تقدم سبع شخصيات فى مسرحية واحدة .. ندى بسيونى : مرض أمى علمنى التمثيل
حوار : طارق شحاتة
هدفها الأسمى مساعدة الناس فى صمت، لكن هل شغلتها مهام سفيرة النوايا الحسنة عن الفن؟
انتهت من مسرحية فى الطريق للأخرى.. فهل أخذها المسرح من التليفزيون؟
هى ندى بسيونى.. إنسانة بدرجة امتياز وفنانة يغلب توهجها على أى عمل تقدمه. ترفع قضية على منتج.. وتسخر منها فنانة شابة وتتذكر رحيل والدتها الغالية.. وأشياء أخرى ترد عليها ندى فى هذا الحوار.
فى البداية حدثينا عن آخر أعمالك مسرحية "العيال تكسب"؟
منذ أيام عدت من الاسكندرية إلى القاهرة.. بعد أن انتهينا من تقديم عرض مسرحية "العيال تكسب" بالاسكندرية وقد تم تصوير المسرحية للعرض التليفزيونى قريبا.
العيال تكسب
هى مسرحية اجتماعية كوميدية.. تتحدث عن جزء من أزمة التعليم فى مصر.. من خلال الصراع بين ميس لولو الاخصائية الاجتماعية بالمدرسة والتى ألعب دورها وبين الناظرة الفاسدة التى تجسدها النجمة نهال عنبر.. بحيث تحاول ميس لولو الوقوف بجانب الطلاب لمواجهة فساد وشر هذه الناظرة التى لا تهتم سوى بمصالحها الشخصية على حساب مستقبل هؤلاء الطلاب.. والمسرحية تضم نخبة من النجوم الأعزاء الذين استمتعت جدا بأجواء العمل معهم.. منهم كما ذكرت نهال عنبر - ماهر سليم - رضا إدريس - بسمة زايد - والمطرب شيكو.. وكنا نطلق على مجموعة العمل داخل المسرحية "العصابة" واشتغلنا كلنا بروح جميلة جمعتنا وتتخلل المسرحية استعراضات صممها بدوره مخرجنا المتميز عادل عبده والعرض تأليف وأشعار ربيع فرج.
ردود أفعال
ومن خلال العروض التى امتدت لشهور سابقة كنت أرصد ردود أفعال هايلة.. خاصة وأن العمل يحمل صورة لنموذج القدوة التى افتقدناها الآن .. فهى مسرحية من إنتاج خاص لكن برؤية القطاع العام ومبادئه حيث صورة المدرس الشريف الذى يخدم وطنه بضمير ويحرص على تقديم واجبه المهنى وأن يخرج أجيالاً صالحة تفيد وطنها.. وأتمنى عرض العمل قريبا على شاشة التليفزيون لتصل رسالته إلى كل بيت.
تذكرينا فى كلامك عن دورك بدور الرائعة سهير البابلي في المسرحية الشهيرة "مدرسة المشاغبين".
لا يوجد أى شبه بين الدورين إطلاقاً.. لأن الطلبة فى مدرسة المشاغبين كانوا فعلا مشاغبين يصل البعض منهم للوصف بالفاسدين - عكس مسرحيتنا تماما.. فأنا هنا أقف مع طلابى ضد المدرسين الجشعين.. وبشكل عام أحب دورى جدا فى العيال تكسب وأعتبره من أقرب أدوارى المسرحية إلى قلبى.
وماذا بعد العيال تكسب؟
استعد خلال أيام لاجراء بروفات مسرحية جديدة تعرض على خشبة المسرح القومى مع المخرج عصام نجاتى وتأليف محمد بغدادى فى عيد الأضحى القادم ولم نستقر بعد على اسمها النهائى.
وما هو دورك فيها؟
"مش عايزة أحرق الدور" لكن هى مسرحية استعراضية سياسية اجتماعية تدور فى قالب كوميدى.. ألعب فيها 7 شخصيات مختلفة.
قرأنا مؤخرا عن قضية رفعتها ندي بسيوني علي منتج مسرحي.. فما القصة؟
كانت إحدى مؤسسات الإنتاج الفنى ولا أود أن أذكر اسم صاحبها.. كان قد وضع صورتى على أفيش مسرحية بعنوان "الباشا فى الفلاشة" التى عرضت فى موسم عيد الفطر الماضى بالعين السخنة ولما كنت غير متواجدة كبطلة فى العمل .. قررت اتخاذ إجراءاتى القانونية وقدمت شكوى فى نقابة المهن التمثيلية.. ولكن المشكلة كلها انتهت باعتذار هذه الجهة الإنتاجية لى وأن هذا المنتج أقسم أنه غير مسئول عن هذا الموضوع.
