بعد حلقة ريهام سعيد القنبلة .. إعلاميون علي خط النار .. والعقاب ينتظر الجميع!!
الملف إعداد : هبة عادل - رشا صموئيل
الشرارة .. ربما كانت هي ما تحتاج إليه لفتح بعض الموضوعات والملفات الساخنة الشائكة..
وفيها ننطلق نحن أيضا لنبحث وراء الحقائق ونفتش في اسباب.. نسعي لإيجاد نتائج وحلول واضعين في الاعتبار أن بين الحرية والمسئولية خيطاً رفيعاً وأن من يقترب منه إن لم يكن مالكا للكثير من الحذر فإنه حتما سيقع في براثن قد لا يكون له قدرة علي تحملها!!
وفي إعلام هذا الزمان.. العديد الذين اتخذوا من النيران رهانا للنجاح دون أن يعبأوا أن الاقتراب من النيران لا يمكن أن يترك احدا دون آثار جسيمة...
الشرارة
وكما قلنا إن شرارة مدوية قد تثيرنا إلي ما هو أبعد بكثير من تسجيل وجودها حلقة للمذيعة الشهيرة والمثيرة للجدل وهي ريهام سعيد كانت منطلقنا لهذا التحقيق فيقول الخبر باختصار .. أنها في برامجها «صبايا الخير» الذي تعرضه «قناة النهار» قد استضافت مؤخراً زوجة تعترف بخيانتها لزوجها الذي مازالت في عصمته وأنها حامل من هذا الآخر الذي خانت زوجها معه وقد أتت ريهام في الاستديو بهذه الزوجة و عشيقها ليرويا أسباب ودوافع قصة حبهما وسقوطهما في الخطيئة فيما استضافت ريهام في مشهد آخر من الحلقة والد الزوجة وزوجها الذي يرفض تصديق اعترافات زوجته.
وإذا كانت ريهام قد دأبت في برنامجها علي «نبش» كل ما هو غريب ومثير وشاذ علي مجتمعاتنا المصرية والعربية إلا أننا هنا أمام صدمة من العيار الثقيل غير المعتاد ولا المألوف..
وفيما أثارت الحلقة استياء الرأي العام كانت للجهة المسئولة عن الإعلام والإعلاميين في بلدنا الآن وهي المجلس الأعلي للإعلام تحركات في اتجاه إنزال عقوبة علي سعيد وبرنامجها.
«السؤال»
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبعيداً تماما عن رأينا الشخصي هل الإعلامي مسئول عن كلام ضيوفه؟ هل ما يخرج من لسان المصدر يحاسب عليه المذيع إلي حد يصل إلي درجة العقوبة؟
بهذا السؤال توجهنا إلي اطراف ومصادر عدة معنية بالأمر.. للوقوف علي الحقيقة فماذا قالوا..
حساسية
في البداية قال حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام: أولا يجب أن تتغير تماما مفاهيم الثقافة والإعلام في بلدنا.. أعني أن الثقافة الإعلامية تحديداً يجب أن تختلف في أذهان المشاهدين والعاملين في المهنة أيضا والمذيع أو الإعلامي يجب أن يكون منتبها تماما أنه مسئول عن الضيف الذي استدعاه للحديث معه في الحلقة وأن ما يقوله هو علي مسئوليته بالتأكيد فلا يمكن القبول بعرض أي كلام جارح لا يحترم القيم المجتمعية المتعارف عليها.
ولو أن هناك بعض المواضيع ذات الحساسية الخاصة يجب التنويه عنها بأن يكون مشاهدوها فوق 18 عاماً وما يخرج عن هذه الأطر ولا يراعي تلك المعايير بالطبع يكون مستوجبا للعقوبة.
