوات تحريض مشبوهة غير مسبوقة.. تحالفت فيها كل قوى الشر والإخوان المجرمين.. والمرتزقة والعملاء.. ورغم ذلك ذلك فشلت بشكل ذريع لدرجة أنه لم يستجب لها مواطن مصرى واحد فى مختلف ربوع البلاد.. وتحطمت على صخرة وعى المصريين.

خامساً: فى نوفمبر أيضا.. تصدى المصريون بحسم لكل دعوات التحريض والفوضى وكان ومازال موقفهم فى منتهى الوضوح لا للفوضى.. نعم للبناء والتنمية والاستقرار وهذا بطبيعة الحال لم يأت من فراغ بل جاء نتاج ثقة غير محدودة فى قيادة سياسية تبنى وتعمر وتغير الواقع للأفضل وتعمل جاهدة لتوفير الحياة الكريمة للمصريين فى ظل أزمات عالمية قاسية يدرك الشعب تداعياتها وتأثيراتها.. ويفهم معنى هذه التأثيرات.. ويعى تماماً جهود الدولة فى تحقيقها.. فقد جرى فى الأيام التى سبقت هذه الدعوات محاولات وحملات شيطانية لحصر الأزمة العالمية فى مصر.. لتبدو وكأنها نتائج سياسات فاشلة أو تقصير من الحكومة.. وجعل المواطن لا يدرك أنها أزمة عالمية أثرت على جميع الدول والشعوب.. لكن الشعب المصرى أذكى من الجميع.. وبنى وعياً حقيقياً وفهماً صحيحاً وإدراكاً لطبيعة تداعيات الأزمة العالمية وتمادت قوى الشر فى التشويه والتشكيك والتحريض.. لكن كل ذلك لم يزحزح المصريين عن موقفهم فى الانحياز للوطن والبناء والاستقرار وأيضا الإصلاح.
كان شهر نوفمبر فارقاً فى تحسيد وعى المصريين.. وتقبلهم للإصلاح.. ورفضهم محاولات اشاعة الفوضى والهدم.. وأبدوا تفهماً واستيعاباً لدروس الماضى سواء ما حدث فيه من غياب لقرارات وإجراءات الإصلاح.. أو ما حدث فى يناير 2011م من فوضى وهدم وخراب ودمار كادت تضيع البلاد وتذهب بها إلى غياهب المجهول.. وارتأى الشعب المصرى عن قناعة وإيمان ما يحققه الرئيس السيسى من انجازات ونجاحات.. وما حققه خلال الـ٨ سنوات من بناء وتنمية فى كافة القطاعات والمجالات وفى مختلف ربوع البلاد.. ولعل مشروع «حياة كريمة» يقف شاهداً على عمق ونجاح التجربة المصرية وإرادتها فى نشر العدالة الجغرافية لعوائد وحصاد التنمية والبناء.

لذلك فإن نوفمبر منحنا الوقوف والاطمئنان على رسوخ وعى وفهم المصريين وادراكهم الشامل والعميق لمصلحة الوطن والثقة فى القيادة.. ومنح مصر جداراً حصينا من الوعى اليقظ والمتوهج ليشكل حائط الصد وصمام الأمان لمستقبل هذا الوطن.. لذلك فمن أعظم دروس ورسائل نوفمبر.. هو عظمة الشعب المصرى ونضجه ووعيه وفهمه واستيعابه لحجم النجاح الذى تشهده البلاد أو حجم ما يدار ضده من مؤامرات ومخططات بات يقف على حقيقتها ونواياها الشيطانية وتفاصيلها وأهدافها.

سادساً: لم تقتصر حالة التجلى والتوهج التى بدت عليها الدولة المصرية خلال شهر نوفمبر كمحصلة لجهود وعمل نجاحات وانجازات ووعى الـ٨ سنوات.. ولم تقتصر فقط على تقبل الشعب بوعى قرارات الإصلاح الجديدة أو رفضه لدعوات الفوضى والهدم المشبوهة والتى لم تنقطع على مدار الشهور الماضية ووصلت إلى ذروتها حتى خيل لأصحابها وتوهموا أن المصريين سوف يخرجون بالملايين إلا أن النتيجة جعلتهم على شفا الانتحار.. حيث اصيبوا بالجنون والهذيان بعد أن أدار المصريون ظهورهم لهذه الدعوات التحريضية التى لم يخرج لها مواطن واحد يذكر فى كافة ربوع البلاد.. وكانت مصر على موعد مهم ومحورى وفاصل وفارق خلال شهر نوفمبر هو استضافتها لقمة المناخ العالمية فى شرم الشيخ.. كانت مصر على موعد تاريخى مع النجاح والابهار والقوة والقدرة حيث تجمع فى مدينة السلام أكثر من 40 ألف مشارك من 197 دولة حضروا القمة وأكثر من 120 من قادة وزعماء الدول وكبار المسئولين فى العالم لقد وقف العالم احتراماً وتقديراً لروعة التنظيم والإعداد لقمة شرم الشيخ والتى حظيت بإشادة دولية غير مسبوقة ووصفت بأنها أهم قمة على مدار تاريخ قمم ومؤتمرات المناخ.

