ركزت وسائل الإعلام بمختلف أنحاء العالم في تغطيتها المكثفة سواء بالبث الحي عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي أو عبر التقارير الإخبارية، لأعمال مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) المنعقد في مدينة شرم الشيخ، على مشروع اتفاق قمة (COP27) بهدف الاحتفاظ بدرجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية لإنقاذ العالم من الآثار الضارة لظاهرة الاحتباس الحراري، وكذلك على قضية "تعويض الخسائر" التي ظلت الشغل الشاغل للدول الأكثر عرضة لعوامل تغير المناخ، خاصة في القارة الإفريقية، بالنظر إلى قلة مساهمتها في انبعاثات الغازات الدفيئة وتعرضها مع ذلك لأسوأ عوامل تغير المناخ، المتسبب فيها بالمقام الأول الدول الغنية في الشمال.
وركز التناول الإعلامي طبقًا لما رصده التقرير اليومي الذي تصدره الهيئة العامة للاستعلامات، خلال اليوم الثاني عشر من أعمال القمة، على اقتراب مصر من التوصل لصفقات لتنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة - طاقة شمسية وطاقة الرياح - بقدرات تبلغ 1 جيجاوات، توقيع مذكرات تفاهم لإنشاء مشروعات لطاقة الرياح باستثمارات 34 مليار دولار، دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى اتفاق "طموح" حول تعويض الخسائر.
وأشار تقرير الاستعلامات إلى اهتمام العديد من وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة للتغلب على "انهيار الثقة" بين الدول الغنية والفقيرة للتوصل إلى اتفاق لإنقاذ العالم من آثار ظاهرة الاحتباس الحراري، وكذلك دعوته للتوصل لاتفاق طموح حول مسألة تعويض الخسائر عن الأضرار والتي تظل حجر عثرة في مفاوضات قمة (COP27).
وفي هذا الإطار، أكدت وكالة الأنباء الفرنسية الرسمية على أن الدول الغربية لم تف قط بتعهد الـ100 مليار دولار سنويًا الذي قطعته على نفسها في عام 2009، في حين ركز الإعلام البريطاني - وكذلك موقع تلفزيون الشرق السعودي - على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للتغلب على "انهيار الثقة" بين الدول الغنية والفقيرة للتوصل إلى اتفاق لإنقاذ العالم.
كما أشار موقع صحيفة الشرق الأوسط اللندنية - وكذلك موقع صحيفة عاجل السعودية - إلى الإمكانيات الهائلة التي تمتلكها مصر في مجال الطاقة المتجددة، حيث ذكر تقرير للصحيفتين قرب التوصل لاتفاقيات لبناء مشروعين للطاقة الشمسية وطاقة الرياح بقدرات تبلغ 1 جيجاوات.
أما موقع برنامج Tagesschau الألماني، فقد أشار لتصريحات وزيرة الخارجية أنالينا بربوك عن احتمالية تمديد المؤتمر بالنظر إلى عدم التوصل لتوافق حول القضايا الرئيسية ومنها الامتثال لهدف درجة حرارة عند 1.5 درجة مئوية ومسألة التعويضات، واهتم موقع H2 news الأوروبي، في نسخته الألمانية بتوقيع اتفاق تعاون بين مصر والنرويج لإطلاق أول محطة للهيدروجين الأخضر في أفريقيا، حيث تم تشغيل المرحلة الأولى من محطة الهيدروجين الأخضر في العين السخنة، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء النرويجي جوناس جاهر ستور.
فيما اهتم الإعلام الروسي - وكالة (كراسنايا فيسنا) - بالمكالمة الهاتفية بين الرئيس السيسي ورئيس البرازيل المنتخب "لولا دا سيلفا"، وتأكيد الجانبين على ضرورة مواصلة تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
واهتمت وكالة (أجينسيا نوفا) الإيطالية بتعهد الاتحاد الأوروبي بتخصيص ما يصل إلى 35 مليون يورو من أجل دعم قطاع الطاقة في مصر، فيما اهتم الإعلام اليوناني - ممثلاً في صحيفة Zougla - بتصريحات رئيس سياسة المناخ بالاتحاد الأوروبي عن أهمية بذل كل الجهد لتحويل مسودة بيان (COP27)، إلى واقع تتفق عليه جميع الأطراف.
كما رصد تقرير هيئة الاستعلامات مواصلة وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وباراجواي اهتمامها بمتابعة أعمال قمة المناخ (COP27) بشرم الشيخ، وأبرز موقع "المونيتور" الأمريكي إعلان مصر كأول دولة في إفريقيا إطلاق سوق ائتمان "الكربون"، الأمر الذي يمهد الطريق لسوق بطاقات ائتمان الكربون للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وسط فوائد اقتصادية متوقعة في مصر وإفريقيا خلال السنوات المقبلة.
كما اهتم موقع قناة "الحرة" الأمريكية بالحضور اللافت للأنظار للأطفال في قمة (COP27) وألقت الضوء على مشاركة نشطاء مناخ من الأطفال وملاحقة بعضهم بالتساؤلات والاستفسارات للساسة المشاركين في القمة، لمطالبة القادة والمسئولين الكبار باتخاذ إجراءات لحماية مستقبلهم.