سألنا زين.. ماذا لو كانت الحلقة علي الهواء والضيف فاجأ المذيع بكلام خارج عن الإطارات المعروفة هل يحاسب المذيع أيضا في هذه الحالة.. قال حسين.. بالطبع لأنه مادام الإعلامي قد اختار مصدرا معينا للحديث في موضوع ما فأكيد هو اختاره وهو علي يقين مسبق بهذا الضيف واتجاهاته الفكرية بما يسمح له بتوقع مجري الحديث وبالتالي الإعلامي هنا عليه بالتأكيد مسئولية ضمنية علي كلام الضيف الذي إذا كان خطأ فالعقاب سينال الإعلامي وفق هذه المسئولية الضمنية.
عشوائية
أما حمدى الكنيسى نقيب الإعلاميين فقد أوضح أن هناك خلطاً فى الأوراق مابين مهام المجلس الأعلى للإعلام ونقابة الإعلاميين ،الأول وظيفته مخاطبة ومحاسبة المؤسسات من القنوات ولكن الجهة الوحيدة المنوط بها محاسبة ومتابعة الإعلاميين هى نقابة الإعلاميين نفسها وتعددت الانتهاكات التى تم رصدها وأبرزها ماحدث مع قناة «ال تى سى» حيث قررت النقابة وقف برنامج المذيعة شيماء جمال الشهيرة بـ (مذيعة الهيروين) وإحالتها للتحقيق بنقابة الإعلاميين وذلك عقب تناولها الهيروين المخدر على الهواء فى إحدى حلقات البرنامج ، قبل أن تثبت للجمهور أنها مزحة وبالنسبة للحلقة التى عرضتها ريهام سعيد هناك لجنة تعمل من أجل هذا الموضوع وأؤكد بصفتى نقيب الإعلاميين أن الإعلامى هو المسئول الأول لأن من حقه وقف عرض الحلقه على الفور لو الضيف تجاوز الحد المسموح به ،وهناك عقاب رادع ينتظر كل إعلامى يتجاوز الخطوط الحمراء وهناك مسؤلية كبرى على المنظومة الإعلامية الجديدة والتى تشتمل على نقابة الإعلاميين والمجلس الأعلى للإعلام وأيضا الهيئة الوطنية للإعلام وعلي كل هذه الجهات القيام بدورها بشكل حازم وسريع لتعيد للإعلام توازنه وتنقذه من حالة الانفلات والفوضى والعشوائية السائدة الآن.
وقف البرنامج
وتؤكد د. ليلي عبدالمجيد أستاذ
التشريعات الإعلامية بكلية الإعلام جامعة القاهرة أن المذيع ليس «بوسطجي» ثم «هل ناقل الكفر ليس بكافر» الإعلامي الجيد مفروض يكون واعياً ومؤهلاً وأن ينتقي ضيوفه بعناية بما لا يعرضه هو شخصيا لمسئولية أو يضعه في حرج.. لأن في نهاية الأمر المذيع «مش مضروب» علي ايده لقبول أي ضيف أو عرض كلام يتنافي مع قيم المجتمع والدين وبالتالي من غير المعقول أن نترك العابثين بهذه القيم وتلك المعايير المهنية دون محاسبة.
وتؤكد د. ليلي علي معلوماتها أن الهيئة الوطنية للإعلام ولجنة الرصد والشكاوي فيها قد حققت في موضوع حلقة ريهام سعيد واتخذت موقفا وقراراً بوقف البرنامج مؤقتا خاصة وأنها ليست الواقعة الأولي لهذه المذيعة تحديداً.. والتي تثير فيها الجدل بسبب خروجها عن التقاليد والعادات الاجتماعية وإذا كان هذا من أجل زيادة نسب المشاهدة علي حساب تلك القيم فلا أدري كيف تتركها القناة نفسها.
وبشكل عام انطلقت عبدالمجيد مطالبة باتخاذ إجراءات ضد كل ما يعرض لهدم القيم والعادات والدين وأساليب التنشئة السوية في المجتمع مؤكدة علي ضرورة عقاب هؤلاء لأنه من غير المعقول ترك المجتمع لعبة بهذه الصورة في أيدي هؤلاء.
فيما تعتقد د.ليلي أن المذيعة في هذه الحالات ليست فقط مسئولة وإنما هي التي تسعي متعمدة وقاصدة لإثارة مثل هذه النوعية من الموضوعات واستضافة تلك المصادر.
