ذكرت صحيفة "الأهرام" أن مصر والصين تجمعهما علاقات شراكة استراتيجية متميزة وقوية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، حيث هناك العديد من الروابط والقواسم المشتركة التي تدفع دائما في اتجاه تطوير تلك العلاقات في ظل توافر الإرادة السياسية في البلدين، وهو ما انعكس بشكل كبير على تطور تلك العلاقات خلال السنوات الأخيرة.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم، تحت عنوان "العلاقات المصرية ــ الصينية"، أنه على المستوى الاقتصادي شهدت العلاقات طفرة كبيرة خلال الفترة الأخيرة حيث وصل حجم التبادل التجاري بينهما إلى ما يقرب من 20 مليار دولار، وهناك استثمارات صينية كبيرة في مصر خاصة في المشروعات القومية العملاقة مثل محور التنمية في قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة وغيرها والتي تمثل بيئة جاذبة وواعدة للاستثمارات الصينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تعتبر الصين ذات تجربة اقتصادية متميزة استطاعت من خلالها أن تتبوأ المركز الاقتصادي الثاني عالميا ولذلك سعت للاستفادة من المزايا النسبية لتلك التجربة التنموية المهمة خاصة فيما يتعلق بالمشروعات الكثيفة العمالة والمشروعات الصغيرة ومشروعات ريادة الأعمال وتوظيف التكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى أن مصر تمثل بوابة الصين إلى الأسواق الإفريقية وهناك تعاون كبير بين الجانبين في تعزيز التنمية في الدول الإفريقية حيث تعد الصين الشريك التجاري والاقتصادي الأكبر للقارة السمراء.
وأضافت الصحيفة أنه على المستوى السياسي هناك توافق كبير في السياسة الخارجية للبلدين والتي ترتكز على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية كذلك احترام قواعد القانون الدولي وحل الصراعات والأزمات بالطرق السلمية، كذلك تعزيز مفهوم العمل الجماعي الدولي خاصة فيما يتعلق بمواجهة التحديات العالمية مثل جائحة كورونا، والتي كان للصين دور بارز في مساعدة الدول النامية ومصر على تجاوز واحتواء تلك الجائحة، كذلك في مواجهة التغيرات المناخية وتقليل الانبعاثات الحرارية وضرورة مساعدة الدول المتقدمة للدول النامية لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية عليها.
ولفتت الصحيفة إلى أن مواقف البلدين تتلاقى كذلك في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف وحل الأزمات في الشرق الأوسط سلميا، كذلك ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يرتكز على مفهوم حل الدولتين.
وتابعت صحيفة "الأهرام" أنه لذلك يمثل تدشين جمعية رجال الأعمال المصريين الصينيين يوم الأحد الماضي خطوة مهمة في اتجاه تطوير ودفع العلاقات المصرية الصينية المتميزة وزيادة فرص التعاون الاقتصادي والاستثمارات المشتركة من أجل مصلحة البلدين.