سخرية
قضية أخرى كان اسم ندى بسيوني طرفا فيها حيث يقول الخبر إن الحلقة 12 من مسلسل في اللا لا لاند الذي عرض خلال شهر رمضان الماضي.. جاءت بطلته دنيا سمير غانم ومعها النجم ماجدي المصري وحمدي الميرغني ومحمد سلام وهم تائهون في الصحراء يبحثون عن ماء.. فيقول المصري.. هانشرب من قطرات الندي في حين أعتبر البعض أن رد دنيا عليه بالقول قطرات ندي بسيوني.. هو سخرية منك.. فكيف ترين الحدوتة؟
أراها حدوتة ظريفة لا أكثر.. فتعليق دنيا كان "لذيذ" وليس فيه أى سخرية ودنيا حبيبتى جدا وتقبلت الموضوع كدعابة "مش تريقة ولا حاجة".
نري أن نشاطك في المسرح أخذك من الدراما التليفزيونية .. فمنذ مدة لم نشاهد ندي بسيوني علي الشاشة الصغيرة؟
قدمت منذ عامين مسلسلي "أريد رجلاً" و"ألف ليلة وليلة" وأقرأ من وقتها أعمالاً لا أريد أن أقبل منها إلا المتميز جدا خاصة بعد دورى الهام فى مسلسل أريد رجلاً .. وبالفعل وقع اختيارى على عمل أعود به سأبدا تصويره قريبا جدا وأعد جمهوري أنه دور "فظيع".
بالفعل كان دورك في "أريد رجلاً" مميزاً حيث الأم التي تكتشف مرضها بالسرطان قبل شهور من زفاف ابنتها الوحيدة.. حتي أن الله يتوفاها قل أن تشاهد ابنتها عروساً.. كيف جسدت هذه المشاعر؟
والدتى "رحمها الله" عانت من هذا المرض اللعين ثلاث سنوات ونصف قبل رحيلها.. وقد عايشت معها التجربة تماما.. وأعرف جميع أعراض هذا المرض وما يمر به صاحبه.. وقد استدعيت كل تفاصيل التجربة وصورة أمى ورسمت بنفسى دور "نجوى" في أريد رجلاً.
وكيف تنظر ندي بسيوني للأمومة بشكل عام؟
المرأة بشكل عام هي عماد المجتمع.. بل هي أساس الكون كله.. والمولي عز وجل كرم الأم تكريما كبيراً.. وفي الأحاديث النبوية الشريفة يقول رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم" أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك.. فلا شك أن الأم هى أعظم شىء فى الوجود.. والمرأة بشكل عام فى مجتمعنا قد نجحت فى الحصول على حقوق كثيرة ومازالت فى حاجة لاكتساب حقوق أكبر، وكلما تطور المجتمع كلما شعر أكثر فأكثر بقيمة المرأة.
ولكن مازالت فئات كثيرة من المجتمع تعمل بنظرية "سي السيد"؟
المرأة المصرية في مصر القديمة.. كانت قاضية وطبيبة وملكة وكاهنة ومفكرة اقتصادية مثل حتشبسوت وكان يصنع لها تماثيل بمثل حجم الرجل بالضبط توضع في المعابد الفرعونية.. لكن موضة سي السيد هذه جديدة علي مصر ويجب التخلص منها نهائياً .. فالمرأة في عصرنا الحديث تقوم بنفس مهام الرجل بل وأكثر .. وحسبنا في تجربتها الأخيرة ونزولها ميادين الثورات والانتخابات.
إذا عدنا للفن.. قدمت هند صبري هذا العام مسلسل "حلاوة الدنيا" الذي يحكي من الألف للياء عن حياة مريضة سرطان الدم.. فكيف وجدت هذه التجربة وقد سبق وقدمت نفس الشخصية؟
للأسف لم أتابع هذا المسلسل.. ولكنى أتذكر دور نيللى كريم مع هانى سلامة فى فيلم "إنت عمرى" للمخرج خالد يوسف .. وكيف كان أداؤهما رائعاً فى تجسيد مراحل هذا المرض الذي سبق وذكرت أنى عايشتها مع أمى وأعرفها جيداً.
قدمت في الإذاعة هذا العام مسلسل "فرحات والتلات ورقات" فكيف وجدت التجربة؟
كانت ردود أفعال الناس فى رمضان جميلة أوى، عن مسلسلى الاذاعى "فرحات والتلات ورقات" خاصة وأنى قدمت من خلاله شخصية جديدة علىّ تماما، "المرأة اللعوب" التى من المفترض أنها تضحك على من حولها.. وأستمتعت جدا بهذه الشخصية من خلال ورق الكاتب أحمد درويش الذى أبدع فى رسم تفاصيل باقى الأبطال بالمسلسل، وكذلك المخرج حسين إبراهيم وهو من مخرجي الإذاعة المتميزين.
