رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حرمان المرأة من الميراث لا يزال مستمرًا رغم تجريمه .. خبيرة توضح

27-11-2022 | 16:33


حرمان المرأة من الميراث يعد أحد أشكال العنف

فاطمة الحسيني

 يعتبر حرمان المرأة من الميراث أحد أشكال العنف الموجه ضدها.. ورغم أن القانون جرم تلك الجريمة في حق الأنثى إلا أن بعض الأسر في محافظات وجهي القبلي والبحري لا يزالون يمارسون الضغط على النساء حتى تضطر للتنازل عن حقها في الإرث برضاها أو رغماً عنها.. وهنا نتساءل إلى أي مدى ستظل المرأة محرومة من ميراثها في بعض الفئات المجتمعية ؟

تقول منى عزت استشاري قضايا التمكين الاقتصادي والنوع الاجتماعي، إن الحرمان من الميراث نوع من أنواع العنف الاقتصادي والنفسي، لأنه يأتي من الأقارب من الدرجة الأولى سواء الأخ أو الأب أو احد إفراد الأسرة، ويأتي بحرمانها من حقها فى الحصول على نصيبها فى الأرض أو البيت وهو شكل من الحرمان من مواردها  الاقتصادية، ومن أهم إشكاليات هذا الموضوع ليس فقط العنف الاقتصادي والنفسي، بل إن هذه العادات تعطي صورة للمجتمع بعدم أهلية النساء فى إدارة شئونها وأملاكها من بيت أو قطعة أرض، كما أنه يفرض وصاية على المرأة بأنها شخص غير جدير بتحمل المسئولية، وتكريس صورة أن الحامي لفكرة العائلة وحقوقها وإدارة مصالحها هم الرجال فقط.

وأضافت استشاري قضايا التمكين الاقتصادي أنه على الرغم من أن الدولة المصرية قامت بتعديل قانون المواريث والذي ينص على  تجريم عقوبة عدم تسليم الميراث لأول مرة لتصل للحبس والغرامة ، بالإضافة إلى أن هذا الفعل هو مخالفة للشرع لأنه ليس من حق أحد أن يفرض وصاية على شخص أخر، ولكن للأسف تلك المجتمعات التي تحرم المرأة من الميراث وتقصره على الذكور فقط  من صلة الدم أو الأقارب من الدرجة الأولى تعتقد أن المرأة عندما ستحصل على ميراثها ستتسبب في خروجه من العائلة للأغراب لأنها متزوجة من خارجها، وان الأغراب سيشاركونهم في ميراثهم وإدارة أرضهم، كما أن فكرة السيطرة والهيمنة لدى تلك العقول بين مجتمعاتهم تنحصر في الثروة والأرض والأطيان والأملاك لتصبح صوت هذه الأفكار أقوى من تنفيذ شرع الله.

وأكملت عزت أن مثل هذه القضية ليست فقط تؤدي لعنف نفسي واقتصادي على المرأة بل تصل لمشاكل أسرية واجتماعية أخرى وأهمها.

  • من الممكن أن يتدخل زوج المرأة المحرومة من الميراث ويمنعها عن صلة أرحامها، بحجة أنهم أشخاص ارتضوا على أنفسهم أن ينكروا حقها مما يولد نوع من العداءات والكراهية.
  • كما أن أولاد الزوجة يتولد لديهم شعور بالجفاء والحقد تجاه عائلة والدتهم، لأنهم ربما يكتشفوا أن المبلغ الذي أعطوا لها مقابل الأرض زهيد نظراً للثمن الحقيقي الذي يبلغ ملايين.
  • كما أن تبني فكرة ما يسمى "الرضوى" عند بعض القبائل والي يجعلهم يعطوا المرأة جزء بسيط من ثمن الأرض أو البيت أو إعطاءها بعضاً من ذهب الوالدة يسبب نوع من الكراهية والشعور بعدم الولاء للأسرة.