أصدرت مكتبة الشبكة العربية كتاب “المصحف وقراءاته“ ويهدف كتاب (المصحف وقراءاته)، إلى وضع تصنيف في المصحف وقراءاته، جمعت مادتها، من المصادر العربيّة المعتمدة في مثل هذه المباحث بنصّ الآيات وصفة السور والقراءات؛ التي أثبتتها الأخبار ممّا عدّ مقبولاً، أو شاذّاً، أو غريباً.
وكان الاهتمام مصوّباً نحو القراءات القرآنيّة، وأخبار أسباب النزول، ومسألة النسخ، وكذلك التكرار، بالإضافة إلى إثبات جملة من تقسيمات المصاحف إلى أحزاب وأنصاف وأرباع وأثمان. والحرص على إيراد جملة من الملاحظات عندما يرى فيها ما يفيد في تبيّن تشكّل المصحف، أو ما يمسّ أحد العلوم القرآنيّة الّتي تطرّق إليها.
لقد خُصّص لكلّ سورة مقدّمة عامّة جمع فيها ما تعلّق بمختلف أسمائها إذا تعدّدت، والمكّي والمدني، وعدد آياتها، وترتيبها حسب النزول في المصادر القديمة، وفي عدد من الدراسات الحديثة.
وحُرص على إثبات كلّ آيات المصحف بخط عثمان طه، وبرواية حفص عن عاصم، وتحت كل آية وُضع الرسم الإملائي المتداول اليوم.
أما ترتيب المادّة المثبتة في الكتاب فكان ترتيباً تاريخيّاً وفق وفاة المصنّف الّذي أخذت عنه القراءة، أو سبب النزول، أو غيرهما.
وهذا الترتيب التاريخي نفسه يمكن أن يكون دالّاً على توجّهات المصنّفين القدامى واهتماماتهم، لاسيّما إذا تعلّق الأمر بالمفسّرين الّذين يتعرّضون لمختلف علوم القرآن، لكون كلّ مفسّر يركّز على علم أكثر من آخر، ما يسمح بتقييم المصادر الّتي اعتمد عليها في ضوء ما استخرج منها من معلومات.
إن الكتاب يعرض مادّة علميّة، تتدرّج بالباحث من مجال الخبر الخاصّ، بجانب من جوانب المصحف، إلى ضرورة التصدّي لمسائل مركّبة تتّصل أساساً بالنصّ القرآني أصلاً، وتاريخ تشكّل المصحف، بلوغاً إلى تقبّل المؤمنين لكتابهم المقدّس، والإخبار عن صفته ونظمه وقراءته عبر الأجيال. وبديهيّ أن تساعد مادّة الكتاب لا على تعقّب سائر النظريّات التي طفق المختصّون في الدّراسات القرآنيّة ينشئونها فحسب، بل على المساهمة في تجديد هذا المجال من الدراسات.
ميزة كتاب (المصحف وقراءاته) الجمع بين أهمّ العلوم القرآنيّة من قراءات وأسباب نزول ونسخ ومكّي ومدني وتكرار ضمن متن واحد جامع للاختلافات والروايات؛ ما يسمح بالمقارنة، ويوفّر مادّة للبحث جمعها غير متيسّر للباحث المفرد.