يحتفل العالم في 19 نوفمبر بمناسبة ربما لا يعلم عنها إلا القليل، ألا وهي يوم الرجل العالمي،.. ذلك اليوم الذي يهدف إلى التوعية بدور الرجل في القيادة الإيجابية لأسرته، والأهم العمل على تحسين العلاقة بينه وبين المرأة، من خلال تحقيق المساواة التي تضمن لكليهما التمتع بجو يسوده الرضا والسلام المجتمعي.
وقد توقفت طويلاً عند هذا الهدف تحديداً، ليس لمعاناة الكثيرات في مجتمع مزدحم بمفاهيم أبعد ما تكون عن صحيح الرجولة فحسب؛ بل لأننا أمام مطالبات نسائية متناقضة، تصنعها بعض الباحثات عن ضغطة إعجاب أو مشاركة تحقق لهن الشهرة في دنيا افتراضية تسمى بـ"السوشيال ميدنا"، والنتيجة.. ضياع احتياجاتنا نحن النساء الحالمات بالسعادة الأسرية بين فريقين يتنافس كل منهما على جذب التريندات، أحدهما ترتدي بطلاته زي المرأة الخارقة التي تضع الرجال في قائمة "البلوك" على أقل هفوة أو جفوة، والأخرى تعيش صاحباته في زمن راح وولى، تحت عباءة "أمينة" العاشقة لخطى سي السيد!..
والحقيقة يا سادة،.. أن ما نريده حقاً من الرجال أبعد ما يكون عن هذا أو ذاك، فنحن جاهزات لتقديم مشاعرنا على طاولة فيها ما لذ وطاب من الحب والهيام، وأن نرهن أعمارنا وكل تفصيلة في حياتنا على نيل ولو لحظات في طلة حضورهم، كل هذا وأكثر مقابل أن نجد رجل يؤمن بمساواة المشاعر، يبادلنا الحب بنفس القدر والكيفية وكله ثقة ويقين أنه وجد في هذا العالم ليعطي، يحمي، يغمر زوجته وعائلته بحلو الأحاسيس ولهفة الاحتواء.
رجل يمتلك عن حق كل ما تحمله كلمة "الرجولة" من خصال لا تباع ولا تشترى، ولا يمكن لمنصب أو جاه أو حتى أموال العالم أجمع أن تعوضنا عنها.. تلك السمات القائمة على الشهامة وقت الأزمة، النخوة ساعة الحاجة، ستر الأمانة العشقية مهما علت أمواج الغضب، واشتدت حدة الخلافات، رجل يدرك أن ماهية رجولته تكمن في حبه وإخلاصه لامرأة واحدة دون سواها، وإن جاذبيته الفعلية تظهر في نظرة كل أنثى ترى صورة حبيبته مرسومة على مقلتيه، وتتمنى لو حظيت مثلها بزوج لا يرى سواها.
وباختصار.. نحتاج الرجل السند، ذلك الفارس الذي يسكن أحلامنا الأنثوية مهما اختلفت الأزمنة والأماكن وحتى البشر، ونقسم بأغلظ الأيمان لو وجدناه لن نشكو يوماً من حزن أو خيبة أو وجع، وكل عام وكل رجل سند لزوجته وأهله وناسه طيب وسعيد ومحتفل بيومه العالمي.