يمشي المواطنون المغاربة فوق السحاب ولم يعودوا في حاجة الى بساط سحري، ويعود الفضل في ذلك المنتخب المغربي لكرة القدم الذي أصبح في الآن نفسه مفخرة للمغاربة والعرب والأفارقة بالنظر الى ما يحققه في مونديال قطر 2022.
حيث تصدر المجموعة السادسة بسبع نقاط متقدما على التوالي على منتخبات كرواتيا بفارق نقطتين وبلجيكا بفارق ثلاث نقاط وكندا بفارق سبع نقاط طالما ان الاخير خسر كل المباريات.
مكن احتلال الصدارة المنتخب الوطني المغربي من التأهل الى دور الستة عشر عن جدارة واستحقاق، ليس فقط بالنظر الى رصيده من النقاط الذي تحصل عليه من تعادل مع كرواتيا وفوزين على بلجيكا وكندا، وإنما أيضا لانه جمع بين النتيجة واسلوب اللعب.
يبقى ما حققه المنتخب المغربي حتى في المونديال تاريخيا. صحيح انه سبق لأسود الاطلس التأهل الى الدور نفسه بعد احتلال صدارة المجموعة ومن غريب الصدف انها كانت تحمل الرقم 6 أيضا، لكن الانجاز الاول تحقق من تعادلين وفوز.
أما الانجاز الحالي فيعد تاريخيا لانه تحقق من تعادل وفوزين وهو ما لم يسبق للمغرب ان حققه خلال مشاركاته السابقة.
لأول مرة يحقق المغرب فوزين في دورة واحدة للمونديال وهذا مهم للغاية لأنه يرفع سقف الطموحات. ويدفع الكثيرين الى الحلم او المطالبة بالذهاب بعيدا في مونديال قطر.
ما يتحقق حتى الآن انتصار للجماهير والاعلام المغربيين، لأنهما بذلا جهودا جبارة لحمل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (الاتحاد) على اقالة المدرب البوسني وحيد هاليلودزيتش.
استجابت الجامعة لرغبات الجماهير والإعلام، لكن لم يكن اختيار البديل محط اجماع لان وليد الركراكي الذي دافع سابقا عن ألوان المغرب، وحقق نتائج مبهرة بعد ولوجه الى عالم التدريب يخوض تجرة تدريب المنتخب الوطني لأول مرة.
ورغم الرضى عن العروض التي قدمها أسود الاطلس في المباريات الاعدادية فإن الاعلان عن لاىحة المتوجهين الى قطر خلف ردود فعل متباينة.
حتى اليوم تعد النتائج انتصارا لاختيارات وليد الركراكي خاصة انه تشبث بعناصر معينة رغم معارضة حضورها من قبل الرأي العام.
ويأتي يوسف الناصيري لاعب نادي اشبيلية الاسباني على رأس قائمة اللاعبين الذين واجه من خلال الاصرار ضمهم للمنتخب في المونديال، في المبارتين السابقتين كان اللاعب يكتفي بازعاج دفاع المنافس قبل المغادرة وضد كندا احرز الهدف الثاني والغي هدفه الثالث.
انطلاقا مما سلف يمكن اعتبار ما تحقق انتصارا لاختيارت الجمهور والاعلام من ناحية وانتصارا لاختيارات المدرب من ناحية أخرى، ويمكن اعتبار ذلك توليفة ظهرت في أبهى حللها وتجسدت بشكل خاص في الانسجام المغربي في الدوحة بين من يبدعون على ارض الملعب وقائد الاوركسترا والجماهير المغربية التي أعطت للمونديال نكهة خاصة.
رئيس تحرير صحيفة الصحراء المغربية