حدثينا عن ندي «سفيرة النوايا الحسنة»؟
أنا مواطنة مصرية فى الاساس ، بعيداً عن كوني فنانة أو سفيرة، مثل كل سيدة مصرية كانت تعاني وتخاف على بيتها وأسرتها، وبلدها "مصر" التى ليس لها سواها ، و لو أنا أقدم خدمات اجتماعية ، فهناك قنوات شرعية أكثر الآن .. تتم تلك الخدمات من خلالها ، وللعلم تم تنصيبي سفير الإنسانية نتيجة النشاط الاجتماعى الذى سبق وأقدمت عليه داخل المجتمع لإفادة الناس ، ومنصب سفيرة للنوايا الحسنة أحاول ، العمل من خلاله لمساعده الناس ، وهذا هو الهدف الأسمي بالنسبة لي، بعيداً عن الشو تماما، أقوم بعمل أي شيء يطلب مني للإنسانية ، وخدمات لبلدى ، ولأولاد بلدى ولا أتردد فى قبول ذلك ، سواء كان فى مستشفى أو شارع أو مرضى من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الصم والبكم ، الى آخره.. وتشير ندي الى أنها تسعي لمساعده الناس بعيدا عن عدسات الاعلام، وذلك ردا على ما يقال بأن سفراء النوايا الحسنة .. مناصب للـ "شو" ولايفيدون الناس ، وتضيف.. وديننا الحنيف يحث على ذلك ، وأحمد الله إذا كنا سبباً أو قناة شرعية لتوصيل المساعدات إلي الناس ، والخدمات إلي الآخرين، وفى رأيي لو كل أسرة قادرة تكفلت بأسرة فقيرة ، لانصلح حالنا جميعا، "فالتكافل الاجتماعى" فى صميم الدين والإيمان الحقيقي.
وما الرسالة التي توجهينها للناس من خلال عملك هذا؟
أقول للناس أى عمل خير بتعملوه.. سواء لبني آدم أو حيوان أو للطبيعة حتي.. فهو يعود عليكم .. وأي رحمة تمارسونها علي أى مخلوق.. هي تعلمكم وتبصركم علي مفهوم الرحمة المطلقة للخالق سبحانه وتعالي.
هل تذكرين موقفاً معيناً في هذا الإطار لا تستطيعين نسيانه؟
من أصعب تجارب حياتى وجودى داخل مستشفى الأمراض العصبية فى شهر أبريل عام 2011،فى عز الانفلات الأمنى ،وكلفت بالذهاب إلي هناك من جانب المركز الكاثوليكى لأن هناك طبيباً معالجاً لهؤلاء المرضى، يعالجهم بالتمثيل على خشبة مسرح داخل المستشفى.. تصور!، وحضرت العروض المسرحية الخاصة بالمرضى واستمتعت بها جدا ، وقمت بتصويرها "فيديو" ، وكنت أجلس فى الصف الأول مع أطباء المستشفي ، ومن خلفنا المرضى زملاؤهم ، لدرجة أننى حرصت بعد انتهاء العرض على التحدث مع ممثل "مريض" منهم كان يقدم «دور هايل» وقمت بتحيته ، فوجدته فى عالم آخر، ولم يرد عليّ، وممثل "مريض" آخر، كان خفيف الظل وهو يمثل على خشبة المسرح، وكان متهماً بجريمة قتل على أرض الواقع ، والحقيقة أنها كانت تجربة تستحق العناء والمجهود ،لأنها فريدة من نوعها .. وتؤكد ندي: ربنا خلقنا من أجل خدمة الغير ، بأى وسيلة ، حتى ولو من خلال تبسمك فقط فى وجه أخيك، فهى صدقة كما تعلمنا من رسولنا الكريم "عليه الصلاة والسلام".. حتى الرفق بالحيوان ورعاية الأزهار.. وللعلم أرفض قطف الورود .. ولا أحب أن يهدينى أحد «بوكيه» من الزهور وأفضل عليها الشيكولاتة ، وهذه فلسفة" خادم القوم سيدهم "..ونحن جميعا فى عرض "حسنة" يوم العرض فى الدار الآخرة.
ندي.. في النهاية.. حدثينا عن سر جمالك ورشاقتك الدائمة؟
وزني وجسمي وشكلي لم يتغيروا منذ عام 1998.. حيث أنهيت فترة رضاعة ابنتي مايا، وعن نفسي طول عمري أمارس رياضة المشي والسباحة وأشرب ماء ساخناً علي الريق وبعد الأكل الدسم بثلث ساعة أشرب «شاي أخضر» .. هذا نظام ثابت وأساسي في حياتي.