تذكرت فيلم أفواه وأرانب للراحلة القديرة فاتن حمامة وأنا أتابع افتتاح مدينة المنصورة الجديدة وتصريحات الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي حول تنظيم الأسرة وأهميته وزيادة عدد السكان الذي يلتهم كل الناتج المحلي.
والحقيقة أن هناك الكثيرين يعتقدون أن موضوع تنظيم الأسرة قد تم حله بدليل أننا لا نرى دعاية ولا نرى إعلانات كما كنا نراها من قبل ولا مراكز تنظيم الأسرة ولا أي شيء، فتخيل البعض أن الموضوع انتهى، وهناك دعوات كثيرة ملأت البلد لا يواجهها أحد أن تنظيم الأسرة حرام وأن تحديد النسل حرام وكان كلام فضيلة المفتي
الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عظيما عندما ذكر أن تنظيم النسل لا يتعارض مع دعوة الشرع إلى التكاثر أي كثرة ضعيفة لا قيمة لها.
تنظيم النسل الآن لا يتعارض مع روح الشريعة التي تؤيد تغيُّر الفتوى بتغير الزمان والمكان تحقيقًا لمقاصد الشريعة.
واستشهد المفتي بكلام الإمام الغزالي في كتابه "إحياء علوم الدين" بأن العزل بسبب الخوف من حصول المشقة والحرج بكثرة الأولاد والتكاليف ليس منهيًّا عنه شرعًا.
أعتقد ان التوعية وعودة حملات تنظيم الأسرة وتصحيح الفكر الديني وتصحيح الفكر التنموي مهم جدا.
ولا أدري أين اختفت حملات الأسرة التي كانت تننشر في كل وسائل الإعلام للتوعية والتنوير في الثمانينيات والتسعينيات مثل حملة الفنان عبد المنعم مدبولي في إعلان «أم الهنا»؛ للحث على استخدام وسائل تنظيم الأسرة، واللجوء للطبيب لتحديد الوسيلة المناسبة، ووجه نصائح لهن في حالة نسيان تناول حبوب منع الحمل.
والحملات العديدة التي كانت بطلتها الفنانة الراحلة كريمة مختار للتوعية بصحة الأم والطفل، وضرورة استخدام وسائل تنظيم الأسرة، وهلاك الأسرة بسبب كثرة الإنجاب، والتي لاقت رواجًا كبيرًا، وحملة الفنان أحمد ماهر "الراجل مش بس بكلمته.. الراجل برعايته لبيته وأسرته"، وظهر خلالها كرجل أثقلته المسؤوليات بسبب كثرة الإنجاب لدرجة نسيانه أسماء أبنائه، ونصح الناس بضرورة تحديد النسل.
والأغنية الشهيرة للفنانة فاطمة عيد "حسنين ومحمدين" للتوعية من مخاطر كثرة الإنجاب، وحققت صدى بين البسطاء.. واستمرت وزارة الصحة في إطلاق حملات إعلانية لتوعية المواطنين بأهمية تنظيم الأسرة وتحديد النسل في السنوات الماضية، ولعل أشهرها حملة "اسأل استشير لصحة الأسرة كلها" ، و"حقك تختار ومسؤوليتك القرار" ، و"مش بالكترة بنات وبنين لا بالصحة وبالتنظيم" ، و"الخلفة الكتير بتهد حيلك .. وجوزك يروح لغيرك" .
أرجو أن تعود وسائل الإعلام والمفكرون ومؤسسات المجتمع المدني للاهتمام بتنظيم الأسرة ومواجهة أي أفكار أخرى حماية لمصر وللمجتمع.