إذا هوجم.. صمت كبرت ابنتى ولم يكبر عمرو دياب
بقلم – طاهر البهى
ؤ المطربة شيرين عبد الوهاب توجيه الضربة الفاشلة لنجم البوب العالمى، عمرو دياب الملقب بالهضبة من قبل جمهوره العريض، وهو أول لقب لفنان يطلقه جمهوره وليس النقاد الفنيون وأصحاب الأعمدة .
اصطادت شيرين (عمرو) فى منطقة لا توجعه ولا تشكل هاجسًا لديه، بل من المناسب أن أقول إنه كان يتحسب لضربتها طوال ربع القرن الماضى!
كيف.. هذا هو السؤال
ذات أمسية صيفية رائعة من سنوات، كنت فى منزل الهضبة وقد تجاوزت الساعة الثانية صباحًا، يومها تكلمنا فى أشياء كثيرة، تخللها أكواب الشاى قبل أن ينهض عمرو، ليعد لنفسه طبقًا من أصابع البطاطس المحمرة، ثم التفت إلى قائلًا: ده عشاى والرسالة هى كيف يحافظ عمرو على رشاقته.
المشهد الثانى، كان ليل/ خارجى، المكان أمام منزل عمرو دياب وفى الموعد الذى حدده لى كنت أنتظره أمام البناية الفاخرة، التى يقيم فيها بيته وراحته ومتعته، التى يشتاق إليها كثيرًا بسبب طول فترات جولاته خارج الحدود، وبعد دقائق معدودة لمحت قامة عمرو دياب مترجلًا بالملابس الرياضية ومن خلفه حارسه الشخصى، وليس خافيًا على أحد أن عمرو يدخل «الجيم» فى السادسة مساء ولا يغادره إلا عند التاسعة أو بعد ذلك.
فهل يخاف عمرو من الزمن وغدر الأيام وتقدم العمر؟
الحقيقة أنه كإنسان له هواجسه ومخاوفه، ولكنه كان واعيًا منذ أن تربع على عرش النجومية قبل ٣٠ عامًا ولا يزال، كان واعيًا لأن يظل شابًا مهما كانت سنوات عمره، هو يعرف أنه نجم الشباب، وأنهم يريدونه أن يظل فى مثل عمرهم وحيويتهم وطاقتهم وأحلامهم، والحقيقة أن عمرو لم يخذلهم أبدًا فى أن يكون مواكبًا لكل تطور موسيقى على مستوى العالم وأن يظل على نفس منطقته، فى الإبهار والتشويق والظهور النادر إذا ما اقتضت الضرورة ذلك؟ لدرجة أنه يمنح أحاديثه الصحفية فى شهر أكتوبر من كل عام وهو شهر التفاؤل، الذى كان حريصًا على إصدار ألبوماته فيه قبل أن تغيرها حسابات التوزيع، وفى السياق تجدر الإشارة إلى أن الفنانة شيرين رضا والدة ابنته الشابة الجميلة نور قد اختارت نفس الشهر - أكتوبر الماضى - وأطلت عبر شاشة cbc لتعلن فى شياكة أنها تحب عمرو دياب ولكن بمفهوم آخر للحب!!
المشهد الثالث: فى أحد لقاءاتنا سحب عمرو ورقة من أمامى وقلمًا، وكتب فى شرود الحالمين إلى ابنتى سلمى طاهر.. أرجو لما تكبرى تسمعينى» ولم يمر الموقف دون سؤال من جانبى: أنت خايف من الزمن ياعمرو؟
عمرو: أبدًا.. كل سن وله جماله، وطول ما ربنا يمتعنى بالصحة سأظل أعطى حتى النفس الأخير..
وكبرت ابنتى ولم يكبر عمرو دياب ، بل توالت عليه أجيال الشباب عاما بعد عام وهو لا يزال فتاهم المدلل ونجمهم الأثير..
أخطأت شيرين عبد الوهاب فى جملتها المنفلتة «كبر خلاص وراحت عليه» ولم تعلم شيرين التى كانت ترد على تأخر فقرتها فى حفل زفاف نجل أحد نجوم المجتمع واعتقدت وهى خاطئة أن عمرو يقف وراء تأخر فقرتها، فقالت ما قالت، والخطأ أنها لم تعرف أن عمرو استمر على قمة الأغنية الشبابية طوال ٣٠ عامًا، وهو ما لم يتسن لمطرب آخر تحقيقه باستثناء الكبار منير الملك والحلو صوت الإحساس وعلى الحجار صوت الطرب والشجن، وثروت المطرب الرصين، ولكن التوزيع التجارى دائمًا ما يقول كلمته لصالح عمرو دياب بين النجوم الجدد.
ومن خلال قربى من مؤسسة عمرو دياب أراهن على أن عمرو لن ينجرف إلى تلك المهاترات، فأسلوبه فى الحروب هو الصمت وإتقان ما يعمل، وقد تعرض فى مشواره الكبير إلى حروب كثيرة لم يلتفت إليها، ولم يعطها ما تستحقه من رد، ولكنه كان يردد دائمًا أن الشائعات تموت بالصمت!!