ضوابط
من جانبه أضاف د. صفوت العالم استاذ الإعلام السياسي بكلية الإعلام جامعة القاهرة : على المجلس الأعلى للإعلام اصدار كتيبات تحدد ما يسمى بضوابط المنظومة أو مرتكزات الأداء المهنى تحتوى على قواعد للأداء الإعلامى وهذه القواعد ليست ضد حرية الإعلام ولكنها للحفاظ على هويتنا وتكون وظيفتها تقنين الأداء بمجموعة من القواعد الأساسية وتحديد العقوبة والغرامات المالية لمن يخرج عن الإطار المحدد له ولابد أن توزع هذه الكتيبات على جميع القنوات وعليهم الالتزام بها ولابد أن نقر أن ما تناولته حلقة ريهام سعيد بعيد تماما عن المهنية وعن التناول الإعلامى الراقى المحترم وأن الحلقة فى مجملها تخالف القواعد والمبادئ والقوانين وتمثل اعتداء صارخا على حياء المشاهدين ومن حق لجنتى الشكاوى والتقييم الإعلامى التابعتين للمجلس الأعلى للاعلام رفع توصية إلى المجلس لوقف بث القنوات التى تذيع هذه النوعية من البرامج.. ثم استطرد حديثه عن جزئية إغراء الإعلانات وتأثيرها علي اختيار هذه الموضوعات وعن خطورة ذلك يقول العالم ليس من المنطقى لكي ما تستقطب بعض القنوات أكبر كم من الإعلانات التى تدر عليها الملايين أن تلجأ لتقديم برامج مسفة غير إخلاقية وظيفتها الوحيدة هدم القيم الأسرية وهذه النوعية من البرامج لو أحدثت (فرقيعة) مؤقتة فلن يدوم نجاحها علي المدي البعيد.
ولكن هل ترضي الآراء السابقة الإعلاميين.. توجهنا لسؤال بعضهم.
خطوط حمراء
قال الإعلامى الكبير محمد على خير الذي يقدم برنامج «المصري أفندي» علي قناة القاهرة والناس: بالطبع يقع العبء الأكبر علي مقدم البرنامج لأنه فى وجه المدفع وهو المسئول على ما يقدم ومن حق الجهة المسئولة محاسبته حيث يملك حرية وقف الحلقة أو استكمالها وبالطبع لايمكن أن نتجاهل دور إدارة القناة لأنها على علم كامل بالخطوط العريضة بما يتم عرضه بالحلقات، وأرى أن البرامج التى لا تهتم غير بالجزء الأسفل من جسم الإنسان لا تتمتع بالجرأة كما يقولون وإنما ما هي إلا برامج مسفة تندرج تحت بند التجاوز الأخلاقي لأنها لا تكترث بتأثير ذلك على المجتمع وأعتقد أننا نواجه كارثة حقيقية بكل المقاييس لأن ماذا يستفيد الجمهور عندما يشاهد زوجة حامل بالزنى؟ وما حجم الخسارة لو لم يعلم بالقصة؟ بالطبع نحن لسنا بمجتمع ملائكى ولكن لايجب تسليط الضوء على نموذج شاذ نفسيا كهذا ولو تحدثنا مهنيا فالبرامج ليست مجالاً لعرض حالات الزنى والاغتصاب أوالجن والعفاريت ولكن للأسف أرى أن هذه النوعية من البرامج لها توجه آخر غير الهدف المهنى وهو البحث على أعلى نسبة مشاهدة واستقطاب أكبر كم من الإعلانات ليس إلا وهو الوضع الذي لا يجب السكوت عليه أو تركه بلا رادع أو حساب.