واهتمت صحيفة ABC الصادرة في باراجواي بإعلان المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ "جون كيري"، أن التحالف العالمي للحد من انبعاثات الميثان قد يتوسع ليشمل 150 دولة من بينها مصر.
كما أبرز التقرير اليومي لهيئة الاستعلامات مواصلة الإعلام العربي متابعته لأعمال قمة مؤتمر المناخ، حيث تنتقل رئاسة المؤتمر من مصر إلى الإمارات في الدورة 28 القادمة.
وفي هذا الصدد أبرز الإعلام الإماراتي - موقع سكاي نيوز عربية - أن مؤتمر شرم الشيخ (COP27) شهد منذ بدايته في 6 نوفمبر، إطلاق وتوقيع عشرات الاتفاقيات والمبادرات الهادفة إلى الانتقال من مرحلة الوعود إلى التنفيذ، وتعزيز جهود التكيف والتخفيف من تداعيات تغير المناخ في أنحاء العالم.
كما نقل موقع 24 الإخباري تأكيد وزير الخارجية المصري، على أهمية التعاون بين مختلف الأطراف لمكافحة عوامل تغير المناخ.
ونقل موقع "العين الإخبارى" تصريحات وزيرة التعاون الدولي المصرية باتخاذ مصر كافة الضوابط لمكافحة غسل الأموال الأخضر، وكذلك إطلاق مصر مبادرة النقل منخفض الكربون من أجل الاستدامة الحضرية التي تهدف إلى إزالة الكربون الناجم من قطاع النقل.
أما صحيفة الأنباء الكويتية، فقد اهتمت بإطلاق وزير التنمية المحلية ووزيرة التعاون الدولي المصريين، مبادرة المدن المصرية المستدامة بالتعاون مع البنك الدولي، كما أبرزت صحيفة "البيئة" الكويتية أيضًا تأكيد وزيرة البيئة المصرية من أن التحول للاقتصاد الأخضر سيحقق 26 تريليون دولار في جميع أنحاء العالم حتى عام 2030.
وتصدرت مسألة التعويض عن الأضرار اهتمام وسائل الإعلام العُمانية واللبنانية التي أكدت على مطالبة الدول النامية بإنشاء صندوق للتعويض عن الخسائر التي تكبدتها جراء عوامل تغير المناخ.
وسلط التقرير اليومي للاستعلامات الضوء على اهتمام وسائل الإعلام الأفريقية بأعمال قمة المناخ حيث ذكر موقع Heures au Benin 24 البنيني أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لأفريقيا أطلق منتدى أفريقي للطاقة المتجددة على هامش (COP27)، من أجل ضمان انتقال عادل للطاقة والتمويل المستدام.
كما سلط موقع "أكتيواليتيه" الكونغولي الضوء على طلب وزير الصناعة الكونغولي خلال مشاركته في أعمال المؤتمر من الشركاء المانحين العمل على إنشاء مصنع لبطاريات السيارات الكهربائية في الكونغو الديمقراطية.
وواصلت وسائل الإعلام الآسيوية والأسترالية متابعتها المكثفة لأعمال قمة (COP27)، حيث أشارت وكالة (شينخوا) الصينية إلى إعلان مصر توقيع مذكرات تفاهم مع شركات محلية وأجنبية لتنفيذ مشروعات لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح بقدرات تصل إلى 28 ألف ميجاوات باستثمارات تصل إلى 34 مليار دولار.
كما أبرزت الوكالة أيضًا وكذلك صحيفة The News International الباكستانية، وصحيفة "Berita Harian" الماليزية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للدول المتقدمة بالوفاء بتعهداتها بتوفير 100 مليار دولار سنويًا للدول النامية لتعويضها عن أضرار عوامل تغير المناخ، وحديثه عن ضرورة التوصل لاتفاق شامل وذا مصداقية لبناء الثقة بين الدول المتقدمة والنامية.
فيما اهتم الإعلام الأسترالي، عبر صحيفتي /Sydney Morning Herald/، و/The Age/، مطالبة الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف من وزير التغير المناخي والطاقة الأسترالي "كريس بوين"، قيادة المفاوضات مع نظيره الهندي بشأن استبدال اتفاقية بقيمة 100 مليار دولار تنتهي في عام 2025.
أما صحيفة /The Indian Express/الهندية، وقناة (CNA) الإخبارية السنغافورية فقد سلطت الضوء على الصعوبات التي تواجه مؤتمر المناخ بشأن إنشاء مرفق مالي جديد لتمويل الخسائر والأضرار، كونه يمثل المعركة الرئيسية التي تواجه المفاوضون في أعمال المؤتمر، وكذلك اهتمت بدعوة مصر كافة الأطراف المعنية بحل خلافاتهم قبل انتهاء المؤتمر والتوصل لصياغة صفقة مناخية ملائمة.