الحقيقة أن النجاح الكبير لقمة المناخ بشرم الشيخ أظهر وجسد قوة وقدرة الدولة المصرية وامكانياتها وقدراتها على انجاح هذه الفعاليات العالمية بكفاءة واقتدار.. وظنى أن القمة عكست محصلة ما آلت إليه الدولة المصرية بعد ٨ سنوات من العمل المتواصل.. والبناء المرتكز على رؤية ثاقبة وشاملة.. وبنت دولة حديثة قادرة على مخاطبة العالم والتعاطى مع تحدياته وشواغله وقضاياه فلم يكن التنظيم العبقرى هو البطل فى قمة المناخ والذى يحسب لمصر.. ولكن أيضا فى قدرتها على اثراء هذه القمة من خلال فعاليات ومضامين أبرزت خطورة هذا التحدى.. ولفتت انتباه وتركيز العالم حوله.. ومن أهم ما جاء فيها.. هو عنوانها «قمة التنفيذ» لتدخل التعهدات والوعود إلى أرض الواقع وبشكل ملموس فى ظل معاناة العالم.. من تداعيات خطيرة لقضية التغير المناخى وكذلك مبدأ الضرر والخسائر.. وتعويض الدول المتضررة من التغير المناخى.. والعمل على دعم الدول الأكثر تضرراً أو أقل مساهمة واسهاما فى قضية التغيرات المناخية سواء من خلال برامج التمويل والمنح.. أو الدعم الفنى والتكنولوجى مثل الانذار المبكر لظواهر التغير المناخى وهو ما يقلل نسبة الاضرار والتداعيات.

ولم تقتصر مكاسب مصر وعوائدها  من استضافة وتنظيم قمة المناخ بشرم الشيخ على النجاح الكبير فحسب أو الصورة الذهنية المتميزة لدى دول العالم.. أو هذه الحملة الترويجية المجانية واسعة الانتشار لمصر من خلال جميع وسائل الإعلام الدولية والمحلية.. حيث شارك فى تغطية القمة اكثر من ٣ آلاف صحفى وإعلامى والاستفادة من هذه الحملة الكبيرة فى دعم السياحة المصرية وتشجيع المستثمرين.. وما عكسته من أمن واستقرار فريد تعيشه مصر ولكن كانت هناك مكاسب اقتصادية وسياسية مدوية لمصر.. كالتالي:

حققت مصر مكاسب اقتصادية هائلة فى هذه القمة سواء من خلال توقيع الاتفاقيات أو مذكرات التفاهم للتعاون والاستثمار فى مجال الطاقة النظيفة والخضراء خاصة مجال الهيدروجين الأخضر.. حيث تمتلك مصر فرصا عظيمة وهائلة فى هذا المجال وستصبح مركزاً إقليمياً ودولياً فى هذا المجال.. وتستحوذ على 8% من حجم الانتاج العالمى.. ولديها القدرات الطبيعية والبنية التحتية والظروف المواتية.. والموقع الجغرافى والقدرات الهائلة التى تجذب عشرات المليارات من الدولارات للاستثمار فى هذا المجال.. وهو ما تحقق بالفعل لتحقق استفادة مباشرة للمواطن فى توفير فرص عمل حقيقية.. ومصادر مهمة للموارد للاقتصاد المصرى.. وهى موارد جديدة وغير تقليدية جاءت نتاجاً للأفكار والرؤية الخلاقة.. خرجت مصر رابحة من قمة المناخ على مختلف الأصعدة سواء الاقتصادية فيما يتعلق بالاستثمارات الهائلة.. أو السياحية فى تقديم الصورة النموذجية والواقعية لمصر وما لديها من مناطق طبيعية خلابة.. وبيئة مثالية وأجواء رائعة ودفء وأمن واستقرار أو على صعيد القدرة على تنظيم الأحداث والفعاليات والقمم والمؤتمرات العالمية.. المكاسب الاقتصادية بطبيعة الحال سوف تعود على المواطن المصرى بشكل مباشر وغير مباشر.. سواء فى توفير فرص عمل حقيقية ودعم استراتيجية ونهج الدولة فى الارتقاء بحياة الإنسان المصرى وتحسين ظروفه المعيشية وتوفير الحياة الكريمة.. والارتقاء بالخدمات المقدمة له وقوة دفع اضافية للصمود فى مواجهة تداعيات وتحديات الأزمة الاقتصادية العالمية.. فلا سبيل للاستقرار والتقدم إلا من خلال الاستثمار الحقيقى.