الجرأة مطلوبة
فيما تخالفه الرأي المذيعة المحبوبة مفيدة شيحة.. إحدي مقدمات برنامج «الستات ما يعرفوش يكذبوا» وتقول:
بصفتى إعلامية أؤكد بكل ثقة أنه ليس من العدل محاسبة الإعلامى أو مقدم البرنامج وحده لأنه ليس مسئولاً بمفرده عن محتوى البرنامج بل هناك قناة وفريق إعداد وجيش متكامل يقف وراء ظهور البرنامج لابد أن يحاسبوا لو حدث خروج عن الإطار والميثاق المحدد.. ثم تستكمل حديثها قائلة: رأىي الشخصى بوجه عام وليس فى قضية بعينها لأنى لاأملك أن أقيم عمل زميل لى ، ولكن بما أننا أصبحنا مجتمعاً أكثر ديمقراطية وانفتاحا عن ذى قبل إذن لماذا لا نقدم البرامج الأكثر جرأة التى تنقل المشاكل الموجودة على ساحة المجتمع بمنتهى الشفافية دون تجميل للواقع المؤلم حتى لو كانت مشاكل ظاهرية؟! فمن المهم أن نستوعبها ونتفهمها ونحاول عرضها على الساحة لتقييمها وحلها لأن عرض البرامج للموضوعات الأكثر جرأة على الساحة يكون بمثابة جرس إنذار وتوعية للجمهور وهذا أمر مهم جدا لأن الوقاية خير من العلاج مما يجعلنى أسأل: إلى متى نتشبه بالطاووس وندفن رؤسنا فى الرمال كالنعام؟!
خطورة اجتماعية
ولأن الإعلام والمجتمع في كثير من الأحيان هما وجهان لعملة واحدة..فإن ما يقدمه الإعلام سينعكس حتما بدوره علي هذا المجتمع ومن ثم كانت لنا هذه الوقفة في المحطة الأخيرة من هذا التحقيق مع المعنيين بأمر البشر وهمهموهم في هذا المجتمع.
وفي البداية تقول الكاتبة الصحفية زينب منسي .. الناشطة الحقوقية والمدير التنفيذي للمؤسسة المصرية للتدريب وحقوق الإنسان:
لا أدري لصالح من يتم التلاعب في قيم وثوابت المجتمع ودينه وأخلاقه!
لا يمكن أبدا قبول أن يكون الإعلام هو أحد أسباب انتشار الرذيلة خاصة ونحن في مرحلة نجد فيها للأسف الشباب قد تغير كثيرا ومن جهة أخري أن أحدا لا يراعي أو يلتف لهمومه الحقيقية وهذا الشباب يتخذ من ظهور هذه الحالات في هذه البرامج ذريعة يتكئ عليها لالتماس أعذاره واندفاعه في طريق الخطأ بكل أنواعه وهو ما يضاعف من حجم خطورة هذه البرامج التي أنا بالطبع مع وجود عقوبات علي مرتكبيها ومقدميها ومن غير المقبول قول هؤلاء الإعلاميين إننا نكشف الواقع لإيجاد حلول لهذه الظواهر ففي السابق عندما صنعت السينما أفلاماً تعالج ظاهرة إدمان المخدرات ماذا حدث غير أن الإدمان انتشر وزاد؟!
ليس هناك مانع أن يعرض الإعلامي قضايا المجتمع الساخنة ولكن أسلوب العرض عليه عامل كبير ويمكن أن نطرح كل المشاكل لكن في حدود الأداب العامة، وعلي الإعلامي بذل جهد في هذا الإطار لخروج برنامجه بشكل متوازن ومن يخرج عن هذه الحدود.. يجب محاسبته لأنه شريك اساسي مع ضيوفه وعليه جانب كبير من المسئولية لا يمكن نفيها وإذا تركت المسائل بلا حساب فلن نستطيع السيطرة فيما بعد.
