بقلم : هشام الصواف
غاب المخرج التليفزيوني المتميز خالد رزق نائب رئيس القناة الأولي سابقا عن 52 عاما بعد أكثر من أسبوعين في غرفة العناية المركزة بمستشفي الأمل بالمهندسين ومستشفي الجلاء للقوات المسلحة والتي تم نقله إليه بمساعدة زميله المخرج مجدي لاشين رئيس التليفزيون المصري الذي اكتشف ضعف إمكانيات مستشفي الأمل الذي طلب أن يذهب إليه الراحل خالد رزق من سائقه حيث شعر بالتعب الشديد أثناء عودته لمنزله بالتليفزيون يوم الخميس ليلا وفور وصوله للمستشفي تم اكتشاف إصابته بنزيف في المخ وأجريت له جراحة لشفط الدماء من المخ لكنها لم تنجح فدخل في غيبوبة كاملة حتي رحيله الذي جاء بمثابة فجيعة لأسرته وكل محبيه من الزملاء والأصدقاء فقد كان إنسانا رائعا صادقا متميزا في عمله كمخرج وإداري وطني.
والمخرج خالد رزق من مواليد سبتمبر 1965 بمحافظة المنوفية وتخرج في كلية الإعلام جامعة القاهرة قسم صحافة بتقدير جيد عام 1987 وكان قد تدرب بالصحافة في مجلة المصور بمؤسسة دار الهلال أثناء دراسته بكلية الإعلام لكنه فور تخرجه ذهب للتليفزيون وقرر العمل في مجال الإخراج وبالفعل عمل مساعد مخرج لسنوات ثم عمل مخرجاً ولفت الأنظار إليه فاختطفته الإعلامية الكبيرة فريال صالح ليخرج لها عدة برامج تليفزيونية ناجحة حققت مشاهدات عالية وأهمها حق الجماهير وكتبت عن حلقة الفنان القدير فريد شوقي فكانت من أجمل الحلقات وأكثرها تميزا وتوالت نجاحات المخرج خالد رزق في برامج «الصالون» تقديم عمرو قنديل وشرفت بإعداده واستمر أكثر من خمس سنوات بنجاح وضم كل نجوم ونجمات ومثقفي مصر وفي مقدمتهم نيللي وبوسي وإلهام شاهين ولبلبة ومنة شلبي ونيللي كريم وهند صبري وأحمدعز وليلي علوي وأشرف عبدالباقي وعزت العلايلي ونور الشريف وشريف الشوباشي وممدوح الليثي وخالد يوسف وسمير سرحان وغيرهم وكذلك برنامج «بعد الكلام» الذي قدمه عدد كبير من الكتاب والنجوم منهم نيللي ونرمين الفقي وسمير صبري ومادلين طبر ود. زاهي حواس وجمال بدوي وعباس الطرابيلي ومن ضيوفه محمود حميدة وكاملة أبوذكري ونورالشريف وشريف الشوباشي وآخرون وكان من إعدادي أيضا وقدمته لمدة عام التليفزيونية إنجي أنور واستمر 3 أعوام بنجاح ومعه كان لخالد رزق برنامج آخر عن الكاريكاتير تقديم الفنان عمرو فهمي وشاركت في إعداد بعض حلقاته ومنها حلقة الفنان هاني رمزي وتدرج المخرج الموهوب خالد رزق في المناصب الإدارية حتي أصبح مساعد رئيس القناة الأولي ثم رئيس القناة الأولي لأكثر من أربع سنوات وكان المخرج سمير سالم رئيس القناة الأولي السابق يسند إليه الكثير من المهام لأنه إنسان دمث الخلق ومهذب وصادق وناجح إداريا لكنه بعدما خرج سمير سالم للمعاش في منتصف أبريل الماضي ظل خالد رزق يسير أعمال القناة ما يقرب من 3 شهور حتي أصابته بنزيف في المخ وكان في حالة قلق وحيرة لأنه لم يصدر قرار بتوليه رئاسة القناة علي غير العادة لمدة طويلة ورغم نجاحه في إدارة القناة في رمضان ووضع خطة القناة الأولي في رمضان الماضي ويقال إنه علم بقرار تعيينه في منصب مستشار رئيس التليفزيون يوم الخميس ليلا فغادر التليفزيون فورا عائدا إلي منزله بالمهندسين وفي الطريق طلب من سائقه الذهاب لمستشفي الأمل القريب من منزله وكان بعض الأقلام قد كتبت أن خالد رزق إخواني عام 2013 بعد ثورة 30 يونيه ولذلك لن يكون رئيسا للقناة الأولي بعد المخرج علي سيد الأهل الذي قيل عنه أيضا إنه إخواني وسوف يغادر منصبه وبالفعل لم يرق خالد رزق نائب رئيس القناة الأولي لمنصب رئيس القناة وتم اختيار المخرج سمير سالم رئيسا للقناة الأولي وهو مدير عام التنفيذ بالقناة الأولي الأقدم والأكبر سنا من خالد رزق والذي تقبل القرار وعمل باخلاص ووطنية معه لمدة أكثر من 3 سنوات منذ أول يناير 2014 وحتي أبريل 2017 وخالد رزق لم يكن إخوانيا لأن الإخوان يقولون ما لا يفعلون وهو عكس ذلك تماما وعملت معه سنوات طويلة فهو كان يحرص علي الصلاة في أوقاتها وهذا لا يعني أبدا أنه إخواني بل إنه كان وطنيا مخلصا لثورة 30 يونيه ولا يجب أبدا أن تلقي تهمة الإخوان بين المتنافسين علي المناصب حتي تضيع فرص الكفاءات والمفروض أن الأجهزة الأمنية تعرف الإخوان في التليفزيون والصحافة وفي كل مكان وإذا كان خالد رزق إخوانيا فلماذا لم يبلغ بذلك قبل خروج سمير سالم للمعاش ويتم تعيين آخر مكانه بدلاً من ان ينتظر لمدة 3 شهور كان يعمل خلالها بمنتهي الأمانة والإخلاص حتي رحيله!!
رحم الله المخرج والإنسان الرائع خالد رزق وأسكنه الله فسيح جناته وألهم أسرته الصبر والسلوان.