قمة شرم الشيخ التى أرادوها احراجاً لمصر.. فكانت انجازاً عظيما.. حيث تآمرت قوى الشر للتغطية على نجاح القمة وتشويه سمعة مصر.. من خلال المزايدات والشعارات وجذب الانتباه بعيداً عن نجاح القمة.. سواء من خلال التشويه عبر  منابرهم الإعلامية أو الابتزاز عبر فزاعات حقوق الإنسان.. لكن مصر نجحت فى اظهار حالة التناقض التى تخيم على ممارسات المتشدقين بحقوق الإنسان.. وأيضا الازدواجية التى ينتهجونها ورفضهم الفاضح للاستماع إلى وجهات النظر والآراء الأخرى  التى تخالفهم أو عدم الرد على تساؤلات الآخرين.. وخرجت مصر من هذا الفخ أكثر قوة وصلابة ونجاحاً بعد أن فضحت المؤامرة والمنظمات المشبوهة والاطراف التى تديرها.

هناك أيضا مكاسب سياسية رصدناها فى قمة المناخ بشرم الشيخ هو الحضور غير المسبوق من قبل قادة وزعماء العالم.. وحجم المشاركة الهائل من جميع الدول والوفود المشاركة رغم الاكاذيب التى روجوها قبل القمة بأنه لن يحضر إليها أحد خاصة الدول الكبرى فحضر إلى مصر فى شرم الشيخ زعماء العالم من أوروبا سواء المستشار الألمانى والرئيس الفرنسى ورئيس الوزراء البريطانى وغيرهم من زعماء ورؤساء دول العالم.. وتوج الحضور بالرئيس الأمريكى جو بايدن.. ونانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكى وجيك سوليفان مستشار الأمن الأمريكى ووزير الخارجية فى حضور أمريكى غير مسبوق.. وشهدت الزيارة واللقاءات بالرئيس السيسى تحولات جذرية فى المواقف الأمريكية ولعل حجم الاشادة بمصر وقيادتها السياسية ونجاحاتها وتعويلهم على مصر فى قيادة المنطقة إلى الأمن والاستقرار بحكمة والمساهمة فى تخفيف حدة التغيرات المناخية من خلال دعم أمريكى لبرامج التغير المناخى.

أرادوا شهر نوفمبر.. حفرة وهوة لاسقاط مصر فيها.. واحراجها ونشر الفوضى فى ربوعها.. وتحريض شعبها على الهدم وإذا بمصر وشعبها تنجح فى مواجهة أقسى أنواع التحديات.. سواء فى تمرير اصلاح جديد فى ظل أزمة عالمية خانقة ومع حملات مسعورة للتشويه والتشكيك والتحريض من كل حدب وصوب ومن وسائل شتى سواء منابر إعلامية تقليدية أو خلايا الكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعى ناهيك عن حملات أخرى مسعورة لتشويه نجاح مصر فى قمة شرم الشيخ أو التآمر لإخراجها عن مسارها ونجاحها من خلال الابتزاز والتشويه من خلال منظمات حقوقية مشبوهة.. إلا أن مصر نجحت وعبرت وتألقت وابدت أداء رفيعاً فى كل هذه التحديات وخرجت بمكاسب وعوائد ونجاحات مدوية على كافة الاصعدة.. لذلك فان ما استطيع أن اصف به نوفمبر بانه نوفمبر السعيد.. والفارق والتاريخى فى مسيرة الدولة المصرية للمضى بثبات ونجاح وثقة إلى الجمهورية الجديدة

وقد دهست كل مؤامرات ومخططات تبنتها قوى الشر.. وها هى الآن تبدل مواقفها.. وتعيد رداءها.. من أجل التودد والتقرب لمصر وأصبح المرتزقة والخونة والأدوات على شفا الانتحار بعد أن نال منهم اليأس والاحباط والفشل فى الاضرار بمصر وتحقيق أهدافهم الشيطانية.

لذلك فإن مصر خلال شهر نوفمبر حققت الانتصار بأعظم ما يكون وحققت مجموعة من الأهداف الكثيرة.. واحرزت ليس «جون واحد» ولكن عشرات «الاجوان».. ليتأكد أن مصر محترفة فى احراز الأهداف وحسم المباريات بكفاءة ومهارة وقوة وقدرة واقتدار.. إنها «مصر ــ السيسى» التى تضرب المثل والقدوة والنموذج فى النجاح.. سبحان الله.. هذا الوطن الذى كاد يضيع منذ سنوات أصبح فى عهد الرئيس السيسى ملء السمع والبصر ومحل احترام وتقدير العالم.. ورمزاً للنجاح والتفوق والقوة والقدرة الشاملة.

تحيا مصر