كارثة
ويقول د. سيد صبحي استاذ الصحة النفسية والعميد الأسبق لكلية التربية بجامعة عين شمس: الحقيقة أن ما جاء في حلقة برنامج «صبايا الخير» الذي تقدمه ريهام سعيد وأذيع علي قناة النهار من تناول مأساة زوجة واعترافها الخطير بخيانتها لزوجها ومواجهته بمنتهي الجرأة بحملها بالزني من عشيقها هو أمر خطير جدا والقيام بعرض هذه الكارثة علي أنها مشاكل المجتمع الواقعية يدخل مجتمعنا منطقة مظلمة ويجعل منه مجتمعاً مضطرباً ومنحلاًَ بعيدا تماما عن المسار النفسى السوى وأعتقد أن عرض هذه النماذج الشاذة هو ضرب بكل عادتنا وتقاليدنا بعرض الحائط كأننا نشجعها على الانتشار وهى فى الحقيقة لا تعبر عن مشاكل المجتمع إطلاقا بل هي مجرد حالات نادرة جدا وليست بالقاعدة وعرضها إعلاميا هو ضد المبادئ الأخلاقية والإنسانية تماماً ولذلك لابد من أن نرفض هذه الأطروحات واللقاءات وهذه العروض المؤسفة التى تظهر شذوذ بعض النساء وتصور نموذج المرأة المصرية على أنها نوع من القضايا الاجتماعية ولو كان ولابد من عرض هذه القضايا فلتقدم علي أساس أنها مشكلة منفرة وضد تقاليد المجتمع والقيم والدين ولايجوز إطلاقا أن نؤيدها بل علينا دائما أن نظهر أن العفة والطهارة والنقاء والصفاء هى أخلاقيات المرأة المصرية وغير ذلك لابد أن نشعر بنفور وتقزز منه.. أما عرض هذه المشاكل بشكل آخر فبالطبع يضع العبء الأكبر على المذيع لأن لديه حرية اختيار الرفض أو الموافقة لأن من المتعارف عليه أنه من المستحيل أن مقدم البرنامج يعرض مادة هو غير مؤمن بها أو معترف بصحتها فكيف نعفيه من المسئولية إذن أو نعترض علي عقابه؟!
***
مدافعة عن نفسها.. ريهام سعيد : أنا غير مسئولة عن حكايات ضيوفى .. و الناس كده كده بتتكلم
ريهام سعيد.. هذه المذيعة التي اشتهرت من خلال برنامجها "صبايا الخير" وما تقدمه فيه بأنها المذيعة المثيرة للجدل.. فاجأتنا بالحلقة التى فتحت أبواب تحقيقنا هذا.. وهى التى بلغت من الجرأة وتجاوز كل الخطوط الحمراء إلي الحد الذى تستضيف فيه زوجة خائنة مع عشيقها فى كادر واحد وهى تعترف بحملها منه سفاحاً بل واصرارها على إكمال حملها مهما كلفها الأمر.. فيما استضافت ريهام الوالد والزوج فى مشهد آخر وفى حوار أكثر إثارة ليؤكد الزوج عدم رغبته فى تطليق زوجته الخائنة بل وعدم تصديقها.
ولأن ريهام إعلامية ذات باع.. ولأنها قد خاضت معارك سابقاً و"انقرصت".
فقد أدركت بحسها المسبق أن عرضها لهذه القضية فى تلك الحلقة سيعرضها بالطبع للاستياء على أقل تقدير.. وللنقد والهجوم وربما "العقاب" .. فقد لاحظنا أنها تعمدت فى الحلقة وبين السطور وفى مواضيع عدة من لقطات الحوار أن تؤكد وكأنها تدافع عن نفسها سلفاً.. بأنها ضد كل هذا وما يعرض وقالت: أنا مش مسئولة عن الكلام الذى يقوله ضيوفى فى الحلقة ولا عن صحة ما يقولونه وأرى أن ما حدث هو جريمة ولا يمت للاخلاق والتقاليد والأصول بصلة.. وقد تحدثت بشكل استنكارى جداً للعشيق الذى يبرر سبب وقعوه فى الخطيئة مع الزوجة وقالت له ريهام.. مهما حاولت أنا مش شايفة حاجة صح خالص.. أنا مش عارفة أتكلم.. مش عايزة أهاجمكوا.. أنا مش قاضى عشان أحاسبكوا.. بس مش قادرة برضه أقول لكم أنتوا صح.
