(أسوشيتيد برس): إضراب السكك الحديدية من شأنه أن يترك تأثيرًا سلبيًا على الاقتصاد الأمريكي
أكدت وكالة أنباء أسوشيتيد برس الأمريكية اليوم الثلاثاء أن الإضراب المزمع لنقابات العاملين في السكك الحديدية داخل الولايات المتحدة الشهر المقبل من شأنه أن يترك تأثيرات وخيمة على الاقتصاد الوطني وجميع المستهلكين الأمريكيين وقطاع الأعمال.
وذكرت الوكالة -في تقرير- أن واحدة من أكبر نقابات السكك الحديدية في البلاد انضمت يوم أمس إلى ثلاثة أخريات أخفقت في الموافقة على حل وسط بسبب مخاوف تتعلق بطلب جداول زمنية خاصة بالمرتبات وعدم وجود أوقات مرضية مدفوعة الأجر، الأمر الذي زاد من مخاطر تداعيات الإضراب الذي يمكن أن يحدث صباح الخامس من ديسمبر المقبل بالتزامن مع فترة الأعياد الوطنية.
وأضافت الوكالة أن الأمر لن يستغرق وقتًا طويلاً حتى تتسرب تأثيرات إضراب السكك الحديدية في الاقتصاد؛ حيث تمتلك العديد من الأنشطة التجارية ما يكفي من المواد الخام لأيام قليلة ومساحة للسلع النهائية وسيشعر صانعو المواد الغذائية والوقود والسيارات والمواد الكيميائية بالضغط، وكذلك عملاؤهم. ناهيك عن الركاب الذين سيبقون عالقين خاصة وأن العديد من خطوط السكك الحديدية للركاب تستخدم مسارات مملوكة لسكك حديد الشحن.
وتابعت: أن المخاطر كبيرة على الاقتصاد الأمريكي لدرجة أنه من المتوقع أن يتدخل الكونجرس ويفرض شروط تعاقدية على عمال السكك الحديدية. وكانت آخر مرة أضربت فيها خطوط السكك الحديدية الأمريكية في عام 1992 حتى تدخل الكونجرس لحسم الأمر.
ورصدت "أسوشيتيد برس" في تقريرها بعض التأثيرات المتوقعة لإضراب السكك الحديدية، من بين ذلك، خسائر مادية قد تُقدر بنحو ملياري دولار في اليوم مع الإشارة إلى حقيقة أن السكك الحديدية تسحب حوالي 40٪ من شحن البلاد كل عام. وفي هذا، توقع تقرير حديث آخر أعدته مجموعة تجارية للصناعات الكيماوية أنه إذا استمر الإضراب لمدة شهر، فمن المحتمل أن يفقد الاقتصاد الأمريكي حوالي 700 ألف وظيفة مع إغلاق الشركات المصنعة التي تعتمد على السكك الحديدية وارتفاع أسعار كل شيء تقريبًا بشكل أكبر بنحو قد يؤدي إلى موجة ركود جديدة في الاقتصاد.
من جانبه، قال جيف سلون من المجموعة التجارية لمجلس الكيمياء الأمريكي: إن المصانع الكيماوية قد تكون على وشك الإغلاق بحلول الوقت الذي تبدأ فيه إضراب السكك الحديدية بالفعل بسبب ذلك. فيما حذرت خدمات السكك الحديدية الرئيسية في ولايات شيكاغو ومينيابوليس وماريلاند وواشنطن جميعًا في ذلك الوقت من تعليق بعض عملياتها في حالة حدوث إضراب للسكك الحديدية.
وأضاف توم مادريكي، نائب رئيس سلسلة التوريد لجمعية العلامات التجارية الاستهلاكية (في تصريح خاص لـ"أسوشيتيد برس") إن الأمر سيستغرق حوالي أسبوع حتى يلاحظ العملاء نقصًا في مواد أساسية مثل الحبوب وزبدة الفول السوداني في سلاسل البقالة، وأكد أن حوالي 30٪ من جميع المواد الغذائية المعبأة في الولايات المتحدة يتم نقلها عن طريق السكك الحديدية وهذه النسبة أعلى بكثير للعناصر الثقيلة والأكثر كثافة مثل علب الحساء.