رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


هل يختلف أثر الطلاق وفقا للمرحلة العمرية لطرفي الزواج؟.. أستاذ علم نفس يجيب

1-12-2022 | 01:58


الطلاق قي سن كبير يكون أصعب

فاطمة الحسيني

يعد الطلاق بمثابة خط النهاية الذي يصل إليه الزوجان بعد  سنوات من الحياة السعيدة وتكوين الأسرة، وعندما تصل الأمور إلى عدم الاتفاق ويحدث الانفصال، تبدأ التبعات والتي لا تقتصر على طرفي الطلاق فحسب، بل على الأبناء لما يتركه تفكك الأسرة من ألم نفسي وعاطفي، وضغوط وجدانية ليست سهلة النسيان على الإطلاق، ولذلك نتساءل عن أهم أسباب الطلاق؟ وكيف يؤثر على الأسرة بداية من الزوجين حتى الأبناء، والأهم هل يختلف أثر الطلاق وفقاً للمرحلة العمرية لطرفي الزواج؟.

يقول الدكتور عماد مخيمر أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب بجامعة الزقازيق، إن دوافع الطلاق كثيرة فهناك نظريات نفسية تقول إنه من المحتمل أن الأطفال الذين تربوا فى بيئة أسرية منفصلة ومفككة ولديها مشاكل وتدخلات من الآخرين، وعدم توافق بين الأب والأم يترسخ في أذهانهم عند الكبر نمطية أن الزواج ما هو إلا أزمات وعدم توافق.

كما أن الأمهات التي تتعرض لطلاق ولديها أبناء دائماً ما تربي أطفالها، وخاصة البنات أن الرجل هو شخص غير جدير بالثقة، مما ينعكس فى زواج ابنتها ويجعلها كثيرة الشك فى زوجها لتجبره فى النهاية على طلاقها فجاه وبدون اى مقدمات نتيجة شكها الدائم فيه، فالضغوط النفسية تؤدي حتمياً فى النهاية لطلاق.

وأضاف أستاذ علم النفس، أن هناك دراسات أجنبية تمت على ثلاث أجيال لنساء وهم الجدة والابنة والحفيدة، ووجدوا انه هناك احتمالية بعدم نجاحهم فى زيجاتهم لأن الفكرة المتوارثة والمنقولة عن الزواج فى تلك الأسرة هو عدم استقرار الزواج، كما أن هناك دوافع أخرى للطلاق من بينها عدم تحمل الطرفين ضغوط الحياة وإلقاء كل طرف اللوم على الأخر على الرغم من انقسام المسئولية بينهم، وبالتالي يؤدي اللوم المبالغ فيه  للطلاق، وأحياناً يتم الطلاق نتيجة لحظة اندفاعية متهورة وعصبية عندما تقوم الزوجة بفعل عن غير قصد ويتفهمه الزوج بمعاني خاطئة مما يجعله يفقد أعصابه ويطلقها، وتعتبر أيضاً الخيانة من أهم أسباب الطلاق، وكذلك إدمان الزوج للمخدرات والتي تؤدي لغياب التفكير والضمير.

واستطرد مخيمر الأثر النفسي لواقع الطلاق على الأم والأولاد قائلا: "الطلاق الذي يتم بشكل مفاجأ أو نتيجة لمشاكل ومحاكم يدمر نفسية الأولاد، والزوجة ويدخلهم فى دوامه من الاكتئاب والقلق وانعدام الثقة، كما أن الزوجة التي تطلق تشعر بانعدام القيمة ، والوجود، وضبابية المستقبل، خاصة إن كانت لا تعمل وكبيرة فى السن ما جعلها اعتمادية على زوجها وليست استقلالية".

وأردف: "كما يتولد لدى الأولاد إن كانوا فى عمر صغير، وصمة الطلاق التي تجعلهم يشعرون بالخجل من ذكر الأمر أمام أصدقائهم..  أما فى حالة أن عمر الزوجة صغير ولديها عائد مادي فيكون واقع الطلاق أخف عبئاً لأن فرص الحياة لديها لازالت ممكنة، فكلما زاد عمر الزوجة كلما كان تأثير الطلاق عليها أكثر تدميراُ، أما الطلاق التربوي والذي يتفق فيه الطرفان على أن يصبحوا أصدقاء فيجعل أبنائهم يعيشون حياة شبه طبيعية ويكون لديهم أمل فى عودة الأبوين".