وتكمل ريهام: أنا متخلبطة أوى أوى من الحلقة دى ومن الحوار ده.. ربنا يعافينا يارب .. وأشارت ريهام لانتباهها من أن الكل سيلومها على إذاعة هذه اللقاءات فأكدت أن أصحاب هذه القضية قد نشروها على الفيس بوك.. وأن كل الناس رأت وقرأت وعرفت وأن الشرقية كلها.. (موقع الأحداث).. عارفة كل شىء من قبل إذاعة ريهام سعيد للحلقة وأن جميع ضيوفها قد أتوا للتصوير أمام كاميرات البرنامج بمحض إرادتهم، فيما أكدت ريهام أن كل غرضها من استضافة أطراف هذه القصة البشعة هو حقن الدماء.. حتى لا نتركهم يقتلون بعضهم البعض وتكون قد تركنا الغلط يتصلح بارتكاب غلط أكبر ..
وقد اردنا عرض الحلقة بطلب شخصى منهم.. فهم من لجأوا لنا وكان يجب على سبيل الشفافية أن نحل الأمر أمام الجميع..
وعادت ريهام لتؤكد أن الزوجة غلطانة طبعا وتستحق العقاب بل والسجن.. لكن يجب ألا نلجأ للعنف فى حل قضايانا ومشاكلنا.. وهدفى أن أقصر الشر بدل ما نلاقى حد اتقتل!!
وإذا لامنى الناس على هذه الحلقة.. مش مهم عندى كلام الناس.. الناس كده كده هاتتكلم.
***
سوابق ريهام سعيد
وفى هذا الاطار نعرض لمجموعة من عناوين حلقات ريهام سعيد التى اعتادت فيها على كشف عورات المجتمع وتعريته وذلك على سبيل المثال لا الحصر..
زوجة تقتل ابنة زوجها بطريقة غريبة جدا والسبب كارثي
زوج يذبح زوجته بطريقة وحشية ويفصل رأس ابنته عن جسمها والسبب من أغرب ما يمكن
فتاة تتزوج شاباً عرفىاً وينتهى الحال به هو وأخوه لمصير غريب جدا
فتاة تذهب فرح أخيها وترجع ومغتصبة ومقتولة
زوجة تقتل زوجها وتمزقه وتمارس الجنس مع عشيقها
أم تلقى بابنتها من العربية تفرغاً لعشيقها ولعدم إزعاجه
غير أن حلقة الزوجة الخائنة وعشيقها لم تكن الأولى فى ملف الحلقات المثيرة للجدل فى تاريخ ريهام سعيد.. بل وفى قائمة الحلقات التى استدعت عقاب ريهام .. فكلنا نتذكر القضية الشهيرة إعلاميا بقضية "فتاة المول" وهى باختصار عن فتاة قام أحد الرجال بالتحرش بها فى أحد المولات والتعدى عليها بالضرب ولما اسضافت ريهام هذه الفتاة.. قام فريق اعداد البرنامج بالاستحواذ على محمول الفتاة ومن خلاله تم عرض صور شخصية لها على الشاشة دون علمها مع تعليقات جارحة ومهينة جداً من ريهام وكانت قد عوقبت وقتها أولاً من جانب جمهورها الذى أدانها بشدة عبر وسائل التواصل الاجتماعى.. ثم أن المعلنين بدورهم قاموا بسحب اعلاناتهم من برنامجها.. الأمر الذى دفعها للاستقالة أو "للإقالة" التى أقعدتها فى بيتها لشهور طويلة.
