منة شلبي البنوتة الجميلة مهما كبرت، الممثلة من شعر رأسها وحتى أظافر قدميها، الفنانة التي قدمت لفنها الكثير، وغير هذا من الصفات الجميلة التي عرفتها عنها عن قرب وليس عن سمع، ولكنها ويا لا الأسف وقعت بين براثن السوشيال زفت لتتقاذفها أصابع زبانيتها بكل الاتهامات الممكنة وغير الممكنة أملا في نيل التريند الذي لا أعلم له أي قيمة تذكر اللهم إلا تتبع عورات البشر واختلاق القصص والروايات الملفقة الكاذبة حول حياتهم الشخصية.
وحتى إذا كانت قصصا حقيقية ليس من حق أي شخص أن يهتك ستر الله على عباده وينشرها على الملأ ولكن ما يحدث هو تعدي على حياة فنانين، وكأن الفنان أصبح مستباحا وو ليس من حقه أن يعترض.
وحجة هؤلاء المجرمين أن الجمهور يريد أن يعرف عن نجومه ز نجماته كل تفاصيل حياتهم وفي المقابل ليس من حق الفنان أن يعرف عن جيرانه مثلا تفاصيل حياتهم، أليست المساواة في الظلم عدلاً؟.
ودعونا نتجول بنظرة سريعة في الأسابيع الماضية لنرى مدى فداحة الجرم الذي يرتكب في حق نجومنا وحتى قبل أن يقول القانون كلمته فها هي شيرين عبد الوهاب تتعرض لهجمات شرسة من السوشيال ميديا تناولت كل تفاصيل حياتها سيقول من كتبوا وخاضوا واستمتعوا بالفضائح أن الذي أبلغهم من طرف الفنانة نفسها وهكذا يدرأون عن أنفسهم الذنب.
لا والله فالذنب موجود وقائم ولو كان هناك من يحترم نفسه ويحترم مهنته ويحترم نجومه لاستمع لما قيل ودفنه في قاع ذاكرته ولم يتدخل إلا في حالة واحدة أن يكون شاهدا على واقعة بعينها فيدلي بشهادته إذا طلب منه ذلك أو إذا كانت هذه الشهادة سترفع ظلما عن أي طرف من الأطراف، فيما عدا هذا ليس من حقه أن يردد ما سمعه كالببغاء فمن أدراه أن ما يقال هو الحقيقة؟ ومن أدراه أنه ليس وراء الكلام غرض شرير أو أكاذيب ملفقة؟:
سيقول البعض ولكن هؤلاء فنانون وحياتهم مشاع وهم منغمسون في حياة اللهو والغفلة، والرد على هذا أبسط مما يمكن فالفنان الذي يعمل عشرات الساعات يوميا ليقدم لجمهوره ولوطنه ما يفيد ويمتع في نفس الوقت من أين سيجد فراغا ليعيش تلك الحياة؟ وحتى إذا وجد وعاشها بعض الوقت ألا يجلس على الموائد التي بجواره عشرات بل مئات من الفاسدين المفسدين؟.
صحيح أيضا أن انتشار الفساد في المجتمع لا يمكن أن يصبح حجة ندافع بها عمن ينتهجون نفس نهجه ولكنه مجرد تساؤل لماذا لا تنصب المشانق للناس العاديين الذين يعيشون الفساد ويتجرعونه حتى الثمالة.
وننتقل إلى واقعة منة شلبي فقد نصبت لها الفخاخ وارتفعت سكاكين تدعي أنها تدافع عن الحق والعدل والنظام والدين وانتشر الحديث انتشار النار في الهشيم حتى قبل انتهاء التحقيق معها والذي أسفر في النهاية عن خروجها سالمة فمن الذي سيدفع ثمن ما تعرضت له من تشهير؟ ومن سيتحمل على عاتقه أمام الله وزر الغيبة وكشف الستر عن إنسانة قد تكون بريئة وقد تكون مخطئة وحتى إذا كانت قد وقعت في براثن الإدمان هذا المرض اللعين الذي أصاب الكثير من شبابنا وفتياتنا بخطط ممنهجة من قوى الظلام التي تأبى على مصر أن تنهض بيد شبابها.
لعن الله عدو العصر الجديد التريند، ولعن الله هذه السوشيال ميديا المريضة، ولعن الله كل من يشارك في هذه المنظومة الفاشلة التي لا تجد نجاحا إلا على جثث الآخرين.
ارفعوا أيديكم عن نجومنا ونجماتنا الذين يرفعون اسم مصر في العالم كله والذين يعشقهم جمهور المنطقة العربية بأكملها ويستقبلونهم استقبالا لا نظير له.