رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


طريق الجلالة إنجاز يحتاج إلى إنجاز

11-8-2017 | 15:40


بقلم –  غالى محمد

منذ أيام قمت برحلة لعدة ساعات إلى العين السخنة، منطلقا من التجمع الخامس.

قطعنا طريق القاهرة - العين السخنة عبر طريق أعتبره عالميا قامت به القوات المسلحة المصرية.

وقبل الوصول إلى نهاية الطريق قررت أن أستكمل رحلة الساعات المحدودة وإلى ساحل البحر الأحمر فى منطقة القرى السياحية، عبر طريق الجلالة رغم التحذيرات بعدم استخدام طريق الجلالة لعدم وجود أية خدمات عليه .

فى بداية منطقة بوابات طريق الجلالة- الغردقة، دفعنا تذكرة مرور ٢٥ جنيها.

بعد عدد من الكيلو مترات، بدأت أشعر بالخوف من الطريق وهذا الخوف ظل يلازمنى، رغم الإعجاز الذى لا ينكره أحد فى إنجاز هذا الطريق الذى اخترق الجبال، فى طريق مزدوج، بكل ناحية ثلاث حارات.

لكن كما يقولون «الحلو ما يكملش» فلا توجد خدمات على الطريق، رأينا إشارة فى بداية الطريق عن محطة بنزين واحدة، وواصلنا الرحلة حتى مخرج القرى السياحية ومحطة طواحين الهواء، وقبل الزعفرانة، دون أن أرى نقطة أمنية أو نقطة إسعاف سواء على هذه الناحية من الطريق أو الناحية العكسية، لم أر محطة تموين سيارات فى منتصف الطريق أو كشكاً لإصلاح إطارات السيارات.

لم أر أثراً لحياة، سوى الجبال التى نسفها نسفا، وانشق الطريق خلالها.

لم أر أية وحدات إرشادية عما هو قادم على الطريق بحيث يعطيك أى اطمئنان أنك أوشكت على الوصول سوى كل مسافة أرى يافطة تشير إلى المسافة الباقية على الغردقة، لم أر أية يافطة إرشادية على الطريق تتحدث عن المسافة الباقية على مدينة الجلالة، ولكن اليافطة الإرشادية فقط عند مخرج الجلالة. وكذلك لم أر لوحات إرشادية لمنطقة القرى السياحية إلا عند مخرجها فقط، وحتى على المخرج نفسه لا توجد لوحات إرشادية تقوم بالتوجيه الصحيح.

وأنا على الطريق الذى زرع الخوف فى قلبى لم أجد أى نوع لآثار بشر ولكن وجدنا مناظر حزينة لبعض عمال المقاول على الطريق يرفعون زجاجات المياه الفارغة يطلبون مياهاً من السيارات على الطريق، لكن لا أحد يتوقف لإعطائهم أى ماء خشية أن يكون هؤلاء من قاطعى الطرق.

طريق الجلالة الذى تم إنشاؤه فوق ووسط الجبال، كان يمكن تأجيل استخدامه حتى يتم إنشاء الخدمات اللازمة حتى لا نطلق عليه طريق الخوف لأن الطريق بهذه الحالة التى رأيتها تعنى أنه إذا وقع حادث عليه لن يعلم به أحد حتى الموت، وحتى لو حدث عطل لسيارة لن يسمع بك أحد والبديل هو الموت أيضاً.

هذا الطريق الذى تكلف المليارات بهدف إيجاد طريق ذى جودة مرتفعة للمساهمة فى تنمية العين السخنة والوصول للغردقة بيسر، لن يضير الحكومة شيئا إذا تم الإسراع بتنفيذ الخدمات عليه، حتى لا نسير عليه خائفين.

فى العودة حيث طل علينا الليل، كانت النصائح لا تعودوا من خلال طريق الجلالة، خوفا من أية تعديات ليلية أو حدوث كارثة لن يعلم عنها أحد.

قررنا العودة من الطريق الساحلى المتعرج وغير المزدوج لكن عليه الحياة والخدمات .

لم نخف من هذا الطريق الساحلى فى العودة رغم كثرة المنحنيات لكن رأيت أنه تم ازدواجه فى منطقة منتجعات الجلالة على البحر الأحمر وهناك آراء ترى أنه يمكن ازدواج هذا الطريق بالكامل باستثمارات ٦٥٠ مليون جنيه.

أخيراً... ما رأيته أن طريق الجلالة يعد إنجازاً حقيقى ولكنه يحتاج إلى إنجاز آخر يتمثل فى إنشاء الخدمات اللازمة عليه.

وقضية الخدمات لا تخص طريق الجلالة فقط، بل تمتد إلى طرق أخرى مثل طريق روض الفرج العلمين.