رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


مفتى الجمهورية يطالب بالتواصل مع القيادات الدينية والإسلامية في الغرب

11-8-2017 | 11:07


طالب مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام بضرورة التواصل مع القيادات الدينية والإسلامية في الغرب لمساعدة المسلمين هناك والتفاعل مع قضاياهم وتقديم حلول للمشاكل التي تواجههم.


وأكد المفتي - في لقائه الأسبوعي في برنامج "من ماسبيرو" على القناة الأولى بالتليفزيون المصري - أن الاجتهاد في الغرب قد يكون مختلفا، لذلك يجب أن يتريث المتصدر للفتوى هناك قبل إصدار فتواه، وأن يكون على وعي بالبيئة التي يعيش فيها وأنماط المعيشة هناك .. وقال "إن المؤتمر العالمي لدار الإفتاء في العام الماضي تناول المشكلات التي تواجه الأقليات المسلمة في الخارج، وقدم الكثير من الحلول لها".


وأشار إلى أن المؤتمر أخذ على عاتقه تدريب الأئمة في الدول غير الإسلامية بعد أن وجدنا من خلال الرصد أن أغلب مقاتلي داعش والمنتمين للمنظمات الإرهابية هم من دول غربية، تتراوح أعمارهم بين 17 – 30 عاما، وهذه إشكالية كبيرة استرعت انتباهنا.


وعلل المفتي هذه الأكثرية العددية بأن القائمين على الخطاب الديني والفتوى هناك بحاجة إلى تأهيل وتدريب للرد على الفتاوى والقضايا التي يثيرها مسلمو الغرب والذين لم يجدوا لها تفسيرا.


وأوضح أننا بحاجة إلى التواصل مع المجتمع الغربي حتى ندرك مشاكله وندرب القائمين على الشأن الديني هناك ونؤهلهم.
وأعلن المفتي أن دار الإفتاء المصرية تستقبل وفدا من أئمة بريطانيا ليأخذوا دورة تدريبية باللغة العربية على الفتوى، مؤكدا أن دار الإفتاء بصدد الإعداد لدورات أخرى باللغة الإنجليزية والفرنسية للوصول إلى شرائح متعددة ليعم نفعها.
وطالب بإعادة النظر في الفتاوى الصادرة في الغرب، في بعض القضايا التي ساهمت في تطرف بعض الشباب .. مشيرا إلى أن دار الإفتاء أنشأت مرصدا لفتاوى الأقليات تابعا لمرصد الفتاوى التكفيرية في خطوة عملية للتفاعل مع الأقليات الإسلامية في الخارج والتفاعل مع قضاياهم.
وأكد المفتي أن ظاهرة الإسلاموفوبيا، أو الخوف من الإسلام، ظاهرة تستحق الدراسة، مشددا على ضرورة التواصل مع وسائل الإعلام الغربية التي تعطي صورة مغلوطة ومشوهة عن الدين الإسلامي، بالإضافة إلى ضرورة التواصل مع الجامعات في الخارج لتبادل الأفكار حتى لا يفكر كل منا بمعزل عن الآخر؛ لأن المناهج في الغرب تطرح صورة سلبية عن الدين الإسلامي.


وقال "إن وسائل التواصل الاجتماعي مهمة للغاية وتلعب دورا مهما في تشكيل العقول"، موضحا أن دار الإفتاء لها تجربة رائدة في هذا الصدد، حيث قامت بالتواصل من خلال صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي بعدة لغات في أعقاب أحداث باريس لأجل تصحيح الصورة المغلوطة وإرسال رسالة للغرب مفاداها أن الإسلام بريء مما يحدث من خلال صفحتها التي أنشأتها لذلك تحت اسم "ليس باسم المسلمين".
وشدد المفتي على ضرورة إرسال العلماء المميزين إلى الخارج وإلى المؤسسات العلمية هناك، مؤكدا ضرورة أن يكون هؤلاء العلماء مؤهلين شرعيا وعلى درجة من فهم العقلية الغربية وكيفية مناقشتها، وفي الوقت نفسه على وعي بالبيئة التي يتم إرسالهم إليها؛ لأننا نريدهم أن يكونوا مدركين للنص والواقع والعلاقة بينهما.


وحول قروض البنوك .. أكد المفتي أن البنك يقوم بتمويل المشروعات الاستثمارية فإذا اقترض شخص لأجل تمويل مشروع فلا حرج في هذا القرض، حيث إن الإنسان يصبح ممولا من هذا البنك .. وإذا اقترض شخص لأمر شخصي دعت إليه ضرورة أو حاجة ملحة يجوز له؛ مطالبا المجتمع المدني بالتكاتف حتى لا يلجأ البعض إلى هذا الأمر.
وفيما يخص مسألة التأمين على الحياة والممتلكات. وأكد المفتي أنه يجوز ولا شيء فيه، ويأتي هذا بعد اجتهاد فقهي طويل من خلال المجامع الفقهية ودار الإفتاء؛ لأن التأمين يقوم على فكرة التبرع والتعاون في سبيل معاونة الشخص الذي حدث له الحادث، فالموضوع هنا قائم على فكرة التضامن.