وهنا نريد الإشارة إلى أن استدعاء ريهام لضيوف فى حلقاتها يتكلمون فى أشد مناطق المجتمع حساسية وخصوصية هو عادة حلقاتها.. فقبل حلقة "الزوجة الخائنة".. عرضت حلقة عن زوجة أخرى تدمن المخدرات ومن أجل احتياجها لهذا المخدر من التاجر قد اضطرت لممارسة الجنس معه ولما "زهق" منها طلب أن يمارسه مع طفليها الولد والبنت وهو ما وافقت عليه الأم التى كانت تذهب بأولادها بيدها إلى مخزن.. وعندما ينتهى التاجر من فعلته الشنيعة بعلم الأم.. يعطيها المال والمخدرات.. فيما نذكر أن هذه القصة حكاها لريهام على الشاشة الزوج.. والد الطفلين وجدتهما.. فيما يظهر الأب وهو يشكر ريهام على عرضها لهذه القضية التى سمح فيها لطفلته ذات الثماني سنوات أن تتحدث عن تفاصيل عملية اغتصابها من تاجر المخدرات!!
***
حالات متكررة .. والطابور طويل!!
وحتي لا نكون هجوميين.. فهذا ليس دورنا علي الإطلاق.. ولكن عرض الحقائق هو ما نهدف إليه.. فنقول ودون أدني انحياز لهذا أو ذاك.. وحتي يكون طرح تساؤلنا الرئيسي موضوعياً.. إن حالة إثارة الجدل التي خلقتها حلقة ريهام سعيد أو برنامجها بشكل عام.. ليست الأولي في عالم الإعلام.. فقد سبقتها قبل نحو عشر سنوات وأكثر.. الإعلامية الكبيرة د. هالة سرحان أثناء تقديمها برنامج «هالة شو» حين قدمت الحلقة الشهيرة إعلامياً بحلقات «بنات الليل» والتي ظهر فيها ثلاث فتيات تحدثن عن أسرار عالم الليل والسقوط وفتياته.. قامت الدنيا ولم تقعد وقالوا إنها حلقة «مفبركة» حيث قالت الفتيات انهن ذهبن للحلقة ليجلسن في مقاعد الجمهور ويصفقن لتقاضي الواحدة 30 جنيها ولما كانت سرحان في ورطة.. طلبت من البنات أن يمثلن دون فتيات ليل علي أن يتم تشويش وجههن وصوتهن مقابل 200 جنيه ولما وافقن وتعرضن لمشاكل عائلية رهيبة أدعين انها حلقة مفبركة.. فيما قالت د. هالة آنذاك من غير المعقول تصديق هذا بعد تاريخي في مجال العمل الإعلامي لأكثر من ربع قرن.. ولكن جاء قرار نيابة استئناف القاهرة بصدور حكم بمنع عرض الحلقات الأخري من البرنامج بعد عرض حلقتين منه.. وقد نالت سرحان ما نالته آنذاك من استياء جماهيري شديد.
حالات
وفي عصرنا الحديث لطالما نجد حالات مشابهة.. يتم فيها استضافة نجوم مجتمع معروفين بموافقهم وتصريحاتهم المثيرة للجدل.. فنجد الإعلامي الكبير مفيد فوزي وهو يستضيف الدكتورة نوال السعداوي ويقدمها بصوته قائلاً: هي شخصية تصادمية لا تلتفت لإشارات المرور في شارع الحياة .. شجاعة .. تعبر دائماً الحدود الآمنة المتعارف عليها، فيما نجد السعداوي تظهر لتتحدث عن قبولها لزواج المثليين مع الإعلامية وفاء الكيلاني في برنامج ضد التيار وتقول: ما حدش من حقه يتدخل في حرية وحياة حد!!
ونجد المشاغبة دائماً.. المخرجة إيناس الدغيدي وقد استضافتها المذيعة سالي عبدالسلام في برنامج «المتوحشة» لتناقشها في تصريحاتها المتكررة حول قبولها إقامة علاقات جنسية قبل الزواج وقد ناقشتها في ذات المواضيع راغدة شلهوب في برنامج (100 سؤال) وتكرر ظهورها حول نفس القضايا مع وفاء الكيلاني وطوني خليفة ونيشان الذين أكدوا جميعا استضافتهم لامرأة معروفة بصراحتها وجرأتها.
فيما نجد الكاتبة فاطمة ناعوت وهي تظهر مع معتز الدمرداش في برنامج (90 دقيقة) لتتحدث بعد عودتها إلي مصر إثر سفرها بعد توقيع عقوبة عليها بتهمة «ازدراء الأديان» عندما تحدثت عن قضية ذبح الحيوانات في عيد الأضحي المبارك وظهرت أيضاً مع يوسف الحسيني في برنامج «السادة المحترمون» للحديث حول نفس الموضوع فيما استضاف عمرو أديب في برنامج (كل يوم) المفكر إسلام بحيري الذي تم سجنه هو الآخر بتهمة (ازدراء الأديان) وتحدث في قضايا شائكة مع أديب عن حبسه بسبب رأيه في ضرورة تجديد التراث.. الأمر نفسه الذي ناقشه فيه الإعلامي معتز الدمرداش (90 دقيقة).
.. فهل سينال كل هؤلاء الإعلاميين عقوبات ما إن تحدث ضيوفهم في هذه الموضوعات أو ما شابهها.. هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة في عمر الإعلام المصري.
***
مفارقة
وفي مفارقة ورأي، لم نكن لنغفله بين طيات وسطور تحقيقنا هذا.. كانت هذه المداخلة التليفونية التي تحدث فيها الشيخ صبري فؤاد من علماء الأزهر الشريف.. ليدلي برأيه في قضية الزوجة الخائنة وحملها.. ونحن هنا لسنا بصدد عرض الفتوي التي طرحها الشيخ ولكن ما يهمنا هو ترحابه بريهام سعيد وبرنامجها حتي انها عندما اعتذرت له علي المكالمة في وقت متأخر من الليل بعد عرض حوارات الضيوف قال لها: البرنامج بتاعك يستحق اننا نسهر معاه للفجر.. مضيفا: الله يبارك في حضرتك يا أستاذة ريهام.. كثير من القضايا بتاعتكم بنزلها علي صفحتي في الفيس بوك.. وانتي ما شاء الله يعني بتنالي إعجاب الجماهير.. الصغير منها قبل الكبير.. لدرجة أن ابنتي في خامسة ابتدائي كاتبة قصيدة شعر في حبك.. ما شاء الله عليكي.
وفيما رأي هذا هو تعليق الشيخ صبري..
أردنا أن نعرف رأياً آخر في موضوع المطالبة بعقوبة الإعلاميين فسألنا فضيلة الشيخ جمال قطب.. رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر الشريف والذي أكد ضرورة وضع قواعد واضحة ومحددة تسير علي خطاها الهيئة الوطنية للإعلام.. ولكن المشكلة أن المعايير التي تحكم هذه الضوابط أصبحت الآن مطاطة..
فما يمكن أن يكون أمراً منظماً.. يراه البعض تقييداً للحرية واعتداء علي الرأي وتدخلاً في العملية الديمقراطية وما يراه البعض أمراً عادياً وارد طرحه ومناقشته.. يراه آخرون منطقة محرمة لا يجوز الخوض فيها.. ولكن يجب مع كل ذلك وضع ضوابط محددة علي أن يشارك في وضعها جهات عدة يجب أن يكون الأزهر الشريف طرفاً فيها مع مجلس الشعب مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية .. حتي لا تترك مقاييس _ «الحلو والوحش» فيما يعرض ويقال علي الغارب لأن ذلك سيؤدي إلي «فتنة» لاسيما وأننا في عصر السماوات المفتوحة التي إذا تركت بلا ضابط ستكون العواقب وخيمة كما نري من مجاهرة بالمعصية في حلقات يراها ويسمعها الجميع ولا أحد يقبل أبداً أن تسوق الفضائيات لمثل هذه الجرائم الأخلاقية البشعة التي تشيع الفساد في المجتمع.. لمجرد السعي وراء تحقيق السبق والشهرة والإعلانات وجذب المشاهدين عن طريق الإثارة وأقل شيء يجب أن نواجه هذه البرامج ومقدميها بالمنع وعدم القبول والرفض من جميع الجهات المسئولة في إطار ما تقره قوانين ومواثيق الشرف الإعلامي.