وأخيرًا.. الحلم العربي أصبح واقعًا، وأثبتنا مجددًا أن العالم العربي قادر على صنع المستحيل، فما يحدث في مونديال قطر أمرًا لم يأتي بالصدفة، بعدما أثبتت أن مونديال 2022 هو مونديال كل العرب، تحت سقف دوحة الجميع، وأن قطر جمعت العرب، ومن حقنا أن نفخر بما نشاهده الآن على أرض الواقع بهذه الانطلاقة المونديالية التاريخية بعد مرور أسبوع على الحدث العالمي الكبير، بعد مشوار كان مليئا بالصعوبات.
وبالأمس القريب شاهدنا واحدة من أجمل مباريات كأس العالم وأكثرها إثارة جماهيرية بين السعودية وبولندا، ورغم خسارة الأخضر، إلا أنه منتخب قادر على حجز بطاقة التأهل للدور الثاني، فالمنتخب السعودي أحدث انتعاشة جماهيرية كبيرة في مونديال قطر؛ لتواجد جماهيره الغفيرة في الدوحة، وبالتالي نتمنى فوز الأخضر على المكسيك في لقاء الجولة الثالثة ليبقي المنتخب السعودي في المونديال، ويبقي جمهوره متواجدًا ليحدث انتفاضة جماهيرية بين الجماهير اللاتينية المتواجدة أيضًا بكثافة في الدوحة.
فالجماهير العربية واللاتينية ملح البطولة، والحضور الجماهيري في مباريات كأس العالم حتى الآن، يفوق مونديال روسيا الأخير، لدرجة أن 89 ألف مشجع كان حاضرًا لمباراة الأرجنتين والمكسيك، وفي لقاء البرازيل وصريبا كان 88 ألف مشجع، وفي لقاء السعودية والأرجنتين كان أيضًا 88 ألفًا.
ومن هنا تؤكد الأرقام أن مونديال قطر 2022 سيكون الأكثر حضورًا، ومع توالي الأدوار النهائية، سنشهد أرقامًا جديدة في المونديال لكي ترد قطر على الحملات والادعاءات الكاذبة من الغرب، وها هي الآن ترد على أرض الواقع بفضل التواجد العربي الكبير في المباريات والأجواء المصاحبة للمونديال.
للحق أقول رغم أني تابعت مونديال البرازيل وروسيا، ومن قبل شاهدت العديد من المنافسات العالمية، ألا إني أؤكد ما يحدث في مونديال قطر "غير"، والأمر ليس كرة قدم فقط، فكأس العالم ليس كرة قدم فحسب، أو مباريات يحضرها الجمهور وتنتهي بانتهاء المباريات، بل على العكس كأس العالم أمور أخرى وأشياء تانية خالص.
لقد جاء الواقع العملي والفعلي لتثبت قطر لكل المتربصين من الغرب، أن توجهاتهم غير منزهة، وأن العرب صنعوا مونديال سيصعب على من سينظم كأس العالم في المرات المقبلة حتى ولو كان التنظيم مشتركًا بين أكثر من دول.
الجماهير المصرية عوضت غياب منتخبنا عن المونديال، من خلال تواجدها وتفاعلها مع الأحداث الجارية في الدوحة، فالجمهور المصري من طبيعته "أصيل" يقف مع أخيه العربي، فنجده في لقاءات المغرب وتونس والسعودية وقطر مساندًا بقوة، وكأن الفراعنة يلعبون، وها هي مصر دائمًا في قلب الحدث، حتى ولو لم يشارك منتخبها، ونأمل من مسئولي الاتحاد ووزارة الشباب، أن يدركون ما يحدث الآن، ويدرسون الأخطاء ويستفيدون منها؛ كي لا نكرر ما حدث، ونجد منتخبنا في المنافسات العالمية، فمصر كبيرة في كل شيء وغيابها عن المونديال أثر فينا كـ«غرباء» نتعطش لوجود رائحة نسمات وهواء مصرنا الغالية.