آخر ظاهرة فلكية في نوفمبر.. القمر يقترن بـ«سيد الخواتم» في سماء مصر والوطن العربي مساء اليوم
تشهد سماء مصر والوطن العربي، مساء اليوم الثلاثاء، آخر ظاهرة فلكية في شهر نوفمبر الجاري، حيث يرصد بسماء الوطن العربي بعد غروب الشمس وبداية الليل، القمر بعمر 6 أيام، في حالة اقتران مع كوكب زحل، حيث سيفصل بينهما حوالي 3 درجات، وهي فرصة للرصد والتصوير.
القمر وكوكب زحل
ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، فإن القمر سيكون ظاهريًا أسفل يسار كوكب زحل، بداية الليل وبسبب المسافة الظاهرية بينهما في هذا الاقتران فلن يظهرا سويا في مجال روية التلسكوب، ولكن يمكن ذلك بواسطة المنظار.
ويعد زحل ثاني أكبر كوكب بعد المشتري فقطره 9 مرات أكبر من قطر الأرض، ومثل المشتري، يتكون زحل من الغاز وبشكل رئيسي من الهيدروجين والهليوم، وهو الكوكب السادس من حيث البعد عن الشمس وهو أبعد كوكب في نظامنا الشمسي يمكن رؤيته بسهوله بالعين المجردة كنقطة ذهبية.
ويتميز زحل بنظام حلقات رائعة يمكن رؤيتها من خلال التلسكوبات فقط، فالحلقة الرئيسية تغطي تقريبا المسافة ما بين الأرض والقمر وهي بسماكه واحد كيلومتر فقط.
وبمراقبة موقع القمر في نفس الوقت كل يوم سيلاحظ بأن حركته تكون نحو الشرق بالنسبة للنجوم والكواكب، لذلك مساء اليوم التالي، سيلاحظ أن القمر قد ابتعد عن زحل نحو الشرق متجها ظاهريا نحو المشتري، وهي حركته الطبيعية في مدارة حول الأرض.
كوكب المريخ
سيصل كوكب المريخ يوم الخميس 1 ديسمبر 2022 إلى اقرب مسافة له من الأرض - نقطة الحضيض – حيث سيكون في حدود 80 مليون كيلومتر في ظاهرة تحدث كل عامين تقريباً وليس لها أي تأثير على كوكبنا.
نظرًا لأن حجم وإضاءة كوكب المريخ يزدادان في سماء الليل عندما يكون قريب من الأرض، فإن الأيام القريبة من اقرب مسافة له منا تمثل أفضل وقت لرصده إضافة إلى أن لمعانه حاليًا يفوق كل النجوم بل وحتى نجم الشعرى اليمانية المع نجم في سماء الليل.
إن هذا التأثير واضح لأن المريخ قريب من الأرض في النظام الشمسي، حيث يدور بعيدًا عن الشمس قليلاً منا على مسافة متوسطة تبلغ 227,388,763 كيلومتر، ونتيجة لذلك له أكبر تباين بين جميع الكواكب في المسافة التي تفصله عن الأرض اعتمادًا على ما إذا كان الكواكب على جانبي الشمس أو يمران بجانب بعضهما البعض.
يصل المريخ إلى نقطة الحضيض تقريبًا في الوقت الذي يمر فيه بجانب الأرض وفي هذا الوقت تنتظم الشمس والأرض والمريخ في خط مستقيم والأرض في المنتصف، ونتيجة لذلك يظهر المريخ يقابل الشمس تقريبًا في السماء – وهي ظاهرة تسمى التقابل ، عندما يصل المريخ إلى أعلى نقطة له في السماء عند منتصف الليل ويكون مرئيًا طوال الليل.
يرتبط وصول المريخ إلى اقرب مسافة من الأرض بشكل شبة متزامن مع ظاهرة التقابل ولكن الحدثين يحدثان عادة بفاصل زمني يصل بضعة أيام حالياً بسبب مداري الأرض و المريخ حول الشمس ذلا شكل اهليجي وليست دائرية وليسا على نفس المستوى بالضبط.
المريخ سوف يرصد بالأفق الشمالي الشرقي بعد بداية الليل وسيبقى مشاهدًا إلى فجر اليوم التالي ويجب التأكيد بأنه بالرغم من أن المريخ سيكون في أقرب مسافة من الأرض فإنه سيظهر للراصد بالعين المجردة كنقطة ضوئية برتقالية مائلة للحمرة ولمعانه (-1) ومن خلال المناظير يمكن رؤيته كقرص ضوئي.
إضافة لذلك تعتبر هذه فرصة للبحث عن أقمار المريخ الصغيرة جدًا فوبوس (الخوف) يبغ قطره حوالي 22.2 كيلومتر ولكنه اكبر 7 مرات من القمر الثاني ديموس (الرعب) الذي يبلغ قطره حوالي 12.4 كيلومتر وكليهما ليس دائري الشكل ونادرًا ما تُرى في صور الكوكب الأحمر والتي يعتقد بأنها أقرب ما تكون إلى كويكبات أكثر منها أقمار كبيرة مثل قمر الأرض ، ويحتمل أن المريخ قبض عليها بقوة جاذبيته.
يعتبر المريخ الكوكب الوحيد الذي يمكن رؤية تفاصيل سطحه من الأرض، أما عطارد فهو صغير جداً، في حين أن الكواكب الأخرى مغطاة بالغيوم، لذلك فهو حدث مثالي للجميع حيث سيكون المريخ مرئياً بشكل واضح ومميز طوال الليل ويسهل تحديده في قبة السماء.