جميعنا يظن أن النحلة هي الحشرة الوحيدة القادرة على إنتاج النحل، إلا أن الحقيقة أنه يوجد نوع من النمل يمكنه القيام بهذه المهمة.

وتعد نملة شجر العسل أكثر الحشرات غرابة حيث أنها قادرة على تحويل الرحيق إلى عسل وهي تنتمي إلى نوع من النمل يسمى Camponotus inflatus.

ويقوم هذا النوع من النمل بجمع الرحيق من نباتات مختلفة حتى تمتلئ بطونهم عن آخرها وعنها ينسكب السائل الكهرماني كلما احتاج أفراد مستعمراتهم إلى القوت ويُعرف باسم "عسل النمل".

ويقوم هذا النوع بإطعام النمل باستمرار بنحل العسل ورحيق الزهور، وحين تصبح بطون نمل العسل كبيرة جدًا بحيث لا يستطيعون التحرك، يتدلى من سقف غرفة عشهم حتى يحتاج زملاؤهم من النمل إلى حمولتهم الثمينة.

توجد معظم أنواعه في مناطق جافة أو صحراوية أو شبه قاحلة في أستراليا والولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك والقارة الأفريقية، حيث يكون العثور على مصادر الغذاء أمرًا صعبًا، لذلك يُعتقد أن إنتاج العسل وتخزينه هو أمر صعب في هذه البيئات القاسية.

يعتبر إنتاج نمل العسل مطمعًا قيمًا لدرجة أن مستعمرات النمل الأخرى قد تهاجمهم أحيانًا وتسرقهم.

في أستراليا، يقدّر السكان الأصليون هذه الحشرة، وفي الفيلم الوثائقي Trials Of Life الذى صدر 1990، تم تصوير ديفيد أتينبورو وهو يضع نملة في فمه.

وعن الفرق بين عسل النمل وعسل النحل فوفقًا لإحدى الدراسات، وعلى الرغم من أن الصنفين يبدوان متشابهين جدًا للوهلة الأولى، إلا أن عسل النمل المصنوع من شجر العسل لديه اتساق أقل لزوجة من عسل النحل، وهو حلو، ولكنه ليس حلوًا تمامًا، وله مسحة حامضة لم يتم اكتشافها في عسل النحل.

وهناك اختلاف مهم آخر بين نوعي العسل وهو أن الجلوكوز موجود بكميات أعلى من الفركتوز في عسل النمل، والعكس صحيح بالنسبة